أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة














المزيد.....

نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 7 - 2001 / 12 / 15 - 17:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الموضوع ظاهرياً سهل: نكره الأميركان لأنهم ضدنا. منحازون الي اسرائيل. يحاصرون العراق. الكثير من المآخذ صحيح. لكن الكراهية أعقد مما يبدو. بعضها خاص بنا. بعضها نتشارك فيه مع عديد شعوب الأرض. في الحالتين تشتغل ديناميات الإنكار والمواربة بسخاء.
مثلاً: لا أحد منا يذكّر بدعم أميركا للاستقلالات العربية في الأربعينات. لاستقلال الجزائر. لمصر في 1956: إنذار بولغانين يُستعاد أكثر بكثير مما تُستعاد ضغوط أيزنهاور التي كادت تطيح الجنيه الاسترليني.
مثلاً: يكاد لا أحد يشير الي التدخل لدعم البوسنة وكوسوفو، والذي لولاه لبقيت المواقف الاوروبية مجرد تبشير. لا أحد اطلاقاً يشير الي الرغبات الأصلية التي دفعت الي التدخل لوقف حرب الصومال.
ثمة من يأخذ علي أميركا تأييدها أنظمة تعادي الديموقراطية. حجة وجيهة. لكنها تفقد وجاهتها حين لا يدافع أصحابها عن مؤتمرات ديموقراطية للأقليات والمرأة، لأن أميركا علي صلة ما بها. حين لا يدافعون عن مثقفين اعتُقلوا واضطُهدوا لأنهم متهمون بالأمركة. حرصهم المزعوم علي الديموقراطية لم يمنعهم من وضع القضم الصدّامي للكويت بين هلالين والتركيز علي حرب أميركا علي العراق . النسويات فيهم لم يبدين حماسة لاعطاء المرأة الأفغانية حق نزع البرقع، لمجرد ان الاميركان تسببوا بهذه الحرية.
يأخذون علي بوش انعزاليته. مُحقّـون. لكنهم كانوا يأخذون علي كلينتون تدخليته. المحافظون والرجعيون عندنا معجبون بالتديّن في اميركا، وربما بحكم الموت، لكنهم لا يقولون ذلك. التقدميون يكرهون هذه الممارسات الأميركية ويقولونها، لكنها لم يعلنوا كراهيتهم للممارسات الأبشع للأنظمة التوتاليتارية التي كانت توصف بـ التقدمية .
الذين يصفون أميركا بالعدوانية، ربما وجدوا حججاً مقنعة: ايران. غواتيمالا. تشيلي. الهند الصينية. حججهم لا تعود مقنعة حين يتجاهلون ما حصل في 73-74: ارتفعت أسعار النفط 4 أضعاف وحصل ركود في الغرب لم يُعرف منذ عقود، ولم يحصل تدخل عسكري.
الذين كانوا ينتقدونها لأنها تتدخل، صاروا ينتقدونها لأنها لا تتدخل في فضّ النزاعات. الذين كانوا يقولون إن التخلف نتاج وفادة الرساميل الغربية، لا سيما الأميركية، الي العالم الثالث، صاروا يعيبون علي أميركا أنها لا تستثمر كفاية في العالم الثالث.
لهذا فأغلب الظن أن الكراهية التي تملك أسباباً في السياسة، لا تقتصر أسبابها علي السياسة:
فأولاً، نحن كمجتمعات ودول فشلٌ اقتصادي يتلو فشلاً. حتي بعض بلداننا النفطية الغنية (الجزائر، ايران، ليبيا، العراق) انهارت أو تكاد. هم، في المقابل، أغنياء وناجحون. في زمن العولمة والتقدم التقني صرنا أقدر علي رؤية هذين الغني والنجاح.
ثانياً، نحن التاريخ. هم بلا تاريخ. وفي نظرتنا الماضوية الي الكون لا نملك المراجع المشتركة مع بلد بلا تاريخ. أوروبا التي غلبتْـنا وصارت ما صارته، تشاركنا هذه المراجع. أما أميركا، البلا تاريخ، فلا تستحق أن تكون عظيمة. عظمتها تتويج للاتاريخ. انها، بالتالي، موضوع لا سبيل الي عقْـله وتأويله.
ثالثاً، نماذجنا عن القوة أوروبية: فرنسية وألمانية وإيطالية. الأمة هي محورها المركزي المعلن أو المضمر. أميركا الفيدرالية ليست أمة. انها نموذج غريب. انها أخلاط .
ينجم عن هذا ان جميع التيارات السياسية التي فعلت في الحياة العربية ضد أميركا. والوعي الفلسطيني هو الاكثر حضوراً فيها كلها. اما الذين يوافقون أميركا في السياسة، فلا يدافعون عنها في النموذج. هكذا: العداء لها إيديولوجيا شعبية سهلة تتقاطع عندها تيارات كثيرة. انه يشبه، من حيث المشاعر لا القدرات، اللاسامية في أوروبا.
مثلاً، لبنان: المسلمون لا يحبونها لأنها مع اسرائيل. المسيحيون لا يحبونها لأنها كانت مع سورية ضد ميشال عون. الوطنيون الذين بنوا بعض دعاوتهم علي المطالبة بإنهاء السرية المصرفية، صاروا مدافعين عن هذه السرية حين طالبت أميركا بالتخلص منها.
نحن، إذاً، الضد لأميركا ظالمةً كانت أم مظلومة. وهي مرةً ظالمة. مرةً مظلومة



#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الفرد في الشرق الأوسط


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة