أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير للجدل















المزيد.....

بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير للجدل


غادة عبد المنعم
مفكرة


الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ أيام وقَّع رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير قرار تعيين طارق رمضان مستشارا له لشئون الإرهاب ، وهو قرار يصعب تقبله دون إبداء أي اندهاش، فقد بات في حكم المعروف أن بريطانيا كانت وراء مقتل حسن البنا مرشد الإخوان المسلمين وجد طارق لأمه. ولكن يبدو أن السياسة بالفعل ليس لها مبدأ، فقد تؤدي ظروف معينة إلى قتل الجد بينما تؤدى ظروف أخرى إلى مصادقة الحفيد ، علماً بأن كليهما - الجد والحفيد - يتشاركان نفس الأفكار والمعتقدات ، ولا يفصل بينهما إلا بُعد الزمن..!

صعد نجم طارق رمضان وذاعت شهرته العالمية فى فترة وجيزة نسبياً. فمنذ سنوات لم يكن أحد يعلم عنه شيئا إلا في أضيق الحدود. وكان معروفاً فقط بوصفه أستاذ فلسفة مصرى الأصل سويسرى الجنسية متزوج من سيدة فرنسية، درس الأدب الفرنسى بجامعة جنيف. لم يكن يثير الشبهات ولا تثار حوله ضجة. وبقى الحال كما هو عليه حتى أعلنت الولايات المتحدة عن منعه من دخول أراضيها فى العام الماضى. وأعقب ذلك إعلان جامعة أوكسفورد استضافته لتدريس العلوم الإسلامية بها ، إلى أن فاجأنا بلير بتعيينه مستشارا له. ورغم أن هذا قد يبدو صعودا فجائيا إلى بؤرة الضوء ، إلا أن إرهاصات هذا الصعود كانت قد بدأت منذ سنوات.

فليس من المستغرب أن يؤدى اسم حسن البنا إلى شهرة أى شخص من أسرته، خاصة إذا كان هذا الشخص حفيده وفى نفس الوقت ابناً لواحد من أهم قيادات الإخوان المسلمين في الخمسينيات وهو الدكتور سعيد رمضان الذي كان مسئولاً عن الإخوان في أوروبا. وتشير مصادر غربية إلى أن طارق رمضان لم يكن له أى نشاط فى مجال الدعوة الإسلامية فى فترة شبابه الأولى. فرغم أن ولادته ومعيشته فى جنيف بسويسرا لم يمنعاه من الحصول على ثقافة عربية رفيعة تظهر فى إجادته التامة للغة العربية ، إلا أن انتماءاته الأولى كانت إلى حد ما فى اتجاه التماهى مع الثقافة الغربية ، ويظهر ذلك فى ولعه بالأدب الفرنسى والفلسفة الغربية وحصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة فيما قبل إعداده لأطروحتة فى الدراسات الإسلامية. لكن فكره الأيدولوجى قد تغير بشكل بالغ فى أواخر الثمانينيات ( كما تذكر مجلة أمريكان ثينكر ) وتبلور هذا التغير بعد رحلته لموطنه الأم مصر فى عام 1991 والتى تسميها المصادر المتحيزة لطارق رمضان رحلة البحث عن الجذور ، حيث بدأ فى حفظ وإجادة تلاوة القرآن ، وربما شكلت هذه الزيارة مرحلة من مراحل تطوره من مجرد مهاجر عربى مسلم يعيش فى أوروبا إلى داعية إسلامى يمثل فكر الإخوان فى أوروبا والغرب ، وهو ما أوصله فى النهاية إلى أن تدرجه مجلة التايم الأمريكية ضمن أهم 100 شخصية من المفكرين المجددين فى العالم .

وقبل أن نحلل آراء طارق رمضان دعونا نعرفكم أولاً من هو طارق رمضان من حيث أصوله وظروف حياته.

من هو طارق رمضان

طارق رمضان، 42 عاما، ولد يوم 26 أغسطس 1962 بجنيف السويسرية، حفيد حسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين (سنة 1928)، فى عام 1954 تم نفي والده سعيد رمضان على يد الرئيس المصرى السابق جمال عبد الناصر. سافر سعيد رمضان إلى جنيف. وهناك قام بتأسيس مركز إسـلامي يديره حاليا هانى رمضان الشقيق الأكبر لطارق رمضان. وقد أعد طارق رمضان رسالة دكتوراة فى الدراسات الإسلامية وذلك بعد دراسته للفلسفة وهو يعمل كما يذكر بنفسه على مشروع إيجاد شخصية إسلامية أوروبية متناغمة وهو مبحث فلسفى اجتماعى كما يبدو واضحا من العنوان. ولا أعلم أيهما أسبق بالنسبة له ، الاهتمام الفلسفى بهذ البحث أم عمله ناشطاً إسلامياً يسعى لفرض اسمه فى مجال الدعوة الإسلامية حيث تزامن بحثه الفلسفى المعلن مع نشاط واسع فى عدد من منظمات المجتمع المدنى كالرابطة الفرنسية للمدرسين ومركز فيينا للسلام والمركز البريطانى وعدد من المنظمات المهتمة بالحوار بين الشرق والغرب كلجنة " الإسلام والعلمانية" ومعهد الشرق الألمانى. وقد قام بتأليف عدد من الكتب يصل إلى 12 كتاباً كان آخرها "المسلمون الغربيون ومستقبل الإسلام" (أوكسفورد 2004). والذى سبقته كتب مثل:
-"المسلمون داخل العلمانية" دار التوحيد 1994.
- "الإسلام: المواجهة بين الحضارات، أي مشروع لأي حداثة" 1995
- "نحو مسلم أوروبي"..1998
- "أن تكون مسلما أوروبيا" 1999
- "أصول التجديد الإسلامي/ قرن من الإصلاح الإسلامي"1998
- "العيش مع الإسلام: لقاءات مع جاك نيرينك" 1999
- "الإسلام في أسئلة، مع آلان غريش2000.

وكانت الولايات المتحدة قد منعته فى أغسطس الماضى من السفر إليها حيث ألغت تأشيرة دخوله لأراضيها بينما كانت الدراسة على الأبواب ، مما منعه من الوفاء بتعاقده مع جامعة نوتردام التي تعاقد معها على العمل أستاذاً زائراً للدراسات الإسلامية. وظاهر الحال أن هذا الإلغاء قد جاء نتيجة لزوبعة إعلامية أثيرت حول أفكاره عن السامية ومعاداتها فى الصحف الفرنسية فى منتصف العام الماضى وقبل انتقاله لأمريكا مباشرة.

وعموما فهذه لم تكن المرة الأولى التى يمنع فيها طارق رمضان من دخول دولة. ففي سنة 1995 منعه وزير الداخلية الفرنسي من دخول فرنسا بسبب علاقته بحركة إسلامية جزائرية متطرفة كانت في ذاك العام قد قامت بسلسلة من التفجيرات في باريس.

وقد اعتبرته مجلة تايم الأمريكية - كما ذكرت سابقاً - فى مقال نشر بها فى العام الماضى واحداً من أهم 100 شخصية من المجددين فى القرن 21
وقالت المجلة إنه يشغل مكانة خاصة بين قادة الفكر الإسلامي. وأضافت أنه بوصفه ممثلاً لجيل جديد من الإصلاحيين الإسلاميين، فإنه يدعو إلى بلورة وتطبيق تقاليد وقيم إسلامية في إطار مجتمع حديث يتسم بالتعددية، داعياً المسلمين الغربيين إلى احتضان الثقافة الأوروبية بدلاً من رفضها.


وعموما، فإن وجهات النظر حول طارق رمضان تمتلئ بالتناقضات، حيث يعتبره البعض داعية يطالب بتحديثات إيجابية فى العقيدة قد تؤدى فى النهاية إلى التعايش السلمى بين الشرق والغرب بينما يعتبره آخرون معادياً للسامية وداعية يذهب مذهباً أكثر تشددا فى الفكر الإخوانى ويطالب بأسلمة الحداثة أى تحويل المجتمع المعاصر ليتطابق مع قواعد الإسلام. والمدقق فى أفكار وتصريحات طارق رمضان يجد أنه أقرب إلى داعية "إعلامى" منه إلى داعية إسلامي حيث يتسع مدى دعوته ليعبر عن عدد من الأفكار الإسلامية تتراوح بين أقصى اليمين وأقصى اليسار ، فهو على ما يبدو ليس مفكرا ولا فيلسوفا ولكن رجل سياسة وتصريحات ، ومشكلة تصريحاته أنها تختلف باختلاف من يوجهها لهم ، وقد صدق فيما ذكره لمجلة "لا تريبيون" الفرنسية من أنه قد يخفف من آرائه لأنه على حد قوله يريد أن يكون مسموعاً !! وكانت المجلة قد سألته حول تضارب دعوته إلى تجميد تنفيذ الحدود الإسلامية مع ماذكره فى نفس الحوار من أنه ضد تطبيق الحدود الإسلامية على طول الخط، وسألته ولماذا لم تطالب بإلغائها؟
ومن المؤكد أن طارق رمضان يضع أفكار جده مرشد الإخوان حسن البنا ووالده طارق سعيد نصب عينيه ، ولذا فإنه كثيرا ما يردد فى كتبه ومقالاته ومحاضراته مقولة "الاسلام هو الحل" ، لكنه فى نفس الوقت يسعى لاعتراف وتقدير عالمى به ، ولذا فإنه غالبا ما يقع فى ازدواجية الخطاب حيث يوجه خطابه للمسلمين والعرب محملا بأفكار ووجهات نظر إخوانية صرفة ترى فى الغرب حضارة منحلة أخلاقيا وهى الأفكار المأخوذة من أفكار جده ووالده فى صيغة للاستهلاك داخل المجتمع الإسلامى ، بينما يوجه خطابه للغرب فى صيغة أخرى يحرص على ملئها بالأفكار التجديدية فى الشريعة الإسلامية حيث يخاطبهم على أن هدفه هو تنقية الإسلام وتحديثه ليتماشى مع النمط الحضارى الغربى المعاصر.
لذا فإن طارق رمضان متهم من قبل كل من له اطلاع على الثقافتين الغربية والعربية بأنه ذو وجهين ، مراوغ ، ويعتمد خطابه على هوية الطرف الذي يتلقاه.. يخاطب الغرب بكلام يتناقض مع ما يقوله للعرب والمسلمين.. ولعل أكبر دليل على ذلك المقال الذى نشرته له جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية حيث دافع فيه عن تهمة معاداة السامية الموجهة له، كما أظهر آراءً تختلف كلية مع آراء جده التي يروج لها والتى يدعو إليها الشباب المسلم فى خطبه وندواته. ومن الطريف أنه حين تم منعه من دخول أمريكا ، كان أشد المدافعين عنه هم الطلبة اليهود في جامعة "نوتردام" التي كان من المقرر أن يقوم بالتدريس فيها لولا قرار المنع.



#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما رأى فضيلته فى مأساة فلسطين ومحنة العراق..؟!
- أمم تعشق السادية وتستمتع بالكهنوت..!
- سيد قطب ورامسفيلد تخرجا من مدرسة -يهودية- واحدة..


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غادة عبد المنعم - بريطانيا قتلت جده وبلير عينه مستشاراً.. طارق رمضان المثير للجدل