أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.














المزيد.....

المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال ملح كان يطرق قشرة دماغي بإلحاح، عند كل مكابدة وأنا أشاهد هذا الدمار الذي يسجل فصوله تسونامي "الرجيع العربي" كل يوم على امتدادا هذه الجغرافيا المسماة الوطن العربي؛ السؤال المقلق مفاده: أين المفكرين والفلاسفة الذين أنجبتهم هذه الأمة مما يجري ، وهم الذين زرعوا على مدى عقود ماضية بكتاباتهم وثوراتهم الفكرية بذور هذا التسونامي في عقول يبدو أنها لا تصلح لاستنبات حدائق التقدم والاستقرار التي نحلم بها منذ وعينا على هذه الدنيا؟
فرحت كثيرا عند عثوري على مقال مطول للمفكر العربي السوري جورج طرابيشي بعنوان (ست محطات في حياتي) معتقدا أنه ربما يحوي ولو بشكل مركز استشرافا لما ستؤول إليه الأوضاع بعد هذه العاصفة، قرأت المحطات الست بعناية وتأمل ، لكنني لم أجد إجابة مباشرة على تساؤلاتي المقلقة، وبت أعتقد ان المفكر طرابيشي الذي قرأت له معظم ما انتجه للمكتبة العربية، إما أنه نسي أو أجّل المحطة السابعة والمهمة التي لابد أنه يعرف ملامحها من خلال ما يجري أمام ناظريه على الأقل في بلده سوريا.
فمنذ استشراء حريق "الرجيع العربي" - المصطلح لكاتب مغربي- كثيرا ما خضت في مسارب هذا الفضاء الالكتروني الفسيح باحثا وبلهفة عن دراسة أو بحث معمق ورصين لمفكر أو كاتب عربي مثل طرابيشي او الراحل اركون أو الجابري أو غيرهم من مفكري هذه الامة -الذين غابت أسماءهم عن ذاكرتي- فلم أعثر على ضالتي.. وأنا أقرأ مقال طرابيشي حول المحطات الست التي وقف عندها في حياته، التي يحاول من خلال سردها وكما فهمت أنا القارئ البسيط ، انها محاولة للتبرؤ من المسؤولية غير المباشرة عن جزء مما يجري الآن ومنذ اربع سنوات من هدر للموارد البشرية والاقتصادية وتمزيق للنسيج الاجتماعي على الساحة العربية، منذ تلك اللحظات وأنا ابحث عن إجابة لتساؤلاتي ، فلم أجد في كل تجوالي في هذا الفضاء الفسيح دراسة او تحليلا عميقا يجيب على عاصفة الأسئلة التي تضج بها عقولنا عن الابعاد الفكرية ومآلات هذا التسونامي الخطير، وما إذا كان مرحلة ضرورية في مسيرة طويلة لمغادرة التخلف؟ وما اذا كانت الطريق في هذه الرحلة المضنية والمكلفة ستفضي الى المحطة التي ننشدها ونتمناها؟ ..
تعبت من البحث في البراح المعلوماتي ، وكنت من وقت لآخر اعثر على مقال هنا او ورقة بحثية هناك تتناول هذا التسونامي بعقلانية جادة، ولكنها تظل مساهمات لا توازي ما يجري من عواصف هوجاء كان يفترض على مفكري هذه الامة - الذين ساهموا بشكل أو بآخر في زرع بذورها- أن يكون لهم حضور فاعل كتابة وبحثا ونقاشا لهذه الظاهرة، بدل هذا الصمت والانزواء ومراقبة العاصفة من بعيد.
فكرت طويلا في أسباب هذا الغياب اللافت لمفكري وفلاسفة هذه الأمة التي تغرق في وحل مرعب يهدد بغرقها، وأدركت بعد طول تفكير، أن هناك مسافة شاسعة وفلكية تفصل بين مفكري هذه الأمة والمواطن في الشارع العام الذي يعاني من هذا التسونامي المرعب، وأن الحل لابد أن يبدأ بعملية جَسْرٍ لهذا الفاصل بنزول المفكرين والباحثين من أبراجهم العاجية و منافيهم الاختيارية والعودة الى الشارع وارتباطهم واندماجهم بهمومه وآماله وتفاعلهم معها، بدل الانزواء في المكتبات والمؤسسات البحثية والاكتفاء بإطلالات تأملية من وراء مكاتبهم ورصد مظاهر هذا الرجيع من الخارج..
سيد طرابيشي وكل المفكرين العرب مع احترامنا وتقديرنا العالي لما قدمتموه من تنوير للعقول طيلة العقود الماضية نقول لكم : إن التاريخ لن يرحمكم وان غيابكم واكتفاءكم بدور المراقب لما يجري في هذا الوطن وتخليكم عن الشارع الذي بذرتم في وعيه بذرة التطلع للحرية والخروج من دائرة التخلف والارتهان للتاريخ ، سيدينكم بجريمة التراجع يوم الزحف، فبادروا لأخذ مكانكم الصحيح في هذه المعركة التاريخية الفاصلة والتي ستقرر نتائجها مستقبل الأجيال القادمة التي ستذكر كل بما ساهم في هذه المعركة..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟
- دعوة لصمت اعلامي في مواجهة الارهاب


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبعوب - المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.