|
نعم القرضاوي مجرم حرب .. ونعم ، يجب أن يحاكم ولو كان في أرذل العمر..
ارنست وليم شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 11:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من بين ردود الفعل على فيديو القرضواي الذي يجيز قتل المدنيين .. كان هناك أمور يجب إلقاء مزيد من الضوء عليها في مقال مستقل.. نحسبه مفيد لإيضاح وجهة نظرنا من قضية القرضاوي ووجوب محاكمته دوليا وهو شيخ ونحن شعب يوقر الكبير ويتعاطف معه ونحتمل خرفه بصدر رحب ... ثم تعليق "كارثي" لشخص ليس بالضروري من الأخوان أو المتأسلمين من السلفيين ولكنه كاشف لمدى تغلغل ثقافة التمييز والعنصرية والطائفية وتهوين القتل لأهون سبب وفق الثقافة المتأسلمة – وليست الإسلامية – على صراط داعش وفقه الوهابية وتأثرا بخطب المساجد الفاعلة فعل خبيث في عقول البسطاء من الشعب... ودائما نقول المتعاطف مع الإرهاب والمبرر له أخطر على مستقبل الوطن من المتأسلم الصريح ... أولا: فيما يختص بوقار الرجل-شيخوخته- والقانون..
لقد حوكم موريس بابون الذي كان رئيس الشرطه باريس عن مسئوليته في إطلاق النار على متظاهرين سلميين جزائريين في عام 1961 أثناء حرب فرنسا الجزائر وحكم عليه فيها عام 1997 وهو بعمر 87 سنه لأنه من مواليد 1910م ... ولم يشفع له سنه ولا تدهور صحته من المسائلة القانونية وتحمل مسئولية جريمة راح ضحيتها العشرات من البشر الأبرياء - 200 شخص حسب ما تناقلته الصحافة بناء على كتابات مؤرخين لهذه الفترة ولكن المحكمة أقرت تأكدها من مقتل 40 شخص قتلا مباشرا برصاص الشرطة دون ما يدعو لذلك خير الكراهية العنصرية- . وكان مصيره السجن رغم اعتلال صحته المثير للشفقة لمن يراه على شاشات التليفزيون الفرنسي من الأجيال التي لم تعرفه قبلا ولم تفهم في البداية حجم وبشاعة الجرائم الموجهه له من استباحة الدم والقتل على الهوية ومعادة الإنسانية ووقاحة العنصرية والتمييز بين الإنسان والإنسان على اساس الدين أو العرق أو الجغرافيا .. وفي النهاية لم يتعاطف معه أحد بل وقفت الإنسانية ضده وصرخات المظلومين كانت تطارده وهو في أرذل العمر وتلعنه حيا في سجنه وميتا في قبره... . وبقي ثلاث سنين في السجن ورغم تدهور حالته الصحية فقد أودع في غرفة بمستشفى حسب قانون "كوشنير" وزير الصحة آنذاك ولكن بنفس ظروف السجن أي أنه لم يطلق حتى توفي عام 2007 ... وفي الذكرى الخمسين للمجزرة في سنة 2011 ..قبل أن يصير رئيساً لفرنسا عبّر عن تضامنه مع أسر الضحايا وقال : «هذا الحدث حجب مطولاً من رواياتنا التاريخية»، وأنه «من المهم التذكير بالوقائع" .. بالنسبة للقراضاوي فما لم يثبت كونه مختل عقليا، ويعامل معاملة الأطفال، بشهادة طبية سليمة وقت هذا التصريح وغيره من فتاوى تبرير القتل واستحلال الدم على اساس المخالفة في التوجه السياسي أو الطائفي وفوقها أهدار دم المدنيين العزل لمجرد شبهة تأييدهم للسلطة السياسية القائمة بالفعل .. فأنه وحتى هذه اللحظة التي لم يتخذ الأهل أي أجراء حجر عقلي على الشيخ الخرف.. فأنه يحاسب محاسبة البالغ الراشد المسئول .. ويبقى مجرم حرب ومحرض على الإرهاب وقتل المدنيين... بل أن التخريج الديني الذي يهون الأمر على عوام الناس من الجهلة فيعيثون في الأرض فسادا بضمير مرتاح وقلب راضي ليصيروا بالدين والفريضة سفاحين عتاة تجعل موقفة أكثر حرجا وتزيد الموقف تعقدا وإدانة مغلظة ...
******
ثانيا: الرد على مقولة واحدا ممن نحسبهم من جيل ثقافة "الصحوة الإسلامية" نورده لأنه يظهر فن من فنون التدليس .. وتعليقه مثير لأنه كاشف لمنهج العقلية المراوغة الغير منضبطة بالاستقامة الفكرية وشرف المنطق السوي... وإليكم تعليقه – دون ذكر اسماء فالقضية فكرية لا شخصية وهي كاشفة لأسلوب تفكير متفشي لا لوجه نظر فردية ...
"مش واجع قلوبكم الارواح الي زهقت في سوريا من قبل نطام قاتل مستبد..... وواجع قلوبكم فتوى لشيخ قد يصيب و قد يخطى"
فكان لنا هذه التعقيب:
الحرب بطبيعتها بشعة وحشية .. ولكنها لمصالح دنيوية وقابلة للتفاوض دائما .. وعندما تزيد الخسائر عن الحدود التي تتنافى مع الهدف من القتال يمكن دائما أن تنتهي بهدنة باردة أو سلام .. ولكم بمجرد تحويلها لدينية بين الحق والباطل، نصرة الدين أو الطاغوت فأنها تذهب لمنطقة اللا-عوده وتتحول البشاعة لهمجية وبربرية ، والوحشية تصير تلذذ بالذبح والنحر مرضاة لله ، والموت يصير عبادة والفتك فريضة.. ومن لا يرى ذلك، ومن لا يفهم هذا فهو المتعامي المتعصب لانتمائه الديني المُغيب للحس السليم والفطرة الإنسانية السويه ... . لذلك ندين الحرب ولكننا نلعن التهييج والتسخين وسكب النار على الزيت عندما يتدخل رجال الدين ويحولونها وأسلماه ... بهذه الفتاوى المارقة الجهنمية في الحرب أن أصابت قتل الآلاف وإن أخطأ فكما يقول هو : لهم الله ... ، وتهون أنت من بشاعة الجرم بعقد مقارنات تأخذ صورة المنطق وهو عين التلاعب بالحقائق ، _ هل هذا منطق ، هل هذا دين _ .. تأتيهم بالسيف وتقول الله يدافع عن المظلوم .. أتتفكهون والرقاب تطير؟؟ بأس التجارة التجارة بالدين .. فأتقي الله فيما تقول ، ولا تدافع عن الباغين، والتهوين من الجريمة جريمة لا تقل بشاعة فأحذر لنفسك لألا تكون قد بعت أخلاقك باسم التدين لهؤلاء "المسفهين" في الدين ...... الرجل أجتهد وكسب الأجر أو الأجرين والناس خسرت ما بين الآلاف والملاين من البشر، من الأخ والولد، من العم والضنى.. من الصديق والخل والخال .. ويأتي اليوم من يسهل على المجرمين طريق الشقاء .. ويل للمتلاعبين بأرواح العباد .. وويل للمسهلين على الشيطان سبل الضلال
#ارنست_وليم_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هرطقات إيمانية // يكفي الإنسان أن يلقى ربه وهو نزيها، ولو كا
...
-
يا أماه : بيعي شرفك... وأشتري لي كفنا..
-
الكلمة المغموسة بالسم ذبحت، والسيف بريء..
-
لو ثقلت عليك رأسك، فأقلعا وألقها عنك .. ومت كريما..!!
-
الخروج من مستنقع -المتفنقهين-..
-
الأزهر والوسطية الداعشية .... حتى أنت يا -طيب-..!!
-
هرطقات إيمانية // تقيؤنا يرحمكم الله .. تقيؤنا تصحوا .. !!
-
هرطقات إيمانية // إما السعادة .. إما الموت !!
-
هرطقات إيمانية // مصر المولد والميلاد
-
على مَن وماذا، ولماذا نثور؟؟
-
اليوم الذي كذبت فيه السماء..!!
-
عندما أخطأ البابا.. وأصابت امرأة !!
-
هل يذوب الورق في الماء، ويحترق بالنار ؟!!
-
بالضحكة أنتصر المصري على القهر ، وبالنكتة سيهزم الحنبلي
-
في فقه -اللوع-
-
وسطية الأزهر ، نكته مصريه !!
-
دواعش، -بذيل قصير-
-
الهرطوقي الشهيد،
المزيد.....
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي
...
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|