أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - إسرائيل تلعب بالنار















المزيد.....

إسرائيل تلعب بالنار


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 349 - 2002 / 12 / 26 - 15:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أرهابيات


( إسرائيل تلعب بالنار)

 

بعد عاصفة الطلب الذي تقدم به المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية, السيد اليكام روبنشطاين,والذي طالب عبره بإلغاء لائحة التجمع الديمقراطي لانتخابات الكنيست الإسرائيلي التي ستقام في فبراير شباط القادم. جاء دور وزير الداخلية الإسرائيلي من جديد, فأدوار هذا الوزير العنصري معروفة ومحروقة مثل بقية العصابة اليمينية المتطرفة التي تحكم البلاد بالفساد والرشوة وشراء الناس والأصوات.

أما الوزير الصغير, السيد شاي الذي تفتقت موهبته فأنجبت  قرارات عنصرية استعلائية جديدة,أمر عبر أحدها إغلاق صحيفة صوت الحق والحرية,الناطقة باسم الحركة الإسلامية الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح. فقد ورد في حيثيات قراره المذكور أن الصحيفة المذكورة  تنشر مواد تشكل خطرا على سلامة الجمهور. وأعتمد الوزير شاي في قراراته-كما كان اعتمد في القرارات السابقة- على مذكرات وتقارير جهاز الشاباك الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية النشطة, والمتخصصة أيضا في ملاحقة ومراقبة الجماهير العربية الفلسطينية وقياداتها السياسية والروحية في الداخل. بحيث تلفق التهم وتحاول تلبيسهم إياها بطريقة بوليسية استعلائية,عنصرية حديثة. ليأتي فيما بعد دور الجهات المختصة مثل المستشار القضائي للحكومة أو وزير الداخلية وأعضاء الكنيست وغيرهم, بحيث يبدأ هؤلاء بالتباري على توجيه التهم وتنويع والاتهامات وتوزيعها على عرب الداخل.

 من المهم جدا فهم الهدف من تلك التهم الموجهة ضد أهل الأرض وسكانها الأصليين من أبناء فلسطين التاريخية. لأن التحركات الرسمية وغير الرسمية الإسرائيلية ضد أبناء شعبنا في البلاد, ليست وليدة اليوم ولا تعتبر من عوامل الصدفة,إنها امتداد لسياسة تفريق ولا مساواة وتمييز في المواطنة,على أساسها تم إنشاء الكيان اليهودي وتمييزه بيهوديته,بحيث أنه أقيم ليكون وطنا لليهود فقط.

 كانت ذرائع الحركة الصهيونية في ذلك أن كل الشعوب لها أوطان ألا "الشعب اليهودي"  الذي بحث لنفسه عن مكان بين الشعوب فوقع اختياره على  فلسطين لأنها أرض الميعاد. ولسنا من المتفقين مع التعريف المذكور الذي يقول بأن اليهود شعب,لأن تعريف الشعب لا ينطبق على اليهود بل تنطبق عليهم تسمية ديانة,كما الحال مع الديانات الأخرى. ولنا عبرة بذلك ما حدث للاتحاد السوفيتي سابقا الذي كان يحاول بكل الوسائل تعميم تجربته,التي تفرض على مجموعة شعوب منوعة أن تكون شعبا واحدا بقيادة حزب واحد.

 الحركة الصهيونية اعتمدت أيضا ذاك الأسلوب و نجحت نوعا ما في تجميع يهود العالم  وجلبهم إلى فلسطين ومن ثم إسرائيل التي أقيمت بالقوة على جزء كبير من ارض فلسطين الانتدابية, بحيث أخذ معظم هؤلاء اليهود الوافدين إلى الكيان الحديث تعلم اللغة العبرية من الصفر. إذا كيف لناس من كل البلاد والأجناس أن يسموا أنفسهم شعبا واحدا تجمعه كل الشروط التي تأسست بناء عليها كل الشعوب.

  لقد كانت ولازالت الأطماع الصهيونية في فلسطين,المحرك الذي يحرك حملات العداء والعنصرية للشعب العربي الفلسطيني الذي يملك كل مقومات الشعب من الأرض حتى اللغة والحدود والاقتصاد والعادات والتقاليد والثقافة والتاريخ. أما الذين مروا من هنا مرور الغزاة في قديم الزمان لا يحق لهم أن يزوروا التاريخ  حتى يجعلوا عبورهم في قديم الزمان حجة لأعادة احتلال المكان والقيام بحملات شطب وإلغاء لحقوق سكان البلاد الأصليين من شعب كنعان الحضاري الذي أنجب للبشرية منذ آلاف السنين العلوم وقوانين الحب والطهارة والسلام,حتى الشعب الفلسطيني الذي أصبح بعدة أجزاء بفعل الاحتلال وعدم الأنصاف وانعدام العدل.

أما ما تقوم به إسرائيل هذه الأيام من لعب بالنار فقد يتسبب في حرق أصابعها وأصابع الكبار ممن يدعمون غطرستها وعنصريتها,ليس هذا جديدا لكنه تصعيدا في حملات العداء والتفرقة والتمييز والتقييد والحد من حرية العربي في البلاد. لأن هذه الهجمات العنصرية ليست سوى جزء من برنامج استيعاب ودمج يتم فيه إلغاء الشخصية الوطنية للعربي عبر إلهائه بأمور أخرى. وفي كل مرة كانت الجماهير العربية تثور فيها أو تهب للمطالبة بتحسين أوضاعها وبمعاملة أفضل, كانت السلطات الإسرائيلية تواجه تلك المطالب والهبات بالرد الجاهز والسريع,عبر قتل المواطنين العرب- يوم الأرض 1976- و إطلاق العنان للعنصريين من رجال الشرطة والأمن وجنود الجيش وزعران العصابات والأحياء من أوباش المدن والأزقة,حيث يقوم هؤلاء بتوجيه آلة دمارهم وأساليبهم السادية, وبنادقهم ورصاصهم ضد العرب وأملاكهم-هبة أكتوبر 2000- من أجل لجمهم وقهرهم وجعلهم يستسلمون ويتخلون عن مطالبهم العادلة.

لا يطلب العربي,صاحب الأرض سوى مواطنة كاملة مثله مثل اليهودي الذي جاء من كل بقاع الدنيا, فاستولى على تلك الأرض, وصار الآمر الناهي بينما أصحاب البلد وسكان الأرض الأصليين بالكاد يحصلون على بعض الحقوق. من حق العربي أن يقول لا لتهويد الدولة كما تهودت الدنيا,الأرض أرضنا والبلد بلدنا وكل ما نريده حقوقنا في المواطنة المتساوية وفي دولة لكل مواطنيها من اليهود والعرب. لكن المشكلة العصية والمعقدة جدا أن العربي يطالب بمواطنة متساوية في بلد غير مؤهل للتساوي, فكيف تكون المساواة بين الجلاد والضحية. ثم كيف للجلاد أن يعطي الضحية حقها بالتساوي في وطن تم اغتصابه بالقوة وتم جعل سكانه الأصليين زوائد في المجتمع والدولة, مع أنهم أصحاب الأرض والحق.

 سؤال صعب ومعقد والإجابة عليه صعبة ومعقدة, لكن التجربة تؤكد إمكانية فرض فرص التعايش مع البعض ممن جنت عليهم الحالة اليهودية في أوروبا, بحيث هاجر أهاليهم إلى فلسطين الانتدابية, ثم إسرائيل المولودة بعملية قيصرية, حيث كانت فيما بعد ولادتهم على الأرض التي يسمونها إسرائيل ولازلنا نسميها فلسطين كما خلقها الرب وكونها التاريخ وكورتها الجغرافيا.

سوف يأتي اليوم الذي يصبح فيه الجلاد ضحية, ولازلنا كلنا نذكر الأيام التي كانت أيام سوداء وعصيبة للجلاد. لكن المشكلة تكمن في أن الضعيف الذي يقوى فجأة ويستمد قوته من هراء السياسة العالمية ودجل المجتمعات الدولية أو خوفها من ملاحقة الماضي الأسود وخطاياها بحق الضحية سابقا والجلاد حاليا. هذه المخاوف سوف تتبدد مع الأيام وسوف يزاح القناع عن وجه الضحية قديما ليظهر مكانها وجه الجلاد حاليا.

* نشرت في اصداء - ايلاف يوم 24-12-2002 

     

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لمجلس النواب اللبناني
- الحوار الفلسطيني في القاهرة
- لصوص الأرض والمال
- لبنان وأمريكا والفلسطينيين
- الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بعيد الميلاد
- الفرق ما بين جين فوندا وجون نيغروبونتي
- بليكس يؤشر على الغلط ويطالب بتصحيحه
- حمامة بمخالب وأنياب
- لقاء لم ينته مع الفنان العراقي الكبير رضا الشاطئ.
- عزمي بشارة شوكة في حلق إسرائيل
- بازار الانتخابات الصهيونية
- المستشار القانوني للحكومة ألاسرائيلية الياكيم روبنشطاين يوصي ...
- مؤتمر لندن ومزاد التفريط
- مندوب المافيا في مجلس الأمن
- إرهابيات
- انتخابات و أنتقامات
- لو حكينا أيها الوزير نبتدي منين الحكاية
- كؤوس المنافي
- عيد بالأحمر كفناه
- خطاب الرئيس العراقي ومعلومات الاستخبارات الغربية وموقف الشعو ...


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - إسرائيل تلعب بالنار