أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السادس















المزيد.....

أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السادس


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4730 - 2015 / 2 / 24 - 15:45
المحور: الادب والفن
    


في الطريق إلى مراكش، حكى لي عبد الصمد بلصغير تاريخ المدينة الحمراء: "بناها يوسف تاشفين عام 1062 عاصمة لإمبراطورية المرابطين، كانت حركة المرابطين، في الأصل، أخوية دينية حربية أنشأها في القرن الحادي عشر أحد الأتقياء في رباط (ومنها اسمهم)، ومعناها صومعة مسلحة، وهي في ناحية من جزيرة تحت السنغال. أوائل المنتسبين إلى الأخوية كانوا بالأكثر من لمتونة، وهي فخذ من قبيلة صنهاجة التي عاش أبناؤها بدوًا في فلوت الصحراء، وكانوا كأحفادهم الطوارق الضاربين في جنوب الجزائر إلى اليوم يضعون اللثام، فأصبح اللثام سُنَّة للرمال، وسمي المرابطون بالملثمين. تألف جيشهم الأول من زهاء ألف مجاهد، فأجبروا من حولهم قبيلة قبيلة على اعتناق الإسلام، ومن الداخلين كانت قبائل زنجية، فلم تمر بضع سنوات حتى أصبح المرابطون أسيادًا لأفريقيا الشمالية الغربية، ثم لإسبانيا، مدة تزيد على نصف قرن. ولأول مرة في التاريخ، نشط قوم من البربر، فلعبوا دورًا خطيرًا على مسرح العالم. في ولاية علي الورع، ابن يوسف وخلفه، استحكم تقبيح علم الكلام، فما أن دخلت كتب أبي حامد الغزالي إلى المغرب حتى أمر أمير المسلمين بإحراقها في قرطبة وسواها من المدن لما فيها من أقوال ظن البعض أنها تنتقص الفقهاء، ومنهم أتباع مذهب مالك، وكان المرابطون يوالونه."
وأنا أسمع، تخيلت كم هي حظوظي ضئيلة في الوقوع على المخطوطة التي أنا هنا من أجلها.
- إلا أن الغزالي كان قد تقدم أعلام المشرق الذين أفتوا على رأي فقهاء الأندلس في أن ملوك المرابطين لهم الحق في خلع ملوك الطوائف والتخلي عنهم وعن العهود التي قطعوها لهم، وأن انتزاع الأمر من أيديهم ليس حقًا بل واجبًا يترتب عليهم.
- الأمر إذن انتهى بخصوص سوء فهم الغزالي، ولكنه لن ينتهي أبدًا بخصوص علم الكلام والكتب المحرمة.
- لا تنس، بروفسور، أن مراكش تبقى منفى كل الغرنلطيين المغضوب عليهم منذ عهد المرابطين مرورًا بالموحدين، خلفائهم، حتى الأيام الأخيرة من حياة مدينتهم، ولا بد أنك واجد من بينهم من كَتَبَ الجزء الثاني من قصة الحب التي تبحث عنها، خاصة وأنها وصمة عار في جبين الريكونكيستا، أو ما يسمى بعصر الاسترجاع. حقًا لقد عُرفت دولة الموحدين بميولها الدينية السلفية المحافظة بالأحرى مذ قام على رأسها محمد بن تومرت الملقب "بالمهدي" والمنادي بنفسه نبيًا لإحياء السنة الإسلامية الصحيحة، ولكنها رعت الفلسفة، وعززتها، وأكرمت أصحابها، كما هو حال حاكم مراكش اليوم.
حط الصمت من حولنا، فأشعل عبد الصمد الراديو، وهو ينظر إلى ساعته. قدم المذيع موجزًا للأنباء، تكلم عن حصار العسكر لآميديه في البرنة، وحرقهم لقرى الباسك في طريقهم. بعثت فرنسا بقوة عسكرية لضرب المتمردين، وهي مستعدة لقذف قواتها من طرف البرنة الآخر للانتهاء من آميديه والأميرة إيزابيل وجماعتهما. نظرتُ إلى السهوب الزرقاء من بعيد الحمراء من قريب، وفكرت في المرأة المحجبة ذات العينين السوداوين المكحلتين بالليل والهوى: سيقضون عليها، هي الأخرى. أطفأ عبد الصمد الراديو، وأطرق برأسه. بدا مشغول البال، ولم يقل كلمة واحدة حتى أبواب مراكش.
كانت الشمس تضرب مراكش بسوطها ضربًا مبرحًا، الصيف فيها فصلها الوحيد، والأحمر لونها. هبت ريح قديمة، كانت تأتي من قلب الرمل والزمن. ونحن نعبر أسوار مراكش، جاءنا التاريخ معانقًا إيانا. لم يكن تاريخ المرابطين، كان التاريخ. ضغطنا التاريخ على صدره، وكل أزمنة الأمم غدت زمنًا واحدًا. كانت مراكش فضاء الأمم المغدورة والأمم الغادرة، عَبَّرَ عن ذلك تقاطع أزقتها، على صورة الأممين كانت أزفتها. واصل عبد الصمد اختراق أزقتها من ضيق إلى أضيق، حتى لم يعد باستطاعة السيارة التقدم. أوقفها على الرصيف، وترجلنا إلى بيتهم القائم في إحدى العَرَصات المبلطة. كانت على جانبي الباب مصطبة حجرية جلس عليها بعض المعوزين، جاءهم أخو عبد الصمد الأصغر بالخبز والطعام في اللحظة التي كنا فيها على وشك الدخول، فانحنى مضيفي على أذني مبتسمًا متباهيًا.
- هذه عادة عندنا منذ كان والدي حيًا، باح لي، اليوم الجمعة، وهؤلاء الفقراء يأتون من أجل الصدقة بعد صلاة الظهر.
خلعنا أحذيتنا، وجلسنا على فراش نفترش الأرض، في غرفة واسعة، عذبة الجو.
- أيام والدي، أضاف عبد الصمد، كانت المصطبة الحجرية لا تخلو ممن لهم شغل يقضونه معه، في الإدارة أو التجارة، وذلك كل يوم، ما عدا يوم الجمعة المخصص فقط للمحتاجين.
- كان والدك إذن من أعيان البلد، قلت.
- نعم، وكان من المعروف عنه العون والكرم للجميع دون أقل تمييز.
أحضر لنا الأخ الأصغر لعبد الصمد ماء في إبريق من نحاس، فغسلنا يدينا ووجهنا، وتنشفنا ببشكير أبيض. خلال كل الوقت، لم يتوقف أخو عبد الصمد عن الابتسام، ثم توارى بصحبته، على ألا يغيبا طويلاً. أخذت أتنزه بنظراتي على اللوحات الزيتية المعلقة على الجدران: بساتين وملائكة وأنهار. عاد عبد الصمد، وهو يرتدي جلبابًا حريريًا، وسألني إذا كنت أرغب في تبديل ثياب السفر، حقائبي كلها في غرفة في الطابق العلوي.
- ما كان عليك أن تفعل هذا، قلت متضايقًا، الفندق أكثر راحة لنا جميعًا.
رفض الاستماع إليّ، وفوق ذلك، عنده، أنا في أمان أكثر.
- سنأكل ما تيسر، قال المراكشي لي، وسنقيل. بعد ذلك، سأصحبك إلى جامع الكُتُبِيَّة.
دخل الأخ الأصغر بصينية عليها أطباق شتى: حريرة وكسكس أبيض ولحم بالتمر و... و... وهرم من المندرينا.
أشار عبد الصمد إلى الفاكهة ذات اللون الغارب:
- هذه المندرينا جاءت من غرناطة، وكذلك البرتقال، الحلو والمر، والزيتون المسمى بالأندلسي.
دفع قرب أصابعي صحن الزيتون لأذوقه.
- إنه أطيب من زيتون إسبانيا الحالي، همهمت، آه! يا لمجانين الرب التفتيشي أولئك! لماذا اقتلعوا كل أشجار الزيتون؟
- لأن الريكونكيستا كانت تريد اقتلاع كل ما يمت إلى الأندلس بصلة، بما في ذلك هذا الزيتون الكريم، وغاب عن بالها أن الإنسان الأندلسي أقوى من كل شيء، بإعادته زرع هذه الأشجار هو باقٍ على مر العصور والأجيال، انظر فقط إلى ما يفعله آميديه اليوم!
بعد القيلولة، ذهب عبد الصمد بلصغير بي إلى جامع الكُتُبِيَّة، استعار أزقة مسقوفة، وعبر أمام بيوت مفتوحة، خلف أبوابها أدراج ضيقة ودهاليز معتمة، لو جئتها وحدي لما عرفت طريقي أبدًا. كلما تقدمنا كلما رأينا سقوفًا راحت تكشف لنا، شيئًا فشيئًا، عن سماء معلقة، كخرزة. أخذ قلبي يخفق بقوة قوية، ونحن على عتبة ساحة جامع الفناء، التي قرأت عنها في الكتب القديمة والحديثة حكايات عجيبة، طبولها التي بدأت تصل أذنيّ تحتفي باتحاد الروح وخالقها، على الطريقة الشاذلية، كما جاء في "قوانين حكم الإشراق"، والتي لم تزل هذه الطريقة في مراكش قوية بقوة.
انبثقت ساحة جامع الفناء من أعماق الأبد، فلها وعنها مفهوم الأبدية. كان الناس في حلقات من حول متصوفة ونُسّاك يجترحون المعجزات: واحد يبتلع الجمر، وثانٍ الأفاعي، وثالث الزجاج. كان هناك، كذلك، من يمزق جسده بطعنات موسى، ولا يرى الناظر من الدم أثرًا. هزني المشهد لما تصاعد في الأجواء، فجأة، غناء للحلاج، ذلك الصوفيّ الذي جُلد عام 922 خلال زمن التفتيش العباسي، المحنة، وعُلق، ثم ضُربت عنقه، قبل أن يُحرق، فقط لقوله "أنا الحق!"، فجعل منه صلبه أعظم شهيد صوفيّ:

أنا من أهوى ومن أهوى أنا
نحن زوجان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته
وإذا أبصرته أبصرتنا

تصاعد الطبل والزمر حتى أعتاب السماء، وأخذ بعض الدراويش يرقصون، ويتشنجون، والعالم من حولهم يرقص، ويتشنج، والطيور تزقزق، وهي تحمل على أجنحتها أوهام الحياة. أشار عبد الصمد بإصبعه إلى الطرف الآخر من الساحة: الكُتُبِيَّة. منارتها المستطيلة الشكل من الآجرّ الأحمر، أحمر ازداد حمرة لأشعة الغروب المودعة للنهار. أسلوبها بسيط، أسلوب الفن الإسلامي في أفريقيا الشمالية. قطعنا ساحة الفناء إليها، وعربات ذات غطاء يُطوى، يجرها حصان أو حصانان، تقطع علينا الطريق.
قلت لصاحبي:
- هذه المنارة أجمل المنارات التي رأيتها في حياتي!
رسم عبد الصمد ابتسامة الطفل على شفتيه، كان فخورًا بما يسمع، ولم يعمل أي تعليق. دفعني بهدوء إلى صحن الجامع، فخلعنا حذاءنا، ووطأنا سجاده العجمي، ورائحة طيبة تفوح من كل ناحية. كانت القناديل تتدلى من الأقواس المنقوشة، والأعمدة الطويلة ذات الفسيفساء ترشق ألف ظل وظل، وكان هنا وهناك بعض المصلين أو المنزوين مع مصاحفهم، وهو يتلونها بصوت منخفض، وأوساطهم العليا تتأرجح تأرجح الكلمات على الشفاه.
اتجهنا دون تأخير إلى باب قصير، خلف المنبر، دخلنا منه إلى مكتبة واسعة لا يوجد فيها سوى قيّمها: شيخ شاب ذكرني بالأخ جوزيه، قيّم مكتبة الإيسكوريال. كانا يتشابهان تمام الشبه، وكجوزيه ارتدى الشيخ الشاب برنسًا من الصوف. رحب بنا، وعَبَّرَ، منذ البداية، عن عدم وجود ما أبحث عنه، فقصص الحب محرمة في مكتبة أعظم جامع في المدينة. بيد أنه تردد، بإمكاني –لو رغبت- فحص المخطوطات المهملة هناك، وأشار بإصبعه إلى رف قرب باب ذكرني بالحجرة المحرمة، ضخم مثله، وموصد بإحكام. اقتربت منه، ووضعت يدي على خشبه المحفور. وكمن فهم، ابتسم القيّم.
- لا تظن، بروفسور، أن وراء هذا الباب كتبًا أمنعك من فحصها، قال وهو ينظر إلى عبد الصمد.
- إنها الحقيقة، أضاف مرافقي، وراء هذا الباب سجن مراكش، لا غير.
أحضر الشيخ الشاب مفتاحًا كبيرًا فتح به الباب، فظهر جدار من الإسمنت المسلح، خيب مرآه كل آمالي. ليشجعني عبد الصمد قليلاً، قال لي:
- الجامعة عندنا لا تفتح أبوابها إلا في أوائل نوفمبر، من هنا إلى هناك سأكرس كل وقتي لعونك، بروفسور. ابتداء من الغد، سنفحص كل هذه المخطوطات، واحدًا واحدًا، فمن يدري؟ ربما كان المخطوط الذي تبحث عنه موجودًا بالخطأ ما بينها.


يتبع الفصل السابع من القسم الثاني



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الخامس
- أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الرابع
- أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثالث
- أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الثاني
- أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل الأول
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الخامس عشر
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الرابع عشر
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثالث عشر
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثاني عشر
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الحادي عشر
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل العاشر
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل التاسع
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثامن
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل السابع
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل السادس
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الخامس
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الرابع
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثالث
- رماد لا يشتعل ردًا على ليندا كبرييل
- أبو بكر الآشي القسم الأول الفصل الثاني


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - أبو بكر الآشي القسم الثاني الفصل السادس