|
الحل الدموي !
على المحلاوى
الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"الحل الدموي" عمليات سرية لاغتيال المعارضين ! نشر في جريدة المصري اليوم الثلاثاء 17-02-2015 مقال للسيد عصام خنفي بعنوان (ابدأ بالإخوان) ذكر فيه بعض الأفكار والمقترحات ، ولنا تعليق على هذا المقال الذى أقل ما يوصف به أنه صادم بما جاء فيه، ولتوضيح وجهة نظري نعرض بعض المقتطفات لما جاء في المقال وثم نعرض التعليق عليها
(1) يقول الكاتب (ولا أعتذر عن الحل الدموي.. لكنك تضطر أحياناً للجوء للحلول غير التقليدية في مواجهة تنظيم إرهابى.. وللدول أذرع عديدة يمكن استخدامها وقت الضرورة لحماية المواطنين من العنف غير المشروع.. هو شغل مخابرات وأجهزة أمنية لا يجوز للدولة الرسمية القيام به.) ثم يقول (عندما تتعامل الدولة مع قوى تزرع العنف وتتبنى الاغتيال وتتحدى هيبتها فتذبح بدم بارد أبناء هذه الدولة.. فلا مجال للتحضر والديمقراطية.. وإنما العنف المضاد هو السبيل.. تقوم به عناصر غير رسمية وتنظيمات تحتية حماية لأمن الدولة وأمن أبنائها.) التعليق هذا الرجل يدعوا الدولة إلى تشكيل عصابات سرية مسلحة تحت إشراف أجهزت المخابرات وأجهزة أمنية أخرى، مهمتها تنفيذ عمليات اغتيال لخصوم الدولة السياسيين وبدون الإفصاح عنها (قتل دموي في الخفاء )
(2) ثم لتدعيم موقفه أستند لبعض السوابق التاريخية فقال (فى مواجهة منظمة (إيتا) الانفصالية الإسبانية.. التى مارست العنف الدموى وروعت المجتمع الإسبانى لسنوات.. اهتدت الحكومة هناك إلى حل عبقرى.. وفى كل مرة تغتال المنظمة الانفصالية أحد رجال الشرطة مثلاً.. كان الرد هو اغتيال أحد الزعماء السياسيين البارزين لإيتا!) (فعلتها أمريكا بجلالة قدرها للثأر من الذين قاموا باغتيال سفيرها فى ليبيا بدم بارد.. وفعلتها ألمانيا لمواجهة منظمة الجيش الأحمر.. وإيطاليا مع الألوية الحمراء.. وإنجلترا، زعيمة الديمقراطية فى العالم، لجأت لأسلوب التنظيمات التحتية فى التعامل مع منظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي.) والسؤال هنا أ ـ ما هو السند التاريخي الذى أستند إليه على أن هذه الدول قامت بهذا العمل؟! بمعنى اخر ما هو الدليل الذى يملكه على أن هذه الدول مارست ما يقول طالما (حسبما يقول ) مارسته في الخفاء (كيف عرف إذن) إن كان صادقا فيما يقول ؟!! ب ـ نعم أمريكا مارست هذا العمل، وذلك بقيامها بالغارات بطائرات بدون طيار على بعض التنظيمات المعادية لسياساتها، وهذا الموضوع لقى رفضا من أغلب دول العالم والمنظمات الدولية الحقوقية و مالم يذكره الكاتب أن هذا الفعل تم على الأجانب وخارج التراب الأمريكي، ولم يطبق على المواطنين المتمتعين بالجنسية الأمريكية فهؤلاء يقدمون للمحاكمة وفق القانون الأمريكي
(3) ـ يقول الرجل في مقاله (عليك باغتيال خصومك بدم بارد عندما يكون أسلوبهم فى الحوار هو العنف البربرى.. ومن حسن الحظ أن العالم يقف معك ولا يمانع.. وقد أدان الاغتيال الهمجى والبربرى لأقباط مصر فى شواطئ سرت الليبية.) السؤال أ ـ من أين عرف أن العالم يقف معه ولا يمانع ؟!! نعم أدان العالم ما حدث لأقباط مصر في شواطئ سرت الليبية ولكن هل معنى هذا أنه يوافق على هذا العمل !! ما هذا الكلام؟!! ب ـ السؤال الثاني ـ من الذى سيضمن له ولنا أن هذا النظام السياسي الذى يحرضه الكاتب على القتل خارج إطار القانون سوف يقتل فقط من كان منهجهم (حسبما يقول) في الحوار هو العنف البربري ؟!! وما هو الضامن لنا أن مكينة القتل تلك إذا تحركت هناك من يستطيع إيقافها ؟!! أليس من المحتمل أن تصبح تلك الألة دولة فوق الدولة وتتحكم في من يحكم وبدلا من أن يديرها هي من تديره ؟! ومن يضمن لنا أنها لن تمتد لكل المعارضين السياسيين، من يتخذ ومن لا يتخذ العنف وسيلة للوصول لغايته السياسية؟!! ومن سيحدد معيار العنف المستوجب القتل ؟!! ج ـ السؤال الثالث ـ عندما تقوم الدولة بهذا الحل الدموي داخل الدولة ما هو الفرق إذن بينها وبين تلك التنظيمات الإرهابية مثل داعش ! وما هو التعريف السياسي الامثل والذى يليق بتلك الدولة؟! د ـ وما هو إذن فائدة المحاكم والقانون إذا سمح بتلك العمليات أن تحدث ؟!! وإن حدثت أليس هذا انتهاك للدستور؟! وتنظيم فوق القانون ؟! وتعدى على اختصاصات القضاء فهو وحده من يحدد من المذنب ومن البريء ويحدد مقدار العقاب المساوي للفعل؟!
(4) ثم يكمل فيقول (يعنى بوضوح وعلى بلاطة نحن نرفع شعار: لا صلح لا تفاوض لا اعتراف.. والأصول أن نمارس الضغط الزائد على قيادات الجماعة الملعونة الذين هم تحت يدك بالسجون يقودون عمليات التخريب خارجها..) التعليق أ ـ الرجل يقول إذا قامت عملية إرهابية في البلاد فالفاعل هم جماعة الاخوان (هكذا) وعليك بهذا الحل العبقري كما فعلت اسبانيا (هو يقول هذا) (. اهتدت الحكومة هناك إلى حل عبقري.. وفى كل مرة تغتال المنظمة الانفصالية أحد رجال الشرطة مثلاً.. كان الرد هو اغتيال أحد الزعماء السياسيين البارزين لإيتا! ) فعليك أذن أن تقوم بقتل أو تعذيب من تحت يدك بالسجون من قيادات الجماعة، والشيء الغريب أن هذا الرجل في مقاله لم يذكر ولو مرة واحدة لفظ القانون أو المحكمة أو القضاء، هؤلاء غير موجودين لديه، هذا الرجل لا يعترف بالمحاكمات أو العدالة، ولا يعرف مبدأ في القانون يقول أن الجريمة شخصية، فهو يقترح شريعة القرون ، القديمة شريعة الثأر والعقاب الجماعي (كما تستخدمه إسرائيل ضد الفلسطينيين ) ب ـ ثم أن هناك سؤال كيف لهذه القيادات أن تدير عمليات التخريب وهم قابعون بالسجون وتحت سلطة الحاكم ووزير داخليته؟!! وكيف عرف هذا الرجل أنهم من يديرون تلك العمليات ؟! وما هو الدليل على هذا الكلام؟! ج ـ ألا يعد ما قام به هذا الرجل تدخلا في أعمال القضاء وحكما مسبقا وخاصة أن تلك القيادات تخضع الأن للمحاكمة ولازال لم يفصل في قضاياهم بحكم نهائي؟!
(5) ثم أستطرد يقول (ومن حسن الحظ أيضاً أن المجتمع كله يلتف حولك.. يطالبك بالثأر والانتقام ورد كيد الأعداء.. ويتوقع منك القيام بأعمال عنيفة ضد التتار الجدد.. ولا يمانع أبداً في قيامك بتنفيذ عمليات قذرة داخل الحدود وخارجها.. بشرط أن تكون أعمالاً سرية لا تعلن الحكومة عنها أبداً.. بل يجوز لها أن تشجبها أحياناً!!) السؤال أ ـ كيف أدراك هذا الرجل أن الشعب كله يلتف حول الحاكم ؟ الجميع بما فيهم القاصي والداني والداخل والخارج يعلم أن المجتمع منقسم انقساما حادا أكاد أجزم أن البلاد لم تشهده من قبل، ومن خول لهذا الرجل أن يتحدث بسم المجتمع ؟ ب ـ ومن قال أن المجتمع (لا يمانع أبداً ) لم يكتفى هذا الرجل ب لا يمانع (وكمان أبدا) !! وهل المجتمع خول الحاكم أن يقوم بعمليات كما وصفها (قذرة) ج ـ لاحظ هنا أنه حدد مناطق القتل (داخل الحدود وخارجها) فهو لا يستهدف الأعداء في الخارج فقط ، ولكن الخصوم السياسيين في الداخل ايضا د ـ وأشترط شرطا ذات مغزى وهو(أن تكون أعمالاً سرية لا تعلن الحكومة عنها أبداً.. بل يجوز لها أن تشجبها أحياناً!!) وبناء على هذا الكلام الخطير إذا حدثت عملية قتل لأحد خصوم الدولة السياسيين فيمكن لوزير الداخلية أن يقف أمام البرلمان(لو كان فيه برلمان) أو أمام الشاشات ويعلن والدموع تتساقط من عينيه أننا نبحث عن القاتل ويقدم التعازي لأسرة الضحية بالرغم من ان الجميع يعلم من الفاعل (في السر طبعا)!! هذا المقال يدعوا الشعب الى حرب أهلية، لأن من قتل له قتيل على يد تلك العصابات الإجرامية التي يدعوا لتكوينها كاتب هذا الكلام لن يتجه الى المحكمة ، ولكن سوف يلجأ لحمل السلاح للانتقام والقصاص من القاتل وبناء على ما ذكره هذا الرجل لو قتل أي معارض فالدولة هي من قتلته حتى ولو أنكرت هذا المقال هو تحريض واضح على قتل المصريين بعضهم البعض ، ودعوة إلى كراهيتهم بعضهم لبعض ، كما يعد انتهاكا واضحا لأعلى الحقوق البشرية وهو حق الحياة
