أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مستقبل رأس المال ح2















المزيد.....

مستقبل رأس المال ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 05:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المستقبل القادم ستتغير فيه الكثير من المبادئ الأقتصادية والمقولات التي تتخذ قوانين مالية صاغتها فترة ترسيخ ميزان القوى نحو المال ورأس المال وأنحازت إلى ما ينمي النفوذ السلطوي لقوة رأس المال وقدرته على التدخل في بناء وصياغة القواعد الأجتماعية والقيم البنية في المجتمعات التي بسط نفوذه التام فيها أو تلك البعيدة عن تأثيره المباشر من خلال التواصل والانفتاح مع تعدد وسائل الأتصال والتنقل والتأثير بين المجتمعات .
من أول تلك المتبدلات هو ضمور التأثير السلطوي للرأسماليين لصالح طبقة التكنوقراط والمديرين التنفيذيين والمصممين والمشغلين الأساسيين لبرامج العالم المميز بفرط أنفتاحه وتحوله بفضل الأنتشار المتسارع لأجهزة الأتصال والتواصل والدخول في أساسيات عالم النانوية التقنية المعقدة والمتشابكة مع كل فروع الحياة من علم وصناعة وتجارة وعسكرياتية لتصل درجة أن أي تطور غير عادي سيمثل دفعة قوية للأمام تصب في صالح الأستثمار المزدوج بيت قوة الإبداع والتطوير وقدرة رأس المال على التوظيف , هنا تتحول القيمة المادية وقوة رأس المال إلى شريك ينتظر الأخر وليس الفاعل الأصلي في التطور والتحديث كما جرى سابقا وبنا مجده على حساب العقل والمعرفة والعلم الإنساني.
إن أنتصار فكرة توظيف الإبداع العقلي مرتبط بالأستثمار في البحث العلمي وتنمية القدرات العقلية وبالتالي المنتج العلمي سيكون هو المتحكم النهائي في حركة رأس المال من خلال النتائج التي يصل لها , وهذه الحقيقة يمكن أن تكون معكوسة عندما ينجح العقل الإبداعي في أستثمار نتاجه الخاص تدريجيا ليكون ثروة ورأس مال متجدد خارج نطاق المؤسسة الأساسية كما نجح مؤسس شركة مايكروسوفت المشهورة عالميا وأصبح أغنى أثرياء العالم بعدما كان معدما .
هذا التحول يقودنا أيضا للتأمل والتخيل في كثير من الأفكار والفلسفات القديمة نوع ما حينما صرح مشروعها أن العالم في تحول مستمر يشمل ليس فقط طرائق الأنتاج وسبل العيش والعمل وتبدل في وسائل الأنتاج وأن الرأسمالية العالمية مرحلة من مراحل التطور الأجتماعي والأقتصادي في العالم وسيقود إلى مرحلة نمطية قد تختلف وتتواصل مع النظام الرأسمالي القائم على الصناعة والتجارة والأعمال المصرفية وغيرها من مظاهر النظام العالمي الأقتصادي الراهن الموصوف بالعالم الحر .
النظرة الأولى التي يرتكز عليها مشروعنا الفلسفي في البحث عن صورة تأملية ولكنها تملك كل وسائل وأحتمالات التطابق مع سيرورة الواقع المتحول هذا تشير إلى أن عالمنا يسير بالفعل نحو نمط قد عاشته الإنسانية قديما عندما كان المال ليس ذا قيمة أو أنه لم تكتشف بعد أهميته في تركيز مبدأ القوة والتشبث الإنساني به لما يمنح المستحوذ والمالك من مصدرية حقيقية لمعنى القوة التي تقود للتسلط والهيمنة الأجتماعية.
في ظل النظام الأقتصادي والاجتماعي في تحوله هذا بدأ رأس المال النقدي يفقد قيمته لصالح الإبداع العقلي بل أن قيمة الفكرة الإبداعية اليوم وخاصة التي تعتمد على التقنية النانوية تساوي بل تفوق قيمة بعض رؤوس الأموال وأصبح سوق الإبداع هو السوق الأكثر ثراء والأشد عالميا في تنمية وأكتساب الثروة مما يزيد مع التفوق العلمي وتنوع المصادر البحثية من فرص أنضمام الكثيرين من أصحاب الإبداع إلى ملاك الثروة وبالتالي مع هذا الإزدياد المضطرد تفقد الرأسمالية النظامية سيطرتها الأجتماعية والتحكمية بالقوة.
التزايد المضطرد بأعداد المالكين وأصحاب رؤؤس الأموال يقود بالضرورة إلى أن التثمير الرأسمالي وحتى أصل رأس المال سيتوزع بين الملاك القدامى والمنضمين للنادي الجديد ,وهنا لا نستثني أحد عندما يصبح الثراء ممكنا لأكبر عدد من المتقدمين له بحسب الخبرة والتجربة وما يملكون من عقل إبداعي سيفقد مفهوم تركز أموال المجتمع أو حتى الرأسمال الأجتماعي في النادي المغلق السلطوي وتتوزع مواريثه على أكبر عدد ممكن من المنتمين الجدد.
هنا نكون في الحقيقة أمام تهشيم حقيقي للرأسمالية باعتبارها فلسفة حاكمة وينتهي معها الصراع الطبقي بتحسن وتحول تدريجي وسريع في أحوال ومصادر كسب الطبقة العاملة والمتعلمة بالدرجة الأكبر لما يمنحه عصر الانفتاح من فرص تكاد تكون متساوية للعمل المتنوع والتعليم اللا محدود, وقدرة أكبر للطبقة الوسطى في المشاركة في الإدارة والتوجيه عبر ممثليها الإداريين والوسطين بالدرجة الأولى لأنهم عماد النظام المتكون على أنقاض الرأسمالية .
هذا الأمر الذي مع المدى المتوسط والبعيد ستتحول معه الأهمية للإنسان أولا ولطرائق التنمية ثانيا لتحل محله مظاهر قلة الأهتمام برأس المال الضخم والمكتنز ويتحول للبحث في الأستثمار النوعي التقليدي حتى تصبح القيمة للمنتجات الإبداعية أعلى وأسرع في الأنتشار من السلع والمنتجات التقليدية وتدر إثراء خيالي مقارنة بالطابع التقليدي للإنتاج ,فقدان رأس المال النقدي أهميته مؤشر واضح لتبدل النظام العالمي إلى المشايعة الكونية وهي نمط يستند في صورته لأول أنماط العيش الأجتماعي والنظام الأقتصادي الأول في حياة الإنسان .
ولكن ليس على نفس الفلسفة القديمة حيث تكون الملكية عالمية وكونية في تحديد معنى الملكية وشروط الاستحواذ الطبيعة القائمة على حق الإنسان كونيا أن يكون مالكا ومشاركا وفاعلا في النمط الأقتصادي , هذا النظام سيحمي الإنسان وحقه في العمل كما يحمي معصومية هذا الحق من التجاوز عليه من قبل طبقة الرأسماليين بتجريدهم من حق الأحتكار وحق التسلط المبني على قوة الثروة المالية .
إن فكرة المشاعة التي نادت بها النظرية الماركسية وعودتها التاريخية المحتمة تبرز في الأفق كأحد الصور المحتملة والأكثر قربا من طبيعة المتحولات والمتبدلات التاريخية التي يشهدها عالم ما بعد العولمة, أجزم وبكل قوة لمقاربة الصورة التي تتضح يوما بعد يوم لعالمنا القادم عالم الحرية العابرة لحدود المجتمعات والتي تصهر الكيان الأجتماعي الأرضي عبر التقنية التواصلية ستكون هي العنوان المؤكد للمشاعية الكونية الشفافة وتحول قيمة القوة وقوة القيمة للعقل البشري شديد التأمل والخيال العلمي ألساع لتأكيد قوته على الساحة الأجتماعية والاقتصادية بدل رأس المال والثروة النقدية .
لقد حققت الرأسمالية العقلية ومن خلال قوة الإبداع الحلم الماركسي القديم وأملها في أنهيار العالم الرأسمالي بنفس الدوافع والمبررات التي نشأ عليها والتي تعتمد على الحرية المطلقة للعمل والتثمير والتصرف بالمال خارج قواعد تحدد المسارات وتفتح طريق المشاركة مع المجتمع ,الحرية والإبداع والعلم وحق التواصل عناوين مهمة أدارت عملية التحول والتبدل في النظام العالمي وساهمت في صياغة العالم الجديد النتيجة بقوة وحتمية لا تنتهي عند المشايعة الكونية فحسب بل ستقود المشايعة هذه إلى عوامل تتضح بعد توضيح صورة المسارات التي يتخذها النظام العالمي المستقبلي كما قادت العولمة إلى عالم ما بعد العولمة هذا الذي نرسم له حدود تأملية وواقعية فحسب .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مادليون ...مدينة الريح والرماد ح1 .......قصة فصيرة
- مستقبل رأس المال
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح2
- المال من مصادر التغيير الأجتماعي ح1
- فاكهة ممنوعة
- القاعدة الحيوية القابلة لمبدأ التثمير
- الحاجات والمطالب الضرورية وبالتدرج الواقعي
- نظرية رأس المال
- القاعدة الفكرية والأجتماعية
- المال ورأس المال ح1
- المال ورأس المال ح2
- المال ورأس المال في النص الديني
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح1
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح2
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح2


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مستقبل رأس المال ح2