أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - من قتل المعارض الروسي نيمتسوف؟














المزيد.....

من قتل المعارض الروسي نيمتسوف؟


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صدمَ اغتيال المعارض الليبرالي الروسي بوريس نيمتسوف في ليلة الجمعة السلطات والمجتمع الروسي، وأدانت كافة المراكز السياسية الرسمية وغير الرسمية بكل اتجاتها اغتيال السياسي نيمتسوف المروع ، بغض النظر عن الجهة والدوافع التي وقفت وراءه.وشهدت روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي العديد من الاغتيالات السياسية، ولكن اغتيال نيمتسوف اشدها خطرا.ان الاغتيال السياسي، بل وفي اي مجال آخر، اقذر وسيلة لإزالة الخصم، مادام ان المواجهة والصراع تجري في اطار سلمي وضمن اطر القانون.
ولم تعلن جهات التحقيق الرسمية لحد الان عن القوى التي وقفت وراء الجريمة البشعة ولا عن هوية القتلة، كما تتجنب الفعاليات السياسية سواء الرسمية او من المعارضة تحديد الدوافع او تسمية الجهة التي تقف وراءها. ولكن ثمة اجماع على تبرئة ساحة الرئيس فلاديمير بوتين وحكومته من العملية، ليس فقط لان هذا ليس اسلوب بوتين ويتنافي واخلاقياتيه ووزنه كزعيم دولي وتاريخي بالنسبة لروسيا، بل ولأن القتيل نيمستوف والمعارضة الليبرالية التي يمثلها ككل، لا تشكل خطرا على نظام بوتين رغم صخبها العالي، لكونها لا تمتلك شعبية واسعة ولا تحظى بثقة الشرائح الاجتماعية الاساسية، من جر الجماهير الغفيرة خلفها.
ونيمتسوف ( 57 عاما) سياسي روسي واحد ابرز زعماء المعارضة الليبرالية، شغل منصب نائب رئيس الوزراء ونائب في مجلس دوما مدينة "يارسلافل" واحد مؤسسي وزعيم حركة التضامن ورئيس مناوب في الحزب الليبرالي " ار بي ار ـ بارناس" وعضو مجلس تنسيق المعارضة الروسية. وهو من الجيل الذي بدأ ممارسة السياسة والبزنس بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وظهر نجمه في الساحة السياسية الروسية، في التسعينات، حينما زار الرئيس السابق بوريس يلتسين مدينة " نيجني نوفغرد " التي كان حاكمها نيمتسوف، واعجب بالانجازات التي حققها ذلك السياسي الشاب الذي يتحدث عن اقتصاد السوق وحرية الصحافة والانتخابات الحرة وتوزيع السلطات والخصخصة وغيرها من مفردات الفكر الليبرالي. وقال يلتسين حينها انه يرى في نيمتسوف الشاب رئيس روسيا القادم. وما ان عاد الى موسكو حتى اصدر قرارا بتعينه نائبا لرئيس الحكومه.
ظهر نيمتسوف في الفترة الاخير الاكثر تشددا في معارضة الرئيس فلاديمير بوتين من منطلقات ليبرالية موالية للغرب. وانتقد بشدة سياسات بوتين ازاء اوكرانيا بما في ضم القرم والاجراءات التي رد بها على عقوبات الغرب بمنع استيراد المواد الغذائية من الدول التي شاركت في العقوبات على روسيا، وكذلك سياسة بوتين بتعزيز قدرات القوات المسلحة الروسية والسياسية الاقتصادية والداخلية.وذات مرة قال انه لايخاف بوتين بقدر خشية والدته التي حذرته من انتقاداته اللاذعة لبوتين، وقال انه يخشاه ولكن ليس الى ذلك الحد.
واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين عملية اغتيال نيمتسوف بانها " مبيتة واستفزاز" سافر. وكلف الاجهزة الامنية الرئيسية بتشكيل للجنة للتحقيق في عملية الاغتيال، وقال المتحدث الصحفي باسم الرئيس بوتين دمتري بيسكوف من السابق لأوانه الخروج باستنتاجات عن اغتيال نيمتسوف ولكن يمكن القول بالتاكيد بانها استفزاز.
وقال الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ان اغتيال نيمتسوف محاولة تهدف لتعقيد الوضع وزعزعة الاستقرار في البلد وتشديد المواجهة، منوها ان هناك قوى ستحاول استخدام جريمة اغتيال نيمتسوف لصالحها. واضاف "انها تفكر كيف ستتخلص من بوتين" وعلى حد قناعة غورباشوف "ان الغرب لن يمضي على هذه الخطة واللجوء الى ارتكاب جريم لتحقيق اهدافه ولكن بالطبع هذه هي حسابات المجرمين الذين اغتالوا نيمتسوف."
وقال زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف "ان اهداف جريمة اغتيال نيمتسوف يمكن ان تكون متباينة، ولكنها اغتيال سياسي." ولمح بتورط الغرب الذي حسب رايه "لم يحقق اهدافه بفرض العقوبات على روسيا وراح يبحث عن ضحايا اخرى."
والقى زعماء المعارضة الليبرالية مسؤولية اغتيال نيمتسوف على سلطات البلد. ووصف رئيس الوزرا السابق ميخائيل كاسيانوف عملية الاغتيال بانها "تنكيل" لان نيمتسوف حسب قوله، فضح بلاهوادة وبثبات " ما يجري في البلد". وترجع بعض فعاليات المعارضة الليبرالية اسباب اغتيال نميتسوف الى ما تصفه بالاجواء التي خلقتها الحكومة في الساحة الروسية خاصة بعد ضم القرم والازمة الاوكرانية واستغلال الغرب لها لمعاقبة روسيا والحاق الضرر باقتصادها، وبالتالي الحملة الاعلامية على المعارضة الليبرالية ووصفها بالطابور الخامس والعميلة للغرب، لتأليب الراي العام الروسي ضدها كقوى خائنة وطنيا.
وكانت ردود فعل غالبية زعماء الدول الغربية على اغتيال نيمتسوف متحفظة، لكن المواجهة الاعلامية بين روسيا والغرب اثرت على الراي المتداول، لذلك فان فرضية وجود يد " للكرملن" في الجريمة اكثر شيوعا من فرضيات ان تكون هناك دوافع حياتية يومية او مالية او الصدف او دينية، تقف وراء الجريمة.
وتنظر التحقيقيات الرسمية بعدة فرضيات عن اسباب اغتيال نيمتسوف من بينها سياسية او استفزاز مبيت من قوى ثالثة لزعزعة الوضع في البلاد، علاوة على تورط اسلاميين متطرفين بسبب موقفه الحاد من اغتيال رسامي مجلة شارلي الفرنسية، وكذلك تداعيات الازمة الاوكرانية او خلافات في اطار ممارسة البزنس.
حقا من السابق لأوانه الحديث عن السبب الأساسي لاغتيال زعيم المعارضة الروسية الليبرالي او تحديد هوية القتلة، ولكن من الواضح ان الجريمة البشعة تعكس احتدام المواجهة في المجتمع الروسي والساحة السياسية عموما بين القوى التي تطلق على نفسها بالوطنية والمحافظة والمدافعة عن استقلالية وسيادة روسيا وتدعم الرئيس بوتين وسياساته، وبين القوى الليبرالية التي تسعى لان تسير روسيا وفق النموذج الغربي وتنتقد كل ما يقوم به بوتين وحكومته.
*اعلامي وكاتب من العراق يقيم في موسكو