(6) لا حظوا معي عنوان المقال (ابدأ بالإخوان) فهم فقط البداية ولن ينتهى الأمر عند هذا الحد بل هناك ثاني و ثالث ورابع وخا. . .، . . . . ، . . . . . ،. . . . ولم يحدد من هو التالي، ولا نعرف متى النهاية، فالعنوان ذا مغزى كبير، ويعبر عن المحتوى وما يمكن أن يحدث
(7) هل هذا كلام يقال ؟!! وهل هذا كلام يكتب؟!! وأين ؟ في جريدة عامة وعلى الملاء؟!! ولماذا لم تتدخل الصحيفة وتحجب هذا المقال؟!! هذا الكلام يا سادة لا يقال في دولة تحترم القانون تنص الفقرة الثانية من المادة 71 من الدستور على أنه " ولا توقع عقوبة سالبة للحرية في الجرائم التي ترتكب بطريق النشر أو العلانية، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو بالتمييز بين المواطنين أو بالطعن في أعراض الأفراد، فيحدد عقوباتها القانون" هذا للعلم لمن لا يعلم وإذا ارتكبت تلك الجرائم، وهى القتل خارج أطار القانون، فهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، ولنا في تجارب من سبقتنا من الشعوب وخاضت تلك التجربة المريرة والدامية عبرة، ففضلا عن العذاب النفسي الذى طال الفاعلين وظل ملازم لهم طوال حياتهم، فلقد أحضر هؤلاء المجرمين في تلك الدول وقدموا للقضاء حتى بعد تركهم لوظائفهم، وجيء بهم لقاعات المحاكم وهم على أسرة المرض، أما من توفى منهم فأقسم أن عدالة السماء لن ترحمهم، والخزي والعار طال ذويهم بعد أن قبروا في بطن الأرض غير مأسوف عليهم
ما ألمني حقا هو وجود بعض المعلقين ممن أيدوا كلام هذا الرجل، وهم على استعداد لتبنى وجهة نظره، وهذا مؤشر خطير ونتيجة طبيعية لحملات الشحن الإعلامي المرئي والمسموع والمقروء، وعدم وجود معايير مهنية يلتزم بها العاملين في هذا المجال ولو أستمرت الامور على هذا المنوال فنحن ماضون إلى أوضاع مؤلمة، والنار ستطال الجميع ولن ينجوا أحد فحذارى من هذا الطريق حذارى من هذا الطريق (ألا هل بلغت اللهم فاشهد)
#على_المحلاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على هامش أحداث -شارلي أيبدو-
-
لم أعُد أتسلق الشجر
-
حدث هذا في بلادي
-
قبل الاعتراض على منح الجائزة للسيد راشد الغنوشي
-
الزعيم ودائرة الجحيم
-
ومر عام على المذبحة
-
حقا لقد صدق الكذبين
-
عندما يكذب الكتاب (نانا جاورجيوس)
-
السائق المغرور والشيخ الحكيم
-
مشهدان وتعليق
-
يوم فاز الشعب وخسر المرشحان
-
عن أى انتخابات تتحدثون ؟!! ألا تستحون !!
-
وفاء البقر وغدر البشر
-
اللهم بلغت اللهم فاشهد
-
هذه بضاعتكم ردت إليكم
-
عندما تتحول الأحكام القضائية لرسائل سياسية
-
يوم أسود من أيام الإنقلاب
-
ماذا تغير بعد الانقلاب ؟
-
المتاجرة بالأمل
-
لا تتعجب فنحن فى زمن العسكر
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|