أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي خليل - السياسه و المذاهب (3_1)















المزيد.....

السياسه و المذاهب (3_1)


محمد علي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 13:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتبط نشأة المذاهب في الاسلام ارتباطا وثيقا بالسياسه فمسالة الامامه او الخلافه هي احد اهم العوامل لبروز الخلافات بين المسلمين بل هي أول مسألة خلافية واجهت المسلمين بعد وفاة نبيِّهم (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ (وأعظم خلاف بين الأمّة .. إذ ما سُلَّ سيفٌ في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سُلَّ على الإمامة في كل زمان) على حدِّ قول الشهرستاني، إلاّ أنها لا تزال تحتلّ أهمية كبيرة في حياتنا الراهنة، وتشكِّل الركيزة الأساس في العديد من المذاهب الاسلاميه
وأما الفروع، فهي الآثار التي ترتبت على حصول أزمة الخلافة والإمامة، أو مخلفاتها ذات الخطورة على الإسلام والمسلمين. وتشعبات هذه الفروع
,و لم تتوقف السياسه فقط في نشأة المذاهب و انما كان للحكام دور بارز في استغلالها لصالحهم في صراعاتهم السياسيه
و سيكون بحثنا تاريخيا في الاسباب التي أدت لنشأة المذاهب و ايضا الصراعات السياسيه التي استغل الحكام فيها المذاهب في خضم الصراع واخيرا سبل تعزيز الاسس الديمقراطيه للفصل بين الصراعات السياسيه و المذهب
نشأة المذاهب
ذهب بعض المؤرخين والمستشرقين انه بعد وفاة الرسول(ص) نشأت بذور المذاهب الاسلاميه واجتماع السقيفة حيث أسفر عن اختيار أبي بكر خليفة للرسول(ص) فيما عارض علي وبنو هاشم وعدد من الصحابة منهم أبو ذر و عمار بن ياسر و المقداد بن الاسود هذا التعيين واعتصموا في بيت فاطمة رافضين البيعة لأبي بكر، مطالبين بأحقية علي بخلافة النبي. وقد عبَّر عن وجهة نظر المعارضة هذه الإمام علي نفسه حين طلبت منه البيعة لأبي بكر فقال: "أنا أحق بهذا الأمر منكم
، لا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم بالقرابة من النبي...، وتأخذونه من أهل البيت غصباً؟
الا ان هذا الانقسام انتهى ببعية علي بن ابي طالب لابوبكر بعد ستة اشهر من خلافته و تم وأد هذا الصراع في مهده الا انه انفجر بعد ما يقارب من ربع قرن بعد مقتل عثمان
ويرى البعض في موقف علي وأنصاره، كمعارضة لبيعة السقيفة تطالب بحق أهل بيت النبي(ص) في خلافته، بداية نشوء التشيّع كاتجاه سياسي
ويرى الشّيعة أن اجتماع السقيفة كان مؤامرة لإبعاد علي عن الخلافة رغم تعيين النبي له في مواضع عدة أبرزها حادثة غدير خم، وذلك يعود إلى كره قريش لعلي بسبب قتله لساداتها في الحروب ضد المشركين.
بينما يرى البعض ان نشأة التشيع و التسنن بعد مقتل عثمان وانقسام المسلمين حزبين في حربي الجمل وصفين والحزب يطلق عليه في العربية اسم "الشيعة" فكانت شيعة علي في مقابل شيعة معاوية، لكن لما تولّى معاوية الملك في دولة الإسلام أصبح أستعمال لفظ "شيعة" مقصوراً على أتباع عليّ
ويرىالبعض ان نشأة المذاهب الاسلاميه و خصوصا التشيع كانت بعد استشهاد الحسين و بروز حركة المختار بن أبي عبيد الثقفي و صراعه السياسي مع الامويين و عبد الله بن الزبير و انتقامه من قتلة الحسين و تبنى افكار في الوصية والنص والمهدي والعلم الالهي، بداية ظهور الشيعة و السنه
و في كل الاحوال فان بداية الشيعه و السنه ارتباط ارتباطا وثيقا بالصراع السياسي في كل الاحوال سواء في السقيفه او بعد مقتل الحسين او مع الصراع بين المختار و غيره من المنافسين
كما انه الاختلاف في الامامه و الائمه أدى الى انقسام التشيع الى عدة مذاهب و ان كان ما يقارب من 90 % من الشيعه حاليا ينتمون للمذهب الشيعي الاثناعشري و غالبا ما يكون اطلاق كلمة الشيعه تختص بالاثناعشر فقط دون غيرهم
فقد كان الاختلاف على الامام بعد وفاة الامام السادس جعفر الصادق سببا في انقسام التشيع الى اثناعشريه و اسماعيليه إذ رأى فريق من الشيعة(الاسماعيليه فيما بعد) أن الإمامة في ابنه الأكبر الذي أوصى له إسماعيل المبارك، بينما رأى فريق أخر(الاثناعشريه فيما بعد) أن الإمام هو أخوه موسى الكاظم لثبوت موت إسماعيل في حياة أبيه وشهادة الناس ذلك.
كما أدت الصراعات السياسيه و الاختلاف حول الامام الى انقسام الاسماعيليه حيث انه عقب موت الإمام الثامن عشر المستنصر بالله سنة 487ھ (1094م) نشب خلاف في البيت الفاطمي بين من رؤوا أن ابنه نزار هو الإمام حسب وصية أبيه، وبين من رؤوا أن ابنه الآخر أحمد المستعلي بالله هو الإمام.
كان وكيل المستنصر القوي الأفضل شاهنشاه مؤيدا للمستعلي وأكثر الأطراف المتنازعة نفوذا، مما حسم الخلاف لصالح هذا الأخير فدعي إليه إماما تاسع عشر، وسُجن نزار ومات لاحقا في سجنه في الإسكندرية، وفر ابنه الهادي في أتباعه إلى آسيا الوسطى حيث نصره حسن الصباح، محدثين بذلك انشقاقا جديدا في الإمامة ما بين اسماعيليه نزاريه(الاكثريه في المذهب الاسماعيلي ) و اسماعيليه مستعليه
و ينتشر غالبية الاسماعيليه في الهند مما ادى الى قلة تأثيرهم في العالم العربي رغم انهم كونوا العديد من الامبراطوريات في التاريخ الاسلامي ابرزها الدوله الفاطميه
كما ان المذهب الزيدي و هو احد فروع التشيع نشأ نتيجة الصراع السياسي بعد ثورة زيد بن علي زين العابدين بن الحسين و صراعه مع هشام بن عبد الملك الاموي و التي انتهت باستشهاد زيد بن علي و تكون المذهب الزيدي الذي يرى المذهب الزيدي ان من شروط الإمامة ان يكون الامام من سلالة علي وفاطمة بنت النبي محمد و تنتشر الزيديه في اليمن

نشأة الخوارج
بعد الصراع بين الامام علي بن ابي طالب و معاويه في موقعة صفين و التي أدى الى بروز فكرة التحكيم بينهما
خرج إثنا عشرألف رجل من جيش علي يرفضون فكرة التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في النزاع. لقد رأوا أن كتاب الله قد "حكم" في أمر هؤلاء "البغاة" (يقصدون معاوية وأنصاره) ومن ثم فلا يجوز تحكيم الرجال -عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري- فيما "حكم" فيه "الله" صاحوا قائلين: "لا حكم إلا لله". و كان لهم موقف مناهض لحكم علي بن ابي طالب حيث حاربوه في موقعة النهروان
و تبلور فكر الخوارج ايضا في عدة نقاط سياسيه فالامامه او الخلافه حق مشاع بين كل طبقات المجتمع إذا وجد الكفء و يرى البعض بأن هذه النظريه هي من ضمن الثوريه التي اتسم بها الخوارج بينما يرى الاخرون ان ذلك يعود الى العصبيه القبلييه حيث كان معظم زعماء الخوارج من قبيلة ربيعه و التي كان بينها و بين قريش العداء و لذلك رفض الخوارج نظرية السنه في اشتراط القريشيه في الامام او الخليفه و كذلك نظرية الشيعه في كون الامام من بنوهاشم القريشين
و كان للخوارج مواقف سياسيه ضد كل من عثمان و علي
و رغم ان فرق الخوارج انقرض معظمها الا انه ما زال لها حضور بارز في عمان و يمثلها مذهب الاباضيه و رغم ان اتباع ذلك المذهب يرفضون تشميتهم بالخوارج و يرون وجود فوارق بينهم و بين الخوارج و ذلك ان الاباضيه لا يكفرون عثمان او علي كسائر الخوارج و لا يحكمون بكفر باقي المسلمين مثلهم الا انه يوجد قواسم مشتركه بينهم و بين الخوارج منها نظرتهم السياسيه للامامه و ايضا تعاطفهم لمن حارب الامام علي في النهروان بالاضافه لانتقادات فترتي حكم عثمان و علي
نشأة المعتزله
هناك خلاف هل المعتزله مذهب مستقل بذاته ام انه تيار من تيارات المذهب السني
الا اننا سنبحث نشأته النختلف حولها فبينما يرى البعض ان نشأته نتيجة الخلاف بين الحسن البصري و تلميذه واصل بن عطاء في مسالة حكم مرتكب الكبيره الا ان البعض يعيد نشأته الى امور سياسيه
أن منشأ الاعتزال من أصل سياسي، وأن المعتزلة الدينية أتباع واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد كانوا في الأصل استمرارا في ميدان الفكر والنظر لفئة سياسية سبقتها في الظهور، هي فئة المعتزلة السياسيين الذين ظهروا في حرب صفين، وقبلها في معركة الجمل،
هناك نصوص وشواهد مهمة تفيد أن مثل هذه الفئة المعتزلة التي وقفت على الحياد في الحروب المشار إليها أطلقت على نفسها اسم المعتزلة أو أطلق عليها اسم المعتزلة من ذلك ما يذكره الملطي إذ يقول: "وهم سموا أنفسهم معتزلة؛ وذلك عندما بايع الحسن بن علي – رضي الله عنه – معاوية وجميع الناس، وكانوا من أصحاب علي – رضي الله عنه – لزموا منازلهم ومساجدهم وقالوا: نشتغل بالعلم والعبادة، فسموا بذلك معتزلة".
وما يقولهالعالم الشيعي النوبختي: "لما قتل عثمان بايع الناس عليا، فسموا الجماعة ثم افترقوا ثلاث فرق: فرقة أقامت على ولاية علي – رضي الله عنه –، وفرقة اعتزلت مع سعد بن مالك وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد بن مسلمة الأنصاري وأسامة بن زيد بن حارثة؛ فإن هؤلاء اعتزلوا عن علي وامتنعوا عن محاربته، والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضا به، فسموا المعتزلة، وصاروا أسلاف المعتزلة إلى آخر الأبد، وقالوا: لا يحل قتال علي ولا القتال معه.
و قد لعب المعتزله دورا سياسيا بارزا في اثناء العصر العباسي

أن التمذهب الديني يبدأ بالسياسة:صراعا سياسيا تبلورت اثنائه أفكار دينيه او رغبة من مجموعة ما بالإستقلال عن سيطرة , أو الإنضمام لمجموعة أخرى
كما انه أحيانا يلجأ الحكام لتبني مذهب معين لاستخدامه في صراعاته سياسيه و هذا ما سنعرضه في الحلقه القادمه



#محمد_علي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم الاله(3_3)
- دم الاله (3_2)
- دم الاله (1_3)
- رساله عابره لالاف السنين
- وحدة الفن و الدين
- دعوه لاعادة قراءة ثورة الحسين


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي خليل - السياسه و المذاهب (3_1)