#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء السيد عبد الباري عطوان الفظة في كتابه: الدولة الاسلامي ...
- هجوم داعش على العراق وتداعياته المستقبلية
- مواصفات مطلوبة برئيس وزراء العراق الجديد
- تكتلات سياسية ام تخندق طائفي
- العرب وروسيا والأزمة الاوكرانية
- خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي
- ليتحالف اليسار العربي مع بوتين
- روسيا في البحث عن الذات وعلاقاتهاالاوربية
- الازمة الاوكرانية في سياق النظام الدولي الجديد
- اوكرانيا :من الثورة البرتقالية الى سيناريوهات الربيع العربي
- انتاج الديكتاتوية او لماذا ارفض التمديد لفترة حكم القيادات ا ...
- روسيا تعود للشرق الاوسط باوراق جديدة
- ظاهرة ابن - القائد- في النظام السياسي العربي الحديث
- مؤشرات على فشل مشروع الاسلام السياسي
- عن نتائج المؤتمر 25 للحزب الشيوعي الروسي
- حول زيارة مسعود البرزاني لموسكو
- انياب الاسلاميين
- لماذا لم تشهد الساحة الحمراء اليوم الاحتفال بثورة اكتوبر !
- روسيا لاقامة علاقات بالاخوان المسلمين
- مقدمات لظهور حزب شيوعي جديد بروسيا


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - من قتل المعارض الروسي نيمتسوف؟