أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بقوح - المرتزقة الجدد ، وجهة نظر فلسفية















المزيد.....

المرتزقة الجدد ، وجهة نظر فلسفية


محمد بقوح

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 16:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نعني بالمرتزِق، كل من يقدم للغير خدمة معنوية، أي رمزية غير خالصة . مقابل، أن ينال تعويضا ما، أو تحقيق هدف خاص، أو تحصيل استحقاق معين، له طبيعة منفعية شخصية، محدودة تعود عليه، هو كشخص بالإفادة، دون اعتبار لغيره .. لكن، قيمته العملية، تفوق بكثير قيمة العمل المبدئية، "المؤدى" عنها . هذا الاستحقاق المقابل الآلي، الذي قد يكون عائده هذا، ماديا صرفا، أو معنويا رمزيا أيضا . أي إنتاج عمل، من أجل تحقيق، نيل موقع سلطة ما، يمكّن المرتزِق، بصفة غير مباشرة، من استرداد و استرجاع، ثمن ذلك المقابل الرمزي، للعمل الذي أداه، و أنتجه قبلا، من أجل "الغير" . ليبقى هذا الأخير هنا، مجردَ تمويه أجوف، وشعار فارغ من أي معنى يذكر .
فمرتزقو الحروب مثلا، في المجال العسكري، لا يحاربون من أجل مبدأ الدفاع عن أوطانهم و شعوبهم، التي كانت الأصل في ظهور و ولادة وظيفة المُحارب، و إنما يضعون هنا خدماتهم الحربية، رهن إشارة القوى الأخرى، من أجل ما نسميه بالارتزاق، يعني كسب المال الإضافي، دعما لاختيار شخصي، ضد مبدأ الطبيعة و القانون و الإنسان .

كما يمكننا أن نستحضر هنا، كمثال فقط، إثراء لأطروحة موضوعنا، فئةً من ( المناضلين ) ، الذين تمّ شراء ( نضالهم ) بأموال شعوبهم . فتمّ إسكاتهم، من طرف قوى نسق السلطة . ليكون هؤلاء ( المناضلون المزيّفون ) قد استرجعوا ضمنيا ثمن ( نضالهم )، الذي لا ثمن له في عمق أصله و منشئه، باعتباره مبدأ خالص، لأن هدفه القاعدي كان : من أجل تحرير الشعب و الوطن، و تقوية الإرادة الحرة و الاجتماعية و الحضارية، لبقاء الإنسانية حرة و قوية، و استمراريتها الثابتة في الزمن الآتي . لينجح نسق السلطة بهذا المعنى، و بتعبير بورديو ( الدولة كقوة حاكمة، بمساعدة مكونات المجتمع التقليدي ) هنا، في ضرب عصفورين بحجر واحد، كما يقال عادة : معاقبة المناضل المسؤول القوي، بشرعيته الرمزية و التاريخية، الخالصة من أي شبهة هدف مصلحي، كالارتزاق المتحدث عنه، الذي يعني هنا الانتهازية، و سوء التقدير الفكري، و الاستغلال الفاحش. و هي صفات تلزم ( المناضل المزيّف )، و لا تعني ( المناضل الخالص )، المستمر، بتواجده الفعّال الرمزي الصامد، في ساحة الصّراع اليومي .
لهذا، و لمعاقبته، في حالة رفضه المساومة مع السلطة، و بيع هممه و مبادئه العليا، يتمّ محاربته بكافة الطرق و الأشكال، أقلّها عنفا، إن حالفه الحظ، و لم يصفّ جسديا، يزجّ به، كمناضل جريء وطني و إنساني و كوني، داخل منافي زنازين التعذيب القسري، و الاعتقال المنسي المظلمة، لعهود طويلة من الزمن .. فيتمّ بذلك لنسق قوى سلطة الدولة، كطبقة سياسية و اجتماعية مهيمنة، التخلّص منه مرحليا، لفترة الصراع المهيّج و الاحتقان السياسيين، محليا و إقليميا، و ذلك لمحو آثار الصوت المضاد، أو الحدّ النهائي من تداعيات التفكير النضالي المخترِق لوجدان الشعوب، دون الحاجة إلى تأشيرات . و من ناحية أخرى، يتمّ لنسق هذه السلطة المهيمِنة، كإجراء احترازي لإرادتها الفعلية الدفينة، محاولة إفراغ العمل النضالي الجاد، من محتواه القوي الفعّال و الإيجابي، كسلطة رمزية مضادة، تستمد قوتها الحقيقية، من قوة الشعب الاجتماعية و التعليمية و الفكرية العميقة، تلك التي أتعبت و قهرت مكونات نسق قوى سلطة الدولة، المتحدث عنها .. و ذلك بتعويض هذا ( المناضِل ) و هؤلاء ( المناضلين )، بعد مرحلة الحبس الجسدي، و القهر و التعذيب النفسي، عن ما يسمى بجبر الضرر . إنه حق يراد به باطل . لأن سلطان السلطة، القادر و الخبير في هذه الأمور ( الدولة )، بذلك التعويض السخي، المادي و المعنوي، ل( مناضلنا ) المحترم، يكون به قد قرّبه منه، و هيأه لخدمته، بل خدمة صانعه الشعبي، بل فرض عليه منطق الاحتواء التدريجي، باسم المصالحة السياسية، ثم تليها تسميات أخرى فيما بعد، من قبيل العدالة الاجتماعية، و السلم الاجتماعي، و الحوار الحضاري .. و الحوار الاجتماعي و .. التوافق السياسي .. إلخ ، ليبقى النضال ( الجرامشي ) الحقيقي، بمعناه "الرمزي" العميق، معلقا إلى أجل غير مسمى .. إلا بعض الاستثناءات النادرة جدا، العابرة للعالم العربي و الإسلامي، على وجه الخصوص . و الآن، هل يمكننا اعتبار هؤلاء ( المناضلين )، غير الأوفياء لمبادئهم الخالصة، و لتاريخهم، و لأفكارهم كثوابت عليا، هؤلاء الذين غيّروا قناعاتهم، و وجهتهم الفكرية، بخلع رداء النضال الحقيقي إلى جانب شعوبهم، كموقع فكري و اجتماعي حقوقي مضاد، و اختيارهم القسري أو الطوعي، ارتداء معطف السلطة، إلى جانب نسقها غير البريء ،، هل يمكن اعتبارهم هنا مرتزقةً ؟؟ أي خضعوا، و قبلوا، منبطحين، ببيع، ما هو غير قابل كمبدأ للبيع، و المساومة، في أصله، من أجل سلطة المال .. و التسلق الاجتماعي .. عبر أقنعة الرمز. إذن، هي عملية ارتزاق بلا شك، بالمفهوم الجديد، الذي سبق أن قدمناه، في بداية هذا المقال . مادام ( نضال ) هم حرّرهم كأشخاص فرادى، ليصبحوا نخبة، تفكر بعيدا في أعلى البرج العاجي، و لم يحرّر شعوبهم كعامة، التي مازالت عرضة للضياع و الاهمال، و عالقة في فخ مزركش، ساهموا في إحكام صنع أقفاله، تنتظر من يحررها من قيودها، في قاع الزجاجة !!
يمكن أن يُرتزق إذن ب( النضال )، كنتيجة حتمية لرؤيتنا أعلاه . لكن، يجب أن لا نعمّم، و نؤكد هنا، على أنه حين يتحوّل ( المناضل المزيّف )، الذي استجاب - لنقُل – لنزوة لاوعيه الشخصي السياسوي الغرائزي الضعيف، من نسق ( النضال الخالص )، إلى نسق السلطة الحاكمة، يصبح ضرورة في حقل مختلف، بل مضاد تماما، و حاملا لتسمية أخرى، هي المرتزِق . لأنه، يكون هنا قد نزع عنه نهائيا، صفة المرجع الأساس المشتركة، و اختار لنفسه صفة الشكل الشخصية الباهتة. فغلّب الفرد على الوطن و الإنسان . مع العلم، أنه كان قادرا على تحقيق عكس المعادلة .
نستثني هنا طبعا الأوفياء لأفكارهم و قناعاتهم و طبقاتهم الاجتماعية، رغم مختلف عناصر التشويش و المضايقات، التي ما يزالون يعانون منها، عبر رحاب العالم بأكمله .

المهم، أن موضوعنا ليس الحديث عن ( النضال و المناضل )، رغم أهميته الراهنية، و إنما سقناه فقط كنموذج حيّ، للتأكيد و البرهنة على مدى الصفة الحربائية، أو على الأصح، مدى زئبقية مفهوم المرتزقة الجدد، في زمننا المخترَق بعولمة الاستهلاك و التمييع الممنهج، كما جاء في عنوان هذا البحث، ليشمل بذلك العديد من المجالات المختلفة، و الحقول المجتمعية العديدة، و حتى تلك التي يمكن أن نتصورها بعيدة كل البعد، عن هذه الآفة الخطيرة . نعني بها هنا : فعل الارتزاق، و هي صفة، ليست بعيدة، من دائرة شقيقتها الظاهرة و الخفية، على مستوى التعاملات الفردية، و الجماعية، و كذلك الاجتماعية، بشكل عام، نقصد بها : ظاهرة الرشوة . فالرّاشي و المرتزِق، عندنا، من أسرة واحدة .. إذا جاز لنا التعبير. كلاهما يتخلى عن مبدئه الأصلي اللانهائي، العابر للتاريخ التأسيسي للحضارة البشرية، المتعلق بكونه مواطن و إنسان، ليستجيب لحاجته الغريزية، المحدودة في الزمان و المكان، كرغبة شخصية، و موقف فردي، موظف كان في الإدارة، أو جندي في ساحة المعركة، أو مدرس في قاعة الدرس .

لا نتحدث هنا طبعا عن الأعمال المهنية، التي هي من صميم الواجب الأخلاقي، التي هي جزء من العقل الأخلاقي للإنسان، كما يقول كانط . لأنها تدخل في سياق مختلف، له علاقة بشخصك أولا، و بمن يعيش معك ( الأسرة كأقل تقدير ) ثانيا . إذن، العمل المهني، كدور وظيفي في المجتمع، ليس منتوج ارتزاق، رغم أنه يكسب صاحبه الرزق المعني، أي المقابل المادي، بالنسبة للشخص العامل، و التعويض الرمزي، بالنسبة للإنسان المسؤول عن أسرته، أولا، و عن وطنه الصغير ثانيا ( مجتمعه )، و عن وطنه الكبير ثالثا ( الإنسانية )، باعتبار هذا الشخص، ما هو حقيقة إلا حلقة، يجب أن تشدّ في باقي حلقات سلسلة الحضارة الإنسانية الطويلة جدا .. و العميقة الأبعاد .
فعمل المواطن المجدّ هنا ( عامل، موظف .. ) هو دعم غير مباشر، لتقوية استمرارية تاريخ تلك الحياة الحضارية للإنسانية، و بالتالي احتفاء و تكريما، و تكريسا حقيقيا لقوة الوجود البشري السليم، بفعّاليته المجدّة و المجتهدة في هذه الحياة . و ليس هدما لها، بإضعافها، و تفتيت أسسها الأولى، كما مارس قديما، و ما يزال يمارسه راهنا الفرد المرتزِق، الذي لا يهمّه في موضوع الحياة، سوى مصلحته الآنية، المرتبطة طبعا بزمانه و مكانه، حيث هو موجود، دون مصلحة أو إسعاد غيره .

لهذا، يعتبر عدم العمل ( العطالة أو التعطيل مثلا )، كوضعية صحية، و تربة خصبة، لاستنبات سلوك عملي مزيّف و مغشوش، الغير مسؤول، و حلقة مفرطة الضعف، في تلك السلسلة ( الذهبية ) الطويلة للحضارة الإنسانية، الآخذة في التطور المستمر. و من تمّ، فلا شك أنه سيكون لوجود هذه الحلقة الضعيف، و لموقعها المرتبك، خاصة في الحقل الأسري، أو المؤسساتي التربوي، و في الجسد المجتمعي ككل، تأثير سلبي عميق، على مستوى نتائج ذلك الفعل العملي و السلوكي "التمويهي" غير المسؤول، و غير البريء، الذي كانت وراءه إرادة ضعيفة، لشخص غير سوي لا محالة . لأن الطبيعة، تفرض و تفترض أن يكون كل الأشخاص أقوياء، يعملون بجدّ و بفعالية، و أيضا بتفان لا نظير له، في العمل الاجتماعي البنّاء الإيجابي، ليس من أجل الاستحقاق المالي المهني، الذي هو حق مشروع، لكن محدود التأثير المراد، يتمّ تسلّمه ضرورة، في كل آخر شهر، أو بعد الانتهاء من واجب أداء أي عمل خاص، يقوم به الشخص ( العامل أو الموظف )، و لكن أيضا، من أجل العمل التضامني الإنساني، على إسعاد الآخر، بدعم البعد التطوري الطبيعي، و تقوية العمق التقدمي المجتمعي البشري، في حياة النوع الإنساني، على هذه الأرض، التي هي ملك لجميع الأجيال .. لهذا، فالجميع مسؤول عن بقائها طبيعية، قوية، و سليمة .
و بالتالي، فالعامل أو الموظف أو الأستاذ أو البرلماني أو الجندي، ليسوا مرتزقين بهذا المعنى، لأن خدماتهم المهنية، في مجتمعاتهم الخاصة، مرتبطة هنا في أصلها، بأجر يتمّ تحصيله ضرورة، كلّما تحقق واجب الأداء المهني المعني، سواء في إطار ما هو عام، أو ما هو شخصي و خاص . غير أن هؤلاء جميعهم، يمكن أيضا في المقابل، أن يتحوّلوا فجأة إلى فئة المرتزقة، في حالة قيامهم بأعمال إضافية لوظائفهم الأصلية، يرتزقون بها على حساب تلويث المبدأ الثابت، و الإساءة ( الضمنية أو المقصودة ) إلى الذات أو إلى الغير. نستحضر هنا مثلا حجم الضرر الكبير، الذي يمكن أن يلحقه الأستاذ ( ة ) المدرس ( ة )، بالتلميذ ( ة ) الفقير، حين يتعمّد إضافة تدريس حصص دراسية، بالمقابل المادي، لتلامذة قسمه أو مؤسسته أو مدينته . فهو هنا مرتزق جديد، بمفهوم أطروحة بحثنا، لأنه يضحّي بمبدأ الدور الإنساني التنويري لفعل التعليم، ضد أخطبوط الجهل و الظلام، مستجيبا لنزوة البحث عن سلطة المال المحدودة الأثر. ليكون الخاسر الأكبر هنا طبعا : هو مستقبل الوطن و الإنسان . باعتبار أن التلميذ (ة) الذي يدفع للمدرس ( ة ) المقابل المالي، للحصة الدراسية المضافة، سيكون هنا الأكثر استعدادا و تأهيلا للتفوق الدراسي، و كذلك الاندماج الإيجابي في حياته الاجتماعية، أفضل من زميله في نفس الفصل، الذي لا يتحمل أدنى مسؤولية فقر أسرته . فيتمّ هنا، إقصاء التلميذ (ة) الفقير ماليا و اجتماعيا، من حركية و فعالية تطور مجتمعه ظلما، و بالتالي، يكون المدرس ( ة ) المرتزق هذا قد كرّس و ساهم، دون وعي منه، في الغالب، في خلق و توسيع إحدى أطراف نواة المجتمع الطبقي الضعيف . و هي عكس الوظيفة البنّاءة، و الرسالة التعليمية النبيلة العميقة، التي من أجلها كانت ولادة موقع المدّرس ( ة ) في المجتمع البشري في كليته .

و في المجال الفلسفي، يمكننