أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الفتلي - عقيلة الطالبيين















المزيد.....

عقيلة الطالبيين


عادل الفتلي

الحوار المتمدن-العدد: 4733 - 2015 / 2 / 27 - 15:50
المحور: سيرة ذاتية
    



وقف التاريخ مذهولا ومبهورا وانحنى اجلالا وتقديرا بحضرة بعض من وصف جنسها الواصفون بالضعف والفتور ورماها البعض جهلا بقلة العقل والقصور وانصفها العلماء والباحثين في وقائع الأزمنة والدهور ونقلوا عنها مايسلب الالباب والعقول , فخلفت غبارآثارها على وجوه من حاولوا طمس مكانتها ومصادرة مناقبها وتسفيه شأنها حسدا او بغضا واثبتت انها لاتقل شأنا او مكانة عن من اجبروا التاريخ ان يذخر اثارهم ويفخر في ذكرهم واظهارهم ويحمل سيرهم واسفارهم على صهوات صفحاته من عظماء الرجال, فكانت له ندا لايستهان به فلم يبخس الله جل وعلا حقها في كتابه ولاالزمان تجرأعلى اخفاء دورها فخلدت حقبه مواقفها واسهب في سرد ماانجزته في علومها ومابلغته في ادابها ولم تقف عند حدود العقل بل حتى في شجاعتها كانت اسطورية وتعدت في مواطن كثيرة قدرة اعتى الرجال على التجلد والتحمل وليس من الصعب على من يتصفح التاريخ ان يقف على اعتاب نساء تغيرت مجريات الامور لإرادتهن , وانا وغيري نقف عاجزين ان نستذكر ولو لبعض الاسماء ,فقد تشرف البعض من كبار المؤرخين والكتاب وافنوا السنين من اعمارهم غارقين في بحور المصادر باحثين بنهم وشوق في امهات الكتب ليكشفوا عن بعض الملامح اويبرزوا جانبا لإسم من هذه الاسماء فكيف بي الحال انا اذن؟ وقد شددت رحالي نحو القمم لأبدأ من حيث تسمر الزمن واسدل ستاره معلنا موته حياء منها وعزائه مجبر كان ولم ينصفها , فلم يكن يجهل حسبها وليس له ادنى شك في نسبها يغبطها لأنها اخت الحسن والحسين ريحانتا رسول الله (ص) وكريمة امير المؤمنين (ع) وقلب امها سيدة نساء العالمين , هي سمية الله سبحانه وعقيلة بني جدها هاشم ولاعقيلة غيرها وتلقب بالعقيلة، وعقيلة بني هاشم، وعقيلة الطالبيين ـ والعقيلة هي المرأة الكريمة على قومها العزيزة في بيتها، وزينب (ع) فوق ذلك ـ وبالموثقة، والعارفة، والعالمة غير المعلمة، والفاهمة غير المفهمة، والفاضلة، والكاملة، وعابدة آل علي، وغير ذلك من الصفات الحميدة والنعوت الحسنة وهي أول بنت ولدت لفاطمة (ع) وكانت ولادة هذه الميمونة الطاهرة في الخامس من شهر جمادى الأولى في السنة الخامسة أو السادسة للهجرة .وروي لما ولدت أخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء إلى منزل فاطمة (ع) وقال: يا بنتاه! إيتيني بنيّتك المولودة، فلما أحضرتها أخذها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضمها إلى صدره الشريف، ووضع خده المنيف على خدها فبكى بكاءً ، شديدا وسال الدمع حتى جرى على لحيته الشريفة.
فقالت فاطمة (ع): مم بكاءك، لا أبكى الله عينيك يا أبتاه؟
فقال(صلى الله عليه وآله وسلم): يا بنية يا فاطمة! إعلمي أن هذه البنت بعدك وبعدي تبتلى ببلايا فادحة ، وترد عليها مصائب ورزايا مفجعة .
فبكت فاطمة (ع) عند ذلك، ثم قالت: يا أبه! فما ثواب من يبكي عليها وعلى مصائبها؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بضعتي ويا قرة عيني إن من بكى عليها وعلى مصائبها كان ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها، ثم اختار لها اسم: (زينب)
انتقل جدها رسول الله صلى الله عليه واله الى الرفيق الاعلى امامها وهي طفلة ثم استشهدت امها فاطمة الزهراء (ع) متاثرة بكسر ضلعها من الظالمين امامها وهي طفلة ... ثم استشهد ابوها علي بن ابي طالب (ع) ورأت استشهاده بام عينيها على يد اشقى الاشقياء إ بن ملجم لعنه الله ... لما كان (ع) يصلي بالناس صلاة الفجر .. ثم رأت اخاها الحسن (ع) والسم قد قطع احشاءه.. ولما بلغت مبلغ النساء خطبها الأشراف من العرب ورؤساء القبائل، فكان أمير المؤمنين(ع) يردّهم ولم يجب أحدا منهم في أمر زواجها، وانما دعى بابن أخيه عبد الله بن جعفر، وشرفه بتزويج تلك الحوراء الإنسية إياه على صداق أمها فاطمة (ع) أربعمائة وثمانين درهما.
ولقد كان لعبد الله بن جعفر بن ابي طالب، بن هاشم بن عبد مناف يوم ذاك مفاخر لم تتوفر في أحد من قريش سواه:
فكان عالما فقيها، مفسرا قديرا،عارفا إمام زمانه (ع)، فصيحا بليغا، وتشهد له محاوراته ومناظراته التي اتفقت له في مجلس كل من معاوية ويزيد بن معاوية ، وخطبته في حق الحكمين، وكان أبوه جعفر بن أبي طالب من أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هاجر إلى الحبشة بأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه , و لقبه جعفر الطيار. وانجبت منه السيدة العقيلة اربعة اولاد اثنان منهم قدمتهما قربانين لله تعالى تحت لواء خالهما الامام الحسين (ع) في فاجعة الطف التي استبسلت بها السيدة وضربت اروع الامثلة بالثبات وقوة الشكيمة فمن غيرها يستطيع ان يرى اهله وذويه وهم يذبحون امام عينيه ويبقى بتلك رباطة الجأش , وحدها بطلة كربلاء من تمسكت بدينها ولم يستفز يقينها حتى وهي تساق سبية مع من تبقى لها من اهلها وجلهم عيال ونساء رأوا مارأوا من الرعب والترهيب وفقدان الاب والاخ والحبيب فهم باشد الحاجة لمن يؤازرهم ويلم شتاتهم ومن لهم غير هذه السيدة العظيمة التي كتمت كل الامها وماوقع عليها من ظلم وفاجعة اهتزت لها السبع الطباق, فكانت لهم الملاذ الامن فيلجأون اليها وبالرغم من كل هذا لم تؤخر صلاة عن وقتها ولم تقصر بعبادة تجاه ربها ولم يتوقف لسانها او يجف عن ذكر الله تعالى حامدة لفضله شاكرة لعطاءه مواضبة على صلاة الليل وامام عينيها تنتصب الرماح شامتة بحمل رؤوس اشقاءها وابنائها وبقية اهلها فلم ينكسر لها بأس او يطأطأ لها رأس , فهاهو التاريخ يفاخر بها ويسجل لها قوة بلاغتها وفصاحة لسانها ودقة بيانها وصلابة بنيانها وثبات جنانها وهي تمسك بخناق من يناضرها وليس لها غير الله ناصرها فتحضر مجلس من امر بقتل اهلها وسبيها ليس آبهة به وبمن معه فتكشف عورته وتكسر شوكته وتمرغ سمعته بوحل اصله وخسة اهله ولم تبق له حجة الا وفندتها ولامثلبة الا وعددتها فدكت فوق رأسه عروش الطغاة ومزقت وقع كلماتها آذان البغاة ولازالت اصداء خطبتها في قعر قصر ابن آكلة الاكباد
تترجم بجميع اللغات , فهي حق كانت بمثابة اول واقوى وافصح وزارة اعلام في التاريخ العربي والاسلامي بل وحتى الدولي ... وهذا مارشقت به اتفه الخلفاء والملوك قاطبة..
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله سبحانه حيث يقول : " ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون "
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الاسارى ان بنا على الله هوانا ، وبك عليه كرامة ، وان ذلك لعظم خطرك عنده ؟ فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، جذلان مسرورا ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا ، أنسيت قول الله تعالى : " وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ " .

"أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ، قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهن أهل المناهل والمعاقل ، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من ماتهن حمي ولا من رجالهن ولي ، وكيف يرتجى مراقبة من لفظ فو ؟ أكباد الازكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء ، وكيف يستبطأ في بغضنا أهل
البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والاضغان ، ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل "منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذرية محمد ( ص ) ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت.
"اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا. فو الله ما فريت الا جلدك ، ولا حززت الا لحمك ، ولتردن على رسول الله ( ص ) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته ، حيث يجمع الله شملهم ، ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم ، ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون " " وحسبك بالله حاكما ، وبمحمد ( ص ) خصيما ، وبجبريل ظهيرا ، وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا وأيكم شر مكانا واضعف جندا ، ولئن جرت لي الدواهي مخاطبتك ، إني لاستصغر قدرك واستعظم تقريعك ، واستكثر توبيخك ، ولكن العيون عبرى ، والصدور حرى . ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما ، لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد الا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد ، والى الله المشتكى وعليه المعول" فكدكيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا يرحض عنك عارها ، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين" " والحمد لله رب العالمين ، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة ، انه رحيم ودود ، وحسبنا ونعم الوكيل " ..



#عادل_الفتلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقرأ...ومن يكتب
- الى متى
- من اين لك هذا
- الوعاء النذري
- مواقع التواصل الاجتماعي رحمٌ ولود لافكار اليهود
- مجاهدو الفلوجة..والشرف الرفيع
- ثرثرة من افواه وقحة
- صحافة التاتو والبوتكس وليالي الأنس
- ضربة معلم
- تصرفات مريبة
- نحن وحكامنا
- صقر بيت فويلح
- وهل يخفى القمر...؟
- شئنا أم أبينا
- وقائع جلسة في بر اللاأمان
- توبة مومس
- الق الاعلام العربي.. وماخفي
- الغضب الساطع آت
- سمفونية التغيير
- انا لااكذب لكني اتفلسف


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عادل الفتلي - عقيلة الطالبيين