أخطا الرئيس بعدم حضوره جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 12:03
المحور: القضية الفلسطينية
    

في الوقت الذي نعرف فيه أن شارون رئيس وزراء دولة الاحتلال يسافر فيه إلى نيويورك، ليجني به ثمار مكيدته المتقنة جدا المسماة بخطة فك الارتباط – الأحادية الجانب - ويقدّم نفسه لزعماء العالم اجمع كرجل سلام، يتخذ القرارات الصعبة والمؤلمة ويغامر بفقدان شعبيته تنازلا من اجل السلام... وفي الوقت الذي نعرف فيه أيضا أن زعماء العالم سيناقشون على جدول أعمال الجمعية العامة موضوعة الإرهاب، ليحددوا تعريفا خاصا له ( مع وجود الضغوط الأمريكية الهائلة لتحديد تعريف خاص للإرهاب، يلغى حق الشعوب بمقاومة قوى الاحتلال ويعتبر كافة أشكال نضالها إرهابا ).... في هذا الوقت الهام جدا يحجم رئيسنا الفلسطيني المنتخب عن التواجد في هذا المنبر الدولي، ويترك أهم ساحة نضال دبلوماسي دولي لعدونا اللدود مجرم الحرب شارون، ويفسح المجال أمامه حتى يصول ويجول، ويستحوذ على إعجاب زعماء العالم، ويفتح الأبواب أمام الدبلوماسية الإسرائيلية كي تقبض ثمن انسحابها المسرحي من غزة، بفتح علاقات جديدة مع دول عربية وإسلامية كانت تبحث عن فرصة تبرر فيها إقامة العلاقات مع إسرائيل ( التي أضحت كشك التذاكر للدخول إلى النادي الأمريكي ).
لقد كان الأجدر برئيسنا أبو مازن أن يكون هناك في نيويورك مع أل 170 زعيما عالميا، ليقول لهم أن غزة لم تتحرر بعد، بل إنها أضحت سجنا أوسع، يحاصرها الاحتلال برا وبحرا وجوّا.. وان إخراج المستوطنين من قطاع غزة كان لزرعهم في أراضي الضفة الغربية المحتلة، وهو الأمر الذي لم يخفيه شارون وأركان حكومته.
كان على أبو مازن أن يكون هناك ليقول للعالم أن شارون ما زال يضرب بعرض الحائط بقرارات محكمة العدل الدولية، وهو يواصل بناء جدار الفصل والعزل العنصري.. وان شارون الذي تلطخت يداه بدماء الفلسطينيين منذ مذبحة قبية مرورا بمذبحة صبرا وشاتيلا إلى هذا اليوم، لا يستحق الثناء والمديح وتعزيز فرصته في الترشّح لجائزة نوبل للسلام.
كان لزاما على الرئيس الذي ترزح بلاده تحت نير اعتى قوة احتلال في العالم، أن يقف ليساند الكثير من الدول التي تناضل من اجل وضع تعريف للإرهاب--- يصون حق الشعوب المقهورة والتي تئن أراضيها تحت نير الاحتلال في مقاومة المحتلين بكل الأشكال..
أمّا القول بان الرئيس ولدواع أمنية داخلية لا يستطيع مغادرة البلاد--- فهو قول لا يقنع أحدا.. وهو يعني فقط انه ليس لدينا مؤسسات قيادية قادرة على مسك زمام الأمور ولو لأيام قليلة هي مدة غياب الرئيس...
لقد سمعنا كثيرا عن خطة فلسطينية معدة للبدء بهجوم دبلوماسي وسياسي، يستهدف الساحة الدولية لكشف كذب وزيف الادعاءات الاسرائلية.. ويطالب المجتمع الدولي بمواصلة الضغوط على إسرائيل للبدء بمفاوضات سياسية جدية مع القيادة الفلسطينية حول قضايا الوضع الدائم.. ومن البديهي أن منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة هو أهم المنابر المفترضة لبدء هجومنا الدبلوماسي وخصوصا باغتنام فرصة وجود هذا الكم الضخم جدا من زعماء العالم.. ولكن تفويتنا مثل هذه الفرصة يزعزع الثقة بجدية القيادة الفلسطينية ويضعف مصداقية أقوالها.
رحم الله أبا عمار الذي كنا نتهمه بحب السفر والطيران... فلو كان على قيد الحياة وكان حرا طليقا لما فوّت مثل هكذا فرصة.
خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
مخيم الفارعة – نابلس
14/9/2005

#خالد_منصور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات