أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس طريم - هل نزل الارهاب من السماء ؟















المزيد.....

هل نزل الارهاب من السماء ؟


عباس طريم
كاتب - وشاعر

(Abbas Trim)


الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل نزل الارهاب من السماء ؟
عباس طريم

______
يرى البعض .. ان الارهاب ماهو الا صنيعة امريكية بامتياز . اعد له عدته منذ زمن بعيد , وانتهز الفرصة الملائمة كي يطلق صافرته ليتحرك كالسيل الجارف , وكالبركات الهائج الذي احرق الاخضر واليابس . واحال حياة الناس الى جحيم لا تطاق , وجعل الملايين من الناس يهاجروا الى ارض الله الواسعة كي يتجنبوا تلك المصائب التي حلت بالبلاد والعباد . هذا الفكر الجهنمي , هللت له الحركات المتطرفة التي تتصف بالعنف والتصفيه الوحشية والتنكيل بخصومها والتي تعيش في بلدان بعيدة كل البعد عن الديمقراطية , ويسودها الظلم والتعسف , وعدم الاعتراف بالاخر او تقبل طروحاته , ورفض كل من يخالفهم الراي والتفكير , وتفتقر لمراكز شفافة ومؤسسات علمية تعتمد على الدراسة والمعرفة والتحليل , لتكون مترعا له ولزعبلاته , وارضا خصبة ينمو فيها ويترعرع قبل انطلاقه الى حيث يوجه .. ودليل هذا الراي , ان امريكا عاكفة على تزويد العصابات الاجرامية بالسلاح على طول الخط . فهي تنادي بالحرب على الارهاب , وتعد المؤتمرات واللقاءات , والتصريحات الرنانة القائمة على قدم وساق , وتحشد المال والسلاح من اجل تدميره , ثم نجد طائراتها تنطلق لتزويد الارهاب بكل ما من شانه ان يديمه , ويجعله اكثر قدرة على المواجهة والنمو , ويدفع به الى المزيد من الصمود والتحدي , ليفني ويدمر البشر والحجر .
وهذه النظرية التي يؤمن بها الكثيرون , وتجد لها قبولا في اقطارنا العربية , اجدها ابعد ما تكون عن الحقيقة , ومن يؤيدها .. يحاول جاهدا رمي الكرة في ساحة الولايات المتحدة الامريكية , وابعادها عن المرمى المراد تصويب الكرة عليه . خاصة وان العالم يصدق كلما يقال عن امريكا وتدخلاتها ومؤامراتها وخططها , ولا يستبعد ذالك السيناريو الذي يؤكد دورها الفاعل في تلك المسرحية .
واني ارى اصل البلاء ياتي من الجانب الاخر . . ارى ان الفكر الظلامي الذي تحكم بعقول الجهلة كل تلك السنين .. هو السبب الرئيسي لصناعة الارهاب . وان ايمان بعض الجهلة بذالك الفكر , جعلهم يضحون بالغالي والنفيس من اجل ان يصلوا الى تحقيق غاياتهم الشيطانية , مستندين الى روح ذالك الفكر وتعاليمه التي تتنافى مع ما جاء به ديننا الحنيف .. من تسامح وعفو ورحمة . ونزوع الى تسوية الامور باللتي هي احسن . فالفكر الذي يكفر الناس لابسط الامور , ويدعو الى قتلهم وتهجيرهم ويحلل سرقة اموالهم , ونهب ممتلكاتهم , لهو ادعى ان يكون سببا رئيسيا لتلك الماسي والمصائب التي حصلت وتحصل كل يوم , وانه اصل البلاء الذي حل ببلاد العرب جميعا .وان امريكا وجدت ذالك الفكر الذي يتلائم وتوجهاتها للسيطرة على بلدان المنطقة وتهديدها بذالك البعبع الذي ملاء الدنيا رعبا وفتكا . لذالك كانت تصريحاتها تتكرر [ لا يمكن القضاء على الارهاب , ونحتاج الى عدة سنوات ] .. كي تبقى دول المنطقة بحاجة الى الدعم الامريكي , وكي تحكم امريكا سيطرتها على المناطق الملتهبة , وتمرر ما بجعبتها من مخططات ومؤامرات [ دبرت بليل ] .
ومن الغريب ان يكون هدف الارهاب , هو : الاسلام والمسلمين . وان يكون العدو المفترض للعروبة والاسلام , بعيدا عن اهدافه وتوجهاته . واكثر من هذا .. اتخاذه موقفا مدافعا عنه كما حدث لجبهة النصرة التي اتخذت من حدود العدو الصهيوني , ساحة للدفاع عنه ومواجهة كل من يخطو الى الامام , لمواجهة العدو والنيل منه . فاصبح العدو به امنا مستقرا , واصبح العربي المسلم , مهددا خائفا . ان الارهاب اليوم , تسقى تربته الخصبة من الافكار والنصوص والقناعات التي تغص بها مناهجنا الدينية . فالخطاب الديني المتشدد والذي يتحكم به , من ملئت نفوسهم حقدا وغلا وكراهية , والمستفيدون من رواج الفتنة بين المسلمين .. الذين لا تاتيهم الفرصة الا من باب استغلال الفرص , والجهل المطبق الذي لا يؤمن بالمنطق السليم , ولا يعترف بالاخر ولا يستهوي , الا افكاره وتوجهاته , اضافة الى حالة الياس والاحباط , وبعض الكتب الدينية التي تاتي بما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى ! . كل تلك العوامل خلقت جوا مناسبا لتلك المجموعات التي تتكون غالبيتها من الفقراء والفاشلين في دراستهم والعاطلين عن العمل الذين وجدوا فرصة لاعالة عوائلهم من خلال القتل والذبح [ فالغاية عندهم تبرر الوسيلة ] وبتلك العوامل , تم صناعة الارهاب , التي تُعد أكثر خطورة من صناعة القنبلة النووية , لانها تزرع ثقافة خاصة تحتاج الى تعب مضني كي تقطف ثمارها , ثقافة تجعل المرء يتخلى عن روحه التي وهبها الله سبحانه وتعالى ! عن طيب قلب . وان يرخصها من اجل ما رسخ في ذهنه من معتقدات .. تزين له ثواب الاخرة ونعيمها الابدي الخالد , الذي لا يمكن قياسه بالدنيا ولهوها .
لقاء الحور العين، وتناول الغذاء في الجنة، والقتال بصحبة الملائكة، ولقاء النبي ص . وتحديد الفرقة الناجية، وغيرها من الأفكار والقناعات المفخخة التي يمتلىء بها تراثنا ونصوصنا الدينية، والتي يوظفها بخبث أو بجهل بعض الدعاة للتغرير بأطفالنا وشبابنا ليكونوا أحزمة ناسفة وعقولا مفخخة في ساحات الفتن والضلال.

بالنسبة لي، أميل إلى هذا الراي , وهو : أن الارهاب لم ينشأ من فراغ، ولكنه صنيعة قرون طويلة من ركام هائل من خطابات طائفية وطموحات عبثية ونصوص ملتبسة، وظفتها بخبث ودهاء ومؤامرة العديد من الدول والنظم والمخابرات , وخاصة الدول التي تشعر بخطر الريح العاتية التي هبت وقلعت اسنانها الكثير من النظم والحكومات التي كانت قائمة , وغافلة عما تخفي لها الاقدار من مصائب ومحن , لاهية لا تحسب حسابا لغوائل الزمن .. وعلى حين غرة , انقلب قاربها فاغرق الجميع .. لذالك تريد هذه الدول .. ان تقدم دليل قوتها , وتثبت انها من اللاعبين الاقوياء الذين لا يمكن للصدفة ان تقفز فوقها , ولا للاقوياء ان يكرروا لعبتهم وينجحوا بتقويض حكمهم , كما فعلوا مع غيرهم .. واحالوا بلدانهم الى ركام , وانهم لاعبون اساسيون .. في كل ما يهم العالم , وان ما يحدث في المنطقة من اطاحة للحكومات والانظمة .. لا يشمل اصحاب السعادة .



#عباس_طريم (هاشتاغ)       Abbas_Trim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدل ما نحتاجه اليوم
- من لم يحاسبه ضميره فلا رقيب عليه
- وزير عراقي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس طريم - هل نزل الارهاب من السماء ؟