أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسامة مساوي - أَمريكا وأخواتها















المزيد.....

أَمريكا وأخواتها


أسامة مساوي

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 16:07
المحور: المجتمع المدني
    


صدقوني لو قلت لكم أن الخطب جلل وأن الأمر أكبر بكثير من فشل أو نجاح تجربة حكومة السيد بن كيران(آخر حكومة إسلامية بعد الربيع العربي) في المغرب!
فنحن سكان هذه الكرة الأرضية وخاصة منهم ’’العرب والمسلمون’’ أو سكان الزمان والمكان الثالث,مقبلون على حرب ’’عالمية طاحنة’’ ستصلنا شظاياها حتما,وستلفحنا تداعياتها بلاشك.
الحرب التي أتحدث عنها حسب تقديرات عسكرية مطلعة,ستقودها الولايات المتحدة الأمريكية صيف هذا العام على ’’الموصل’’ ب ’’العراق’’ ودائما تحت شعار ’’مكافحة الإرهاب ومحاور الشر’’ كما حدث تماما سنة 2003 على بلد عريق انفرط الأمن فيه انفراطا وهُدر إنسانه هدرا, دون الدخول في المبررات والتقديرات والتداعيات والتحالفات!
كلنا في قرارات نفسه -أو في العلن- كان ضد الإستعمار العالمي للعراق وقتل مايزيد عن 4 ملايين عراقي إلى حدود اللحظة,وكلنا بالتأكيد كان ضد مشاركة دول عربية-مع كامل الأسف,بفتاوى دينية-في هذه الحرب بمنحها قواعد عسكرية للأمريكان حتى تقلع طائراتهم ملقية من بطونها ’’الديمقراطية’’ على العراقيي من علٍ.
وكلنا-مع كامل الحسرة والأسف- رأى ,ولايزال يرى,وسيرى, حجم الدمار وحجم الكوارث التي أصابت الشرق الأوسط بعد أن أباحه العرب حلفاء أمريكا لأمريكا وأخواتها,بمبرر مكافحة الإرهاب,دون أن يخفى علينا أن هدف أمريكا كان هو العسل العراقي الأسود (البيترول).
لكن هذا لا ينفي أن الإرهاب فعلا دخل على الخط بحجة المقاومة ومكافحة الإحتلال حتى يوفر لنفسه حاضنة شعبية وأغطية أيديولوجية يستقيها من الثرات والنصوص الدينية استقاءً,وهذا يوضح لنا بجلاء,أن للإرهاب حججه ومبرراته تماما كما للإمبريالية العالمية حججها ومبرراته,ليظل المدني الأعزل مجرد رقم في حسابات الطرفين.
لكن السؤال الواقعي أو التاريخي الذي يصاحبنا إلى حدود اللحظة هو كالآتي :
إذا كانت أمريكا وأخواتها لم تتح لهم إمكانية القضاء على الإرهاب حينما كان مجرد جماعات متفرقة هنا وهناك,وكانت جل هجوماته وأسلحته بدائية تقليدية يدوية,فكيف وقد أينع وشعشع ولاحت بوادره الجغرافية والأيديولوجية بشكل لم يسبق له مثيل ربما في تاريخ البشرية قاطبة؟
من الواضح أن الصيف المقبل سيكون كابوسا حقيقا على العراقيين المدنيين العزل الذين يدفعون ضريبة الجغرافيا والتاريخ,وسنرى الألوف المؤلفة من الضحايا والرزايا ونواح النسوة وولولاتهم على فلذات أكبادهن وحظهن العثر كعار قديم.
لكن مع كامل الأسف مرة أخرى,لايبدو بالقطع والمطلق أن أنظمتنا العربية ترتدع أو تعتبر من سوء تقديراتها وارتماءاتها الدائمة في حضن ’’ماما أمريكا وأخواتها’’,إلا أن هذه المرة لن تكون أبدا كسابقتها,لأن أمريكا لها خطة محكمة ستزج من خلالها بالعرب وستجعلهم في فوهة المدفع لأنها اكتوت أَيَّما إكتواء بحروبها السابقة,خاصة حرب العراق,وفعلا انتحر جنودها على أسوار بغداد كما كان يقول وزير الإعلام العراقي ’’الصحاف’’ حينها: ستنتحرون على أسوار بغداد.
القاصي والداني يعرف أن ديون أمريكا ارتفعت بعد حرب 2003 إلى أضعاف خيالية,وتقارير أمريكية تصرح بخسائر فادحة تكبدتها أمريكا عسكريا وبشريا,لذلك هي الآن تتورع عن خوض هذه الحرب,وتقدم الجيوش العربية كأذرع برية لها,حتى إذا ما لاحت بوادر طول الحرب أو بوادر الفشل أو على الأقل التكاليف البشرية والمادية الباهضة,كانت الأنظمة العربية هي مسددة الفاتورة.
وإذا ما حصل هذا-ويبدو أن السياق سائر إليه سيرا حثيثا- فستعيش أنظمتنا العربية أزمة خانقة محرقة مدوية,ولن يكون بعد ذلك لاحديث عن تجربة حكومة السيد ابن كيران ولا أي أحد غيره.
قد يبدو الحديث في هذا الشأن سابقا لأوانه ومبالغا فيه,لكن أليس الصَّيف قريب؟
وقدنبدوا بعيدين عن المسألة, كلن أليست لنا طائرات وطيارون مغاربة مشاركون في هذا التحالف الأرعن؟ أليس أولئك الذين ستهدم فوق رؤوسهم المنازل والمدارس في العراق وسوريا,بعد أن شوتهم المفخخات ومزقتهم العبوات في الأسواق والشوارع,ل 12 سنة,أليسوا إخواننا في النوع والإنسانية-أن بقيت لنا- والوجود؟ وأخرا ألم يظهر التطرف والعنف في ليبيا وهو سائر في نفس الطريق وعلى ذات الخطى التي سار بها في العراق وسوريا؟
لا أحد من أولئك المثقفين وأنصافهم,يسمع لهم ركز حين تدق أمريكا وأخواتها طبول حربها على بلداننا!
أمارجال الدين فمن الأفضل أن يظلوا مبتلعين ألسنتهم,لأنهم أصل الكوارث والمصائب,يصدِّرون الإرهاب ويحرضونه بعد أن تكون أنظمتهم قد فتحت له أبواب النفير,ويشجبونه وينعتونه بأقدح التهم والنعوت حينما تدور أنظمتهم كعباد الشمس أينما دارت أمرريكا..وهذا هو ما حصل تماما في القضية السورية وقبلها السفياتية في السبعينات والثمانينات!
ومازلنا نتساءل عن هذا المنسوب الهائل من الإرهاب والتطرف وعن مصدره وحلوله!
فلتكن لنا الجرأة لنقول أنه نتاج لتناقضاتنا ’’الفوقية والتحتية’’ بالتعبير الماركسي,حيث تتبادلان هاتان البنيتان الأدوار فيما بينهما,نتاجا لسياساتنا الشوهاء!
ولامؤشر -ولو واحد- على أن حكومة السيد ابن كيران قد أتت بالجديد في هذا الباب,فهي كانت الحاضنة مؤتمر ’’أصدقاء سوريا’’ بمراكش للمطالبة برحيل بشار وإسقاطه,لكن حينما تبين لأمريكا ودول الخليج,فشل سياستهم الذريع وتخبطهم الأرعن فيما يخص الملف السوري,وأيقنوا مجتمعين أن ’’بشار الأسد جزء من الحل’’ (كما اعتقدوا) وأن الخيار العسكري غير متاح تماما, سنجد أن حكومتنا بل نظامنا لن يحيد أبدا عن الخط الأمريكي,بحجة الإجماع الدولي,الذي يُحَشِّد ويوَرِّط معه دَزِّينة من المغفلين قبل أن يقتحم أي حرب!
تنقص إرادة سياسية في العالم العربي والأمازيغي,ومادمنا نربط قراراتنا ونرهنها للإمبريالية العالمية,فلتكن لنا الشجاعة لتلقي نفس المصير وجني ثمار تداعيات السياسة الأمركية القائمة على سحق الشعوب والإنسان لاستمرارها,والتي لامحال ستكون في خبر كان وأخواتها,بقوة الحتمية التاريخية(المادية) التي يقول إستقراؤنا للتاريخ أنه فوق إرادة الدول والبشر أيضا.
حرب عالمية ثالثة على الأبواب إذن,فلا مجال للحديث عن تجربة السيد بنكيران مادام مجرد عبد مأمور ينفذ أجندات البنك الدولي وخيارات العم سام وماما فرنسا!



#أسامة_مساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يَتَأبَّط الإِرهابُ الحُجَّة والدَّلِيل!
- أيها المَغارِبة..ألاَهل بَلَّغْت فاشهدوا!
- مَبدأُ العَطالةَ والسِّياسَات الدِّينية بالمغرب نموذجا!
- صَباح الخير يارسول الإسلام مُحَمَّد..إنها الشَّرِيعَة إِيبْد ...
- أنا الموقع أسفله..في أخر أيام 2014!
- رسالة قصيرة إلى إخوان العدالة والتنمية بالمغرب!
- إنَّها القيامة!
- كَاهْ كَاهْ كَاهْ كَاهْ!
- تمرين ذهني للأذكياء فقط!
- إلى صَغِيرَتِي نادية..وَجَعُ رقم 5 المُسْتَمِر!
- الحُبُّ حُبَّانْ عَلى الأقل!
- سأرفعُ دعوى قصائية ضد وزير التربية الوطنية المغربي!
- ضِفدع ابن سِيرين
- أينشتاين يُخاطبكم في أقلَّ من دقيقة!
- في انتظار السُّكَّر !
- بَولُ خُفَّاشَة أَرمَلَة..هَذَا هُو دِينُهُ!
- السَلف ’’الصالح’’ يُجَوِّزُونَ إتيَانَ المَرآة من دُبُرِها.. ...
- الكِيتشُوب والمَايُونِيس..ونُكرَان وُجُودِ الله!
- هام جدًّا..عن إمتحانات بكالوريا فلسفة!
- مِيكيَافِيلي ومُحمَّد رَسُول الله!


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أسامة مساوي - أَمريكا وأخواتها