أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل هناك من لقاء تحالفي بين الفكر الإسلامي السلفي والظلامي بالفكر القومي اليميني والشوفيني؟















المزيد.....

هل هناك من لقاء تحالفي بين الفكر الإسلامي السلفي والظلامي بالفكر القومي اليميني والشوفيني؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1320 - 2005 / 9 / 17 - 09:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دأب القوميون العرب الشوفينيون, الذين ينطلقون من مواقف إسلامية طائفية سياسية وينتمون إلى المذهب السني في الإسلام, إلى اتهام أتباع المذهب الشيعي في الإسلام بالشعوبية منطلقين في ذلك من اتهام كل الشيعة العرب بكونهم ينحدرون من أصل فارسي ولا يريدون الخير للأمة العربية باعتبارهم كانوا أصلاً من الفرس المجوس. وهذا يعني بلغة وتفسير واضحين أن كل أتباع المذهب الشيعي يشكلون حصان طروادة في المعسكر العربي أو في الأمة العربية ويفترض عدم فسح المجال لهم للتحرك والمشاركة في الحياة السياسية, وإذا ما أمكن فالخلاص منهم من خلال إبعادهم إلى إيران هو الطريق الأسلم للأمة العربية والوطن العربي. هكذا تماماً تصرف الدكتاتور صدام حسين أبان حربه العدوانية ضد إيران حين هجر مئات الآلاف من العراقيين من عرب شيعة وكرد فيلية شيعة إلى إيران بحجة تبعيتهم لإيران وخشية أن يكونوا جواسيس لإيران في العراق! وهكذا أطلق المستبد بأمره صدام حسين اسم الفرس المجوس على كل الإيرانيين المسلمين من أتباع المذهب الشيعي. وهذه الظاهرة العنصرية الرافضة للقوميات الأخرى بحد ذاتها مخالفة صريحة لطبيعة الإسلام باعتباره دينياً تبشيرياً يقبل في صفوفه كل القوميات والشعوب, حين ورد في القرآن قوله "لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى".
وخلال فترة حكم عبد الكريم قاسم وما بعده وسع القوميون العرب الشوفينيون تهمة الشعوبية ولصقوها بالشيوعيين أيضاً على أساس أنهم أمميون يقفون ضد القومية العربية, وبالتالي حاولوا تحويل الشعوبية إلى سبة موجهة ضد كل من يختلف معهم في الموقف الفكري والسياسي إزاء الكثير من القضايا العربية, لأنهم لا يدركون معنى وأهمية الاختلاف في وجهات النظر والحوار الديمقراطي, فهم يرون كل من يختلف عنهم خارج إرادتهم ويفترض أن يحارب, فهم يحملون فكراً وعقيدة قومية شوفينية ترفض الآخر وتقصيه ولا تعترف بحقه في حمل رأي آخر والدفاع عنه, فهو في مثل هذه الحالة ليس سوى معادٍ للأمة العربية يفترض التخلص منه بأي ثمن. إن هذا تجاوز على الملايين من أتباع المذهب الشيعي الذي ينحدرون من أصول عربية, وفي هذه الجمهرة الواسعة من وقف إلى جانب صدام حسين وتعاون معه, ومنهم من يحمل الفكر القومي الشوفيني أيضاً, ولكن الجماهير الواسعة من أتباع المذهب الشيعي يحترمون قوميتهم العربية, ولكنهم في الوقت نفسه يحترمون القوميات الأخرى ولا يجدون سبباً لكره القوميات الأخرى. وهو ما نجده أيضاً في صفوف كثرة من أتباع المذهب السني.
ويمكن القول بأن القوميين لا ينطلقون في ذلك لا من موقع قومي بحت فحسب, بل ومن موقف مذهبي سني, يرفض وجود المذهب الشيعي ويمارس التمييز الطائفي السياسي ضدهم ولا يرى في أتباع المذهب الشيعي ما يمكن أن يجعلهم جزءاً من الأمة العربية, إذ أنهم يقفون للأمة بالمرصاد ويعملون ضدها! وكان هذا الموقف القومي الشوفيني من جهة, وممارسة التمييز الطائفي السياسي من جهة أخرى, سبباً في كوارث كثيرة حلت بالشعب العراقي على امتداد القرون والعقود المنصرمة.
وخلال العقود المنصرمة ساهم المذهب الوهابي بدور سياسي سلبي جداً ضد أتباع المذهب الشيعي في العراق برزت بوضوح في الغارات العشائرية التي شنها الوهابيون السعوديون على أرض العراق في ظل الدولة العثمانية بشكل خاص. إذ قام الوهابيون لا في استباحة المدن التي كانوا يغزونها فحسب, بل كانوا يدمرون مراقد أئمة الشيعة أيضاً ويسلبون ما فيها من نفائس مهداة إلى تلك المراقد, مما تسبب في زيادة الأحقاد والكراهية المتبادلة.
واليوم طلع علينا المجرم الدولي أبو مصعب الزرقاوي ليعلن الحرب على جميع أتباع المذهب الشيعي في العراق, باعتبارهم من الرافضة, أي الذين لا يعترفون بخلافة أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان, ويرونها في علي بن أبي طالب وذريته من بعده, رغم أن هذا الادعاء غير صحيح بالنسبة للواعين من الشيعة الذين يدركون الإسلام على حقيقته ورأي الإسلام بالشورى. وبالأمس طلعت علينا بعض المنظمات الإرهابية في العراق والقادمة من وراء الحدود لتعلن عن نفس وجهة التمييز ضد الشيعة وتطالب بقتلهم, تماماً كما فعل كبيرهم أسامة بن لادن حين طالب بقتل جميع المسيحيين لأنهم يساعدون ويدعمون سياسة بوش الابن!
إن التحالفات التي تمت منذ عام ونصف العام بين قوى الإسلام السياسي المتطرفة الموجودة والفاعلة بصيغ مختلفة في الدول العربية, وخاصة في الأردن ولبنان وفلسطين ومصر وسوريا واليمن والسعودية والعراق, إضافة إلى الدول المغاربية من جهة, وبين القوى القومية العربية, وخاصة أتباع المؤتمر القومي العربي من جهة ثانية, قد تبلورت في مواقف مشتركة إزاء الوضع في العراق وإزاء الموقف من أتباع المذهب الشيعي. وقوى الإسلام السياسي المتطرفة والقوى القومية الشوفينية تملك في العراق الكثير من الروابط والاتصالات مع القوى التكفيرية والظلامية الفاعلة في العراق ومع وقوى البعث السابقة. ومن هنا تبرز التساؤلات العادلة التالية:
هل من صلة قائمة بين أتباع الإرهابيين أسامة بن لادن والظواهري وأبو مصعب الزرقاوي من جهة, وبين القوى القومية التي ترتبط بالمؤتمر القومي العربي؟ وهل هناك تنسيق بين تلك القوى والقوى القومية في العراق بشأن ما يجري في العراق من عمليات إرهابية دموية؟ وهل هم ينطلقون من موقف مشترك إزاء أتباع المذهب الشيعي في العراق, خاصة وأن أي إدانة حقيقية لما يجري في العراق لم تصدر رسمياً من القوى القومية حين تبنتها الجماعة الإرهابية لأبي مصعب الزرقاوي. إذ حتى البيان الذي أصدره الوقف السني في العراق لم يدن كل العمليات الإرهابية الجارية في العراق, وأكد بأن الثأر لما يجري في تلعفر يفترض أن يجري ضد القوى الفاعلة في تلعفر, أي أن من حق هذه القوى الإرهابية ممارسة الإرهاب وأخذ الثأر للمجرمين الذين تجمعوا في تلعفر ومارسوا الإرهاب وتزويد القوى الإرهابية بالسلاح والعتاد, ولكن يفترض أن يوجه ضد قوى الشرطة العراقية والجيش العراقي وضد القوات الأجنبية المشاركة في العمليات ضد قوى الإرهاب الدولي في العراق لا ضد جماعات أخرى في بغداد.
إن اللقاء الفكري بين القوى القومية اليمينية والشوفينية العربية من جهة, وقوى الإسلام السياسي الإرهابية من جهة ثانية, ومشاركتهما في اتهام أتباع المذهب الشيعي بالشعوبية وتسميتهم بالرافضة يسمح بقيام تحالف فعلي بينهما على أرض الواقع في العراق والتعاون لتأجيج الإرهاب في العراق.
لا شك في أن الطائفية السياسية كلها من أي جهة جاءت مقيتة وذات عواقب وخيمة على المجتمع العراقي, وكذا الاتجاهات القومية الشوفينية التي ترفض الاعتراف بالقوميات الأخرى وبحقها في تقرير مصيرها بنفسها على الأرض التي تعيش عليها. ولهذا فأن هذه القوى لا مستقبل لها ولا يمكن أن تنتصر على إرادة الشعوب المناضلة في سبيل مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية, إذ أن العالم يسير نحو الأمام رغم الارتداد الاجتماعي والسياسي الذي سقط فيه العراق في فترة حكم الدكتاتور صدام حسين أو في الفترة التي يحاول البعض فرض الطائفية السياسية في البلاد والتي يفترض مقاومتها وعدم فسح المجال لانتصارها, إذ أنها تقود إلى تمزيق النسيج الوطني للشعب العراقي.
إن على القوميين العرب في العراق الذين يرفضون الإرهاب وقتل أبناء الشعب كما حصل على جسر الأئمة أو في الأيام التي تلت ذلك أن يدينوا العمليات الإرهابية إدانة قاطعة, أن يرفضوا ويحتجوا على سلوكية القوى الظلامية التي تدعو إلى شن الحرب ضد أتباع المذهب الشيعي في العراق كله. وبدون ذلك سيضعون أنفسهم في صف القوى الإرهابية وسيتحملون مسؤولية السكوت أو الموافقة والتعاون والتحالف مع تلك القوى المناهضة للشعب العراقي وطموحاته.
16/9/2005 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندوة حول العراق في إطار الندوة الاقتصادية الدولية الخامسة عش ...
- مقترح مشروع للحوار الديمقراطي بين أفراد وجماعات المجتمع المد ...
- حوار مع السيد مالوم أبو رغيف
- رسالة مفتوحة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جون ووكر بو ...
- جرائم بشعة تجسد سادية ودموية ومرض مرتكبيها الأوباش!
- أين تكمن إشكالية مشروع الدستور المعروض للاستفتاء؟
- هل يدخل مفهوم اجتثاث البعث ضمن المفاهيم الإقصائية غير العقلا ...
- حول الكرد الفيلية مرة أخرى
- خالد مشعل, هل هو سياسي أم إسلامي إرهابي يحرض على الإرهاب في ...
- السيد عبد العزيز الحكيم وموضوع الفيدرالية الشيعية!
- حوار مع السيد جوزيف سماحة حول العرب والقضية الكردية
- حوار مع ملاحظات السيد طلال شاكر في مقاله رأي وتساؤلات
- هل الزميل الدكتور شاكر النابلسي على حق حين تساءل: لماذا لم ي ...
- المصالحة الوطنية هدف الشعب, ولكن وفق أي أسس؟
- لكي لا تتشظى وحدتكم ولكي لا تخسروا قضيتكم أيها الأخوة الكرد ...
- مشاعر القلق والخشية من المساومة سيدة الموقف والإشاعات في الس ...
- هل حكومة الجعفري المؤقتة تؤدي مهماتها بشكل معقول؟
- هل بدأ موعد قطف ثمار -الفوز الساحق!-, هل بدأ الشعب يعيش عواق ...
- مشروع للحوار الديمقراطي بين أفراد وجماعات المجتمع المدني الع ...
- حوار هادئ مع سخونة أراء السيد الدكتور الشكر?ي!هل اليساريون ي ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل هناك من لقاء تحالفي بين الفكر الإسلامي السلفي والظلامي بالفكر القومي اليميني والشوفيني؟