|
داعش ليبيا : لمادا لم تتدخل أمريكا عسكريا في ليبيا؟
مطفى أمزيان
الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 01:01
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بعد إعدام المواطنين المصريين من طرف داعش ليبيا مؤخرا جاءت الدعوة إلى التحرك سريعا لمحاربة هدا التنظيم الإرهابي فبدأت فعلا مصر بقصف مواقع الإرهابيين وطالبت في نفس الوقت الأمم المتحدة والدول الغربية بالتدخل العسكري المباشر في المنطقة بدعوى أنها لم تنه ما بدأته عام 2011 عندما أطاحت بنظام القدافي. وقد جاء الجواب على الطلب المصري في اتجاهين شكلا مدخلين لحل الأزمة الليبية: يتمثل الاتجاه الأول في مقاربة الأزمة سياسيا وهو الاتجاه الذي تدافع عنه الولايات المتحدة الأمريكية وأهم العواصم الأوربية كباريس ومدريد وكدا دول المنطقة كالجزائر.وتبرر موقفها هدا بما آلت إليه الأوضاع في ليبيا من فوضى عارمة والحل العسكري سيؤدي إلى انزلاقات لايمكن توقع مستتبعاتها إقليميا ودوليا. أما الاتجاه الثاني فهو يقارب الموضوع عسكريا فالحل بالنسبة للدول التي تتبنى هده المقاربة يكمن في التدخل العسكري المباشر والميداني لتدمير مواقع وأسلحة هؤلاء الإرهابيين ودلك برفع الحضر على أسلحة الحكومة الليبية من أجل تسليحها بالإضافة إلى تكوين تحالف إقليمي ودولي لضرب داعش ليبيا كما هو الشأن في سوريا والعراق أو كما سيكون عليه في مناطق جنوب الصحراء في حربها على جماعة بوكو حرام. ومصر تدعم هدا الطرح بل وهي التي نادت به وللإشارة فمصر لا تشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد داعش في سوربا والعراق. وهنا يطرح التساؤل الكبير:لمادا هدا الموقف الأمريكي السلمي من الأزمة الليبية؟ لهدا السؤال مبرراته والتي تجعل طرحه مشروعا. ألم تعبر الولايات المتحدة الأمريكية في مناسبات عدة أنها ستحارب الإرهاب في كل مكان؟ ألم تتدخل عسكريا في سوريا والعراق ودول أخرى بمبرر حماية حقوق الإنسان وحماية المدنيين ؟. في هده الورقة لن نتطرق إلى المفاهيم بتفصيل كالعلاقات الدولية أو الجغرافيا السياسية أوميزان القوى أو المصالح أو الإرهاب....وغيرها, ولكن سيتم توظيف هده المفاهيم في قراءة الوضع في كل من سوريا والعراق من جهة والوضع في ليبيا من جهة أخرى. الوضع القائم يحتمل قراءتين أساسيتين وكلتاهما قد تفسران وبشكل واضح الموقف الأمريكي/الغربي من الأزمة الليبية. القراءة الأولى: تستند هده القراءة على نظرية المؤامرة ووصف كل ما يحدث في العالم العربي والإسلامي مند 2011 –وحتى قبل دلك-بالمخطط له من قبل الغرب لتقسيم هده الدول إلى ممالك أو دويلات على أساس اثني أو طائفي أو ديني... , ورسم خريطة بحدود جيو سياسية وفق معايير سايكسبكونية جديدة تحفظ مصالح الولايات الأمريكية وإسرائيل.وبالتالي فقتل 21 من أقباط مصر من طرف داعش ليبيا وتسجيل موقف سلبي/محايد لأمريكا وحلفائها وكدا عدم ردها على القصف المصري لمواقع داعش في ليبيا بالخطاب الذي تعودناه من الجانب الأمريكي في مثل هده الحالات من قبيل ضرورة وقف القصف وحماية المدنيين وحقوق الإنسان وعدم استعمال السلاح ضد دولة أخرى وخرق السيادة وغيرها من المفاهيم التي كانت تبرر بها الولايات المتحدة الأمريكية لتتدخل في عدة دول.لكن كان الرد الأمريكي يحيل إلى نوع من المباركة والرضا على ما يجري. فهدف أمريكا هو تقسيم الدول العربية وحان دور مصر ودلك بخلق أزمة طائفية داخلها ولن يتأتى دلك إلا بدعم داعش ليبيا في المنطقة مادام داعش من صنع أمريكا. القراءة الثانية: وهي قراءة لها علاقة بالأولى ولكنها تستند إلى مفاهيم الجيوسياسي والصراع وميزان القوى...فأولا التهديدات التي تأتي من ليبيا ليس لها تأثير مباشر وكبير على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدين قتلوا من طرف داعش ليبيا هم مسيحيون من أقباط مصر وليسوا يهودا ولا إسرائيليين كما أن نصيب أمريكا من النفط الليبي محمي من طرف القواعد العسكرية المشيدة في الجنوب. وثانيا لن تستطيع الإدارة الأمريكية فتح جبهة حربية أخرى لأن هدا بتطلب ماليا ملايين الدولارات واللازمة التي تمر منها لا تسمح بتمويل هده الحرب ويتطلب سياسيا إقناع الكونغرس لأخذ موافقته فهو الذي حدد التدخل العسكري لأمريكا ضد داعش في سوريا والعراق فقط. بالإضافة إلى أن الدول الإقليمية – المجاورة- لن تستطيع الدخول في حرب بالوكالة ضد تنظيم داعش أو تمويل هده الحرب أو تكوين تحالف إقليمي ضد الإرهاب كما هو الشأن بالنسبة لدول الخليج التي تمول الحرب القائمة في سوريا والعراق ودلك نظرا لما تعيشه هده الدول من أزمات سياسية واقتصادية ومجتمعية وأمنية فالحرب قد تعني توسع الإرهاب داخلها. وهكذا تبقى ليبيا لحد الساعة خارج حسابات أمريكا ومادام الوضع الليبي لا يهدد أهدافها فهي لا توجد ضمن نطاق أولوياتها.
#مطفى_أمزيان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
-
مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا
...
-
السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر
...
-
النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى
...
-
رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
-
-كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
-
السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|