أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - قراءة مكشوفة في عقلية شارون














المزيد.....

قراءة مكشوفة في عقلية شارون


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يحتار المرء عند تناول أفكار شارون الذي كان بالأمس القريب رائد المشروع الاستيطاني وصاحب نظرية "كفار دارووم مثل تل أبيب" و اليوم صاحب نظرية الفصل أحادى الجانب وفك الارتباط والانسحاب من قطاع غزة . وفي هذا الصدد صرح بيريس قائلا إن حزب العمل كسب معركة الأفكار وإن كان خسر معركة القوة السياسية، فأطروحته كانت هي تجزئة الأرض من أجل السلام ، و هي الفكرة التي احتضنها شارون الليكودي اليميني وكذلك فكرة الانفصال (الجدار الفاصل) . ورغم ذلك وحسب "جلعاد" أحد أبرز مهندسي خطة الفصل فإن التوصل لاتفاق نهائي بخصوص الحدود و المستوطنات و اللاجئين و القدس مستحيل وفق منطق شارون الأحادي. و ما دام الأمر كذلك فماذا يدور في عقل شارون؟

يبدو أن المحور الأساسي في تفكير شارون هو عزل قضايا الحل النهائي والتحرك بعيداً عنها وفرض الأمر الواقع... حدوداً جديدة مثلاً الجدار بدلاً عن حدود 67 وبالتالي ضم للكتل الاستيطانية الضخمة مع بناء قدس جديدة ولا عودة للاجئين إلى داخل حدود (إسرائيل الجديدة الآمنة) وذات الأغلبية اليهودية . وكذلك ترسيخ معادلة الأمن يجلب الأمن والأمن يجلب السلام لا السلام يجلب الأمن، و هكذا يتبين أن شارون ينظر إلى كل الأمور من من زاوية أمنية محضة. لاسيما و أنه اعتقد أن اسرائسل أضحت في ورطة بسبب خارطة الطريق و كان عليه انقاذها منها . و في نظره خطة الانسحاب الأحادي ستحرر إسرائيل من خارطة الطريق التي تتحدث عن دولتين و هذا ما سبق لشارون أن صرح به في فبراير 2005. إنه في واقع الأمر هروب شاروني إلى الأمام من خارطة الطريق، باعتبار أن خطة الفصل تضمن بدبلوماسية أن يسيطر شارون على خارطة الطريق ويطبقها كما يري هو لا كم هي.

إن إزالة مستوطنات صغيرة إجراء مؤلم بالنسبة لإسرائيل لكنه سيمكنها من السيطرة على عملية الانسحاب والتفاوض. ولذلك قال شارون أن خطة الفصل تشكل ضربه قاتلة للفلسطينيين، إذ أن إسرائيل تخلت بشكل تكتيكي عن بعض المناطق المعزولة مقابل مكاسب استراتيجية في الضفة.
و هكذا يبدو أن العقلية الشارونية تتجه إلى ابتلاع ما يقرب من 50 في المائة من الضفة الغربية واعتمادها كعمق استراتيجي لإسرائيل ، وسيكون هناك مناطق أمنية شرقية وأخرى غربية تمتد لمسافة 15 كلم والغربية لمسافة 3 كم من حدود 1967 وبذلك فقد ترك للفلسطينيين ما يقارب 58 في المائة من الضفة فقط ، و لقد سبق لشارون أن قال: إنه يضمن أن 190 ألف مستوطن من 240 ألف لن يتزحزحوا من أماكنهم أبدا.
و شارون في واقع الأمر يطمع لتحقيق ذلك من خلال خلق دولة فلسطينية تابعة تكون مؤهلة لاحقاً على التنازل، و بالتالي إقامة "دولة فلسطينية" على المقاس الشاروني كخطوة ثانية. ومن هنا سيصر شارون على دولة فلسطينية منزوعة السلاح وتملك إسرائيل خرق سيادتها بذرائع أمنية متى شاءت كما تملك إسرائيل حق الفيتو على علاقات "فلسطين" الخارجية و بذلك تفرض إسرائيل كلمتها العليا في مفاوضات الحل النهائي. وحينها سيصبح الصراع بين دولتين لا بين دولة اسرائلية ومنظمة تحرير والتي يشكل اللاجئين وقضيتهم بعداً هاماً في تركيبتها. ومن هنا كان تصريح رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الرامي إلى منح جنسية عربية للفلسطينيين في أماكن تواجدهم، و هذا يعتبر من الأخطاء الجسيمة التي تصب في مصلحة الفكر الشاروني آنيا و استراتيجيا.

و قد تبين أت شارون يعتمد في تفكيره علىخلق النظرة تشاؤمية كبيرة لدى الفلسطينيين، وهذا ما سيدفعهم إلى الموافقة في النهاية على المعروض شارونياُ وليس المأمول فلسطينياً ، و هذا ما خدمته المبالغة الإعلامية في أنشطة المستوطنين ضد الانسحاب وهذا بالطبع سيستغله شارون لاحقاً لتشكيل ذريعة لتقويض عملية انسحاب فعلية وكاملة من أراضي الضفة الغربية .

وفي سعيه نحو الإقرار بدولة فلسطينية مبتورة وتابعة كرس شارون الحقائق على الأرض وقام بخصي حزب العمل ولكن الآن التهديد الإستراتيجي لشارون داخلياً من اليمين الليكوديي والأيدلوجية الدينية التوراتية والتي قد تتمكن من قلب الموازين.

و أقصى ما يتمناه شارون هو قيام فدرالية بين الفلسطينيين و هي الفكرة التي أعلن عنها منذ 1974 باعتماد إستراتيجية الوطن البديل و هذا ما تخفيه إسرائيل حاليا تحت ستار ما يسمى إسرائيلياً بالحل الإقليمي. وهي كذلك امتداد لخطة مناحيم بيغن بحكم ذاتي للفلسطينيين وإتحاد فلسطيني أردني.و هذا ما دلت عليه كذلك تصريحات شارون بقوله :"إن على الفلسطينيين بعد الانفصال أن يبحثوا عن مصالحهم الاقتصادية في الأردن ومصر".
هذه بعض معالم قراءة مكشوفة في عقلية شارون.
إدريس ولد القابلة



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنمية و لا ديمقراطية بدون إدارة نزيهة
- محنة حاملي الشهادات العليا المعطلون
- أسباب تهميش رجال الغد بمغرب اليوم
- قوة الصين المتنامية
- النسيج المغربي يتحين الفرصة
- ماذا عن الإرهاب...؟
- بصراحة أحدثكم... صمت الحياة رغم الزحام و الضجيج
- غلاء المعيشة و حرقة العيش
- هل المجتمعات العربية مجتمعات بلغت سن الرشد
- الشباب بالرغم من كل شيء يجب أن تكون الكلمة كلمتهم
- سمات شباب المغرب حاليا
- حول قضية الإرهاب
- الديمقراطية ليست بدعة غربية
- الاصلاح الدستوري من منظور الذين يحلمون بغد مختلف جدريا بالمغ ...
- المغرب غدا
- لا مناص من إدراك فحوى الديمقراطية
- استطلاع الرأي حول الهدف الرئيسي من الدستور
- الديمقراطية المستوردة و مستقبل العرب...مجرد فكرة
- معضلة البنية الاقتصادية المغربية
- التنمية و السوق


المزيد.....




- -حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان ...
- أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال ...
- شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
- أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
- كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
- غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ ...
- حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
- منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات) ...
- المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر ...
- البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - قراءة مكشوفة في عقلية شارون