أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - علاقة داعش بالخلافة الأمريكية














المزيد.....

علاقة داعش بالخلافة الأمريكية


أحمد التاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4729 - 2015 / 2 / 23 - 08:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأت الحكاية مع انشقاق السقيفة و الفتنة الكبرى بعدها، و قلنا وقتها بأن صناعة كل ذلك كان من كيد عبد الله بن سبأ اليهودي المنافق.

و تقاتل الخلفاء و أبناءهم و أبناء عمومتهم فيما بينهم على شرف خلافة الله في الأرض كما يقولون، و ذلك طوال فترة تاريخ الخلافة، و أوعزنا كل المظالم والثورات الشعبية المريرة و تاريخ القصور الدموي إلى فبركة و صناعة من طرف الشعوب التي دخلت الإسلام و هي تضمر الشر و الحسد للمسلمين الغازين المنتصرين.

و ساد الجهل و التخلف و الشعوذة في عصور الانحسار العسكري للمسلمين، و كالعادة نسبنا ذلك إلى الاستعمار الصليبي الغربي.

ثم بعد الصدمة فالنهضة العربية جاء ما يسمى بالصحوة الإسلامية، ونسبنا كل ما لا يتوافق مع العصر في الإسلام إلى اختلاق و خبث المستشرقين.

ثم بدأنا نرى بوضوح أصالة الانحطاط بنصوصنا و تعاليمنا نفسها، فبدأنا نشكك في الرواة و على رأسهم شيخهم و مرجعهم جميعا محمد بن إسحاق تمهيدا للتضحية به في حالة انفضاح الأمر على مجال واسع. و هذا ما حدث و يحدث إلى اليوم مع القرآنيين كفئة دارسة للتراث، و لكن أيضا في أوساط و قطاعات واسعة من المسلمين العاديين، بما يطول تفصيله.

بهذه الوتيرة، سوف يجيء علينا يوم نجمع فيه على أن القرآن صناعة أموية طموحة، أو مكيدة سبئية خبيثة أو إصلاح نسطوري مشفق..، و أن الإسلام بريء منه.

و ليس بعيدا بعد ذلك، و بعد كوارث أخرى تحرجنا، إجماعنا على أن الإله الإبراهيمي هذا صناعة ماسونية و أن الإسلام الذي أتى به محمد بريء من هذه البدعة الماسونية ...

و هكذا نذر الرماد في العيون أبدا، صيانة و ترميما لمنظومة تخريبية ارتضيناها لأنفسنا و نريد فرضها عنوة على العالم.

المرح الناشط هذه الأيام ، داعش و نسبتها إلى أمريكا..
و لست أدري ماذا يقصدون...

إذا كان القصد هو تعاليم العنصرية الدينية (عقائد البراء ) و نهب المواطنين ( غنائم الجهاد) و اغتصاب المواطنات ( نكاح ملك اليمين) و إرهاب المدنيين في مدنهم ( تطبيق حدود الله)..، فإنني منذ اليوم أصدح معهم بأن خالد بن الوليد و عمرو بن العاص و عقبة بن نافع... الخ، صناعة أمريكية.

أما إذا كان القصد هو مساعدة هذا الكيان الناشئ و رعايته و إمداده بالخبرة و الإمكانيات، ففضلا عن احتياج هذا التقرير إلى تحري، فانه يمكن مقارنته مع كون العالم الإسلامي المعاصر كله شعوبا و أنظمة صناعة غربية بهذا المنطق.

لا يمكن أن ننفي شيئا من العلاقة العاطفية و العصبية، و الإستراتيجية أيضا، بين كيان إبراهيمي عائد من التاريخ، مهووس برومانسية متوحشة، و بين كيان إبراهيمي آخر متحكم بسادية رهيبة في الحاضر من خلال تغلغله في دواليب أقوى دولة في العالم. و لكن منطق التقدم يقتضي منا التنظيف أمام بيوتنا أولا، حتى نعرف كيف نستوي على رؤية واضحة و مواجهة الكل.. فيروس الداخل كما الخارج.

فيروس الداخل هو نحن بكل بساطة.. كل ما فينا و بنا و منا..

فيروس الخارج لو لم يقرأ في واقعنا أصالته، و لو لم ير صورته الحقيقة في تعاليمنا و عقائدنا لما غامر منذ البداية بفوضاه الخلاقة. الأمر يصعب عليه في الصين مثلا.

كان في تمام الارتياح إلى كونه ابن البيت و واحد من أفراد العائلة.. أكثر من ذلك، مسئول العائلة و المخول بحكم كونه أكثر أفرادها مالا و عدة و خبرة بترتيب و إصلاح شؤون بيته.

تؤكد لنا الأحداث في كل مرة بأن الخلافة الإسلامية لم تسقط يوما، بل انتقلت في طبعتها البروتستانتية بعد بريطانيا إلى كيان الظل الحاكم بأمريكا ليس إلا...





#أحمد_التاوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسامح الجزائر مع اكتساح النشاط الطقوسي/السياسي للمجال العام
- سؤال عن مستقبل الثقافة في الجزائر
- مصر تصحح مسار الربيع
- الإلحاد و الإسلام
- هوس الإعجاز عند المسلمين
- لعنة الاستراتيجيا
- طبيعة الرهان الديمقراطي في المجتمع الجزائري
- الربيع الأمريكي بالمنطقة العربية
- اليسار العربي، من تشخيص الأنظمة إلى تثقيف المجتمعات
- موسم العودة إلى الحجاز
- العهد البوعزيزي الجديد و الخطر المسيحي القادم
- العلمانية المؤمنة
- فضائية المستقبل تتجاوز اليسار و اليمين
- المسلمون طيبون
- الحوار المتمدن و التغيير
- مستقبل الثقافة في مصر
- الشعب المصري قبل كل شيء
- الحرب و الغاز الطبيعي: الغزو الإسرائيلي و حقول غزة البحرية
- كتابة الجيتول و النوميديين القديمة
- أمريكا و العلمانية (دونيس لاكورن)


المزيد.....




- رئيس البعثة الكنسية الروسية في القدس: سلطات كيشيناو تتدخل بش ...
- الكنيسة الروسية تعلق على تعطيل كيشيناو رحلة أسقف المطرانية ا ...
- إصابات إثر اعتداء للمستعمرين في سلفيت
- المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة وسط أجواء مثقلة ...
- البابا فرانسيس يزور سجنا في روما ويغيب عن قداس عيد الفصح
- فرح الصغار وضحكهم: تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على نايل ...
- جنود في مالقة الإسبانية يحملون تمثال المسيح في موكب الخميس ا ...
- استطلاع يظهر ارتفا مفاجئا لـ-عوتسما يهوديت- في الانتخابات
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد التاوتي - علاقة داعش بالخلافة الأمريكية