حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 16:30
المحور:
المجتمع المدني
للدم طعم الدم ولا أَنَكَرَ منه طعم , للقتل هوية واحده هي ذاتها هوية أعداء الحريه والفن والجمال ... تتنوع الضحايا وتتعدد أساليب إيذائها وأدوات قتلها بين سيف يحز الرقاب ومعول يدمر معالم الجمال وخطاب يخنق الحريه وفساد يسرق الخبز ونهم يستحوذ على كل شيء وشبق ينتهك العفاف , مخطيئٌ من ينتظر من عدو الحريه ان يقف سدا مانعا بوجه القتله , مخبول من يتوقع أن عدو الجمال سيقف كشجرة شامخه بوجه رياح محملة برائحة الاغتصاب وبيع الرقيق في اسواق النخاسه وتافه محدود الافق من ينتظر ميلاد حضاره مما عفى عليه الزمن .
عشناها حياة بآمال تتبدد على أيدي أعدائها وتتساقط ثمارها قبل اليناع كما تتساقط ضحايانا في ميعة الصبا , ألِفناها قسوة ظالم وجبروت طاغيه وعبث جاهل ورعب يثسَوقهُ مهوس بالقتل ... ومع كل ذلك عشناها أجداث حيه تُصغي مُكرهة للغة الديناصورات وترقب سلوكيات ماقبل التاريخ بعيون يحتبس فيها الدمع مكابراً , وبرغم هذه المرارات علينا أن نُقُبِل ألأرض بين أقدام من صنعوا مآسينا عرفانا منا بما جادت به خزائن أفكارهم من قبيح الفعل وإلا فجهنم لنا مستقر ... فأي مهزله ؟؟.
جُبِلنا على الهَمْ وكأننا ولِدنا له , وتناهشتنا الجراح وكأننا خُلِقنا لأجلِها , ومازال حالك الظلام يُحيطُ بنا يرتدي بزته العسكرية المزدانه بالنياشين التي استحقها جراء قتلنا مرة , ومرة أخرى يأتينا بقصير الثياب طويل اللحى متختما بالعقيق مرددا (الله أكبر) وهو يفصل الرأس عن الجسد , وبين هذا وذاك نبحث عن سبب للسعاده كمن ينشُد العفة في مبغى .
ضاع علينا كل شيء بين من تمشدقوا بالوطن مينا ومن أركبوا دين الله مركب السياسه فحازوا الدنيا ببهرجها حتى أسكنوا كلاب حراستهم بيوتا فارهه وأودعوا من أحبوا الوطن حقا زنازين تأففت من نتانتها الحشرات ومازال من أتبع دين الله فطرة لايجد سقفا يأوي عائلته غير ما يُشبه الزرائب في (قارات) (الحواسم) الموبوئه .
خارطةٌ رُسمت بمداد الوجع وزمن مر ثقيلا ومحطات جرداء تفصل بينها ممرات مجدبه هي رحلة العمر الذي لا اتمناه لمن يلينا من أجيال .... لكن مجرد أمنيات لاتصنع حياة تليق بانسان الزمن القادم
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