أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !














المزيد.....

يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !


ماجد عبد الحميد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو العنوان صادما للسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور العالم النووي السيد الشهرستاني ، لكن الصدمة قد تنعش قلبا ميتا فتبعث فيه الحياة. ومن اجل ان لا يساء الفهم اقول : لم يكن القصد من وراء اختيار هذا العنوان خلق مقاربة دلالية لاستحضار المثل القائل ( يا غريب كن اديبا ) بل المقصود هو الاستفادة من المحمول الدلالي لمفردة اديب التي تطلق على المشتغل بالأدب والثقافة والمعارف الانسانية الاخرى . فالمراد هو جلب انتباه السيد الوزير الى اختصاص الادب بمفهومه العام من اجل تعديل القرار الذي صدر مؤخرا و النظر الى الاختصاصات الانسانية بالعين نفسها التي يتم النظر فيها الى الاختصاصات العلمية. ان عدم المساواة بين المعارف الانسانية بمختلف فروعها (علم اللغات ، الاداب ، العلوم النفسية والتربوية ، الاعلام ووسائل الاتصال ، الفلسفة ، علم المكتبات ، الاجتماع ، الرياضة ، السياسة والاقتصاد ، علم الادارة والمحاسبة ، التاريخ ، الجغرافيا ، الفنون الجميلة بمختلف فروعها ، الخ ) والعلوم الصرفة مثل ( الطب ، الصيدلة ، الهندسة ، الفيزياء ، الرياضيات ، البايولوجي ، الحاسبات ، ...الخ ) بالبعثات الخارجية امر اقل ما يوصف بانه غير حكيم .
لقد ولى الزمن الذي يتم التفريق فيه بين العلوم الانسانية والصرفة و اصبح امرا من الماضي البعيد جدا .. و لم تعزل العلوم عن بعضها إلا في عصور التخلف والجهل . فالفلسفة لم تكن معزولة عن الطب و الادب والشعر في حضارتي الرومان واليونان . لقد نال الفلاسفة مثل سقراط و افلاطون و ارسطو الحظوة نفسها التي تلقاها الاطباء مثل ابقراط و بطليموس وجالينوس ، والشعراء - ايضا - لم يكونوا باقل مرتبة منهم ، فكان هوميروس وفرجيل ودانتي. والرسامون والنحاتون و الموسيقيون ...الخ لم يتم التفريق بين العلوم الصرفة والمعارف الانسانية في اية حضارة حية او ميتة وبما فيها الاسلامية التي جعلت الفيلسوف الكندي بمنزلة الموسيقي اسحاق الموصلي ، وساوت بين مجلس الكسائي النحوي والمترجم حنين بن سحاق. وهؤلاء بمنزلة اولئك الاطباء امثال الرازي والزهراوي وابن سينا وابن النفيس والقائمة ستطول اذا ذكرنا البقية من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الفلك والهندسة.
اذن لم يتم التفريق بين العلوم في اشهر الحضارات القديمة . اما الحضارة الاوربية المعاصرة فالوقفة عندها في غاية الاهمية لانها تعد بحق تلك الحضارة التي قامت بنيتها الصناعية جنبا الى جنب مع بنيتها المعرفية ، لا بل هناك من يبالغ اكثر ليجعل اسباب النهضة الاوربية كلها تعود الى فضل الدراسات الانسانية ولاسيما اللغوية منها كما يرى ارنست رينان- الذي يقول : ( ان مؤسسي العقل الحديث كانوا فيلولوجيين ) ثم يردف بعد ذلك بقوله : ( وما العقل الحديث ان لم يكن العقلانية ، والنقد ، والتحرر الفكري وهي التي اسست جميعا يوم تأسيس الفيلولوجيا نفسها . وكل تقدم احرزته الانسانية منذ القرن الخامس عشر نستطيع نسبته الى عقول علينا ان نصفها بالانتماء الى الفيلولوجيا ).
فالآداب والثقافات والعلوم الانسانية وتنوعها هي عنوان الهوية وكيانها لبلدان العالم و اذا ما ضاعت او اختفت فان مصير هذا البلد سيكون حتما مجهولا ، وغير منتم الى ناموس الانسانية. وليعلما السيد الوزير السابق وخليفته السيد الوزير اللاحق ان خمسة او ستة عقول فيلولوجية هي التي تصنع سياسات الغرب الحالية وكل مارافقها من احداث وثورات وحروب ونزاعات طائفية وعرقية في وقتنا الحاضر ، وليس من بينهم عالم في البيولوجيا او اختصاصي في الطب او الحاسوب او الهندسة بل بينهم الفيلسوف والمؤرخ وعالم الاجتماع السياسي والخبير الاقتصادي والمفكر اللغوي وكل هؤلاء ينتمون الى حقل الدراسات الانسانية. ولا يعني ذلك التقليل من شان اصحاب الاختصاصات العلمية ولكن يجب ان نعرف حقيقة امكانياتنا وقدراتنا العقلية التي تظهر بصورة اكثر تأثيرا في الدراسات الانسانية لان تركيبة عقولنا تؤكد ذلك بوصفها آلات تحسن الصناعة اللغوية . فهلا انتبه السيد الوزير الى تلك السمة العقلية لابناء جلدته لكي يراجع قرارات الوزارة السابقة بشأن البعثات أم انه يفضل المزايدة والمراهنة على خيول خاسرة ؟



#ماجد_عبد_الحميد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب مؤجلة التعليم العالي تعجلها
- لغتنا هويتنا
- ملك السعودية ونظرية جديدة في الترجمة الفورية
- عندما يكون المثقف منافقا : كتاب ( العربية ) انموذجا
- السيسي يتكلم بلسان عصفور!
- ماذا يقصد المستشرقون بمصطلح (Orthodox ) ؟
- خطاب ما بعد الأعراب! : (الاستعمار والأعراب صنوان)
- الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية
- اكذوبة اسمها : ( بنية العقل العربي )
- النفس الزكية يبكي على مصيبة بني امية !
- عذرا لك سيدتي : فيان !
- الداروينية وأنظمة التوريث الأعرابية
- همفر- بريده : همفري بريدو
- القران الكريم بترجمة أعرابية
- العرب و الأعراب : أين يكمن الخطر ؟
- لماذا يهجر الدواعش المسيحيين العراقيين من الموصل؟
- خطبة البغدادي ( Copy-Paste ) : محفوظة ( يا بط يا بط اسبح بال ...
- البغدادي والعربية ينهلان من المنبع نفسه
- قناة العربية تشهر افلاسها
- الدواعش مطية للمشروع السياسي الغربي


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد عبد الحميد الكعبي - يا وزيرنا الشهرستاني .. كن اديبا !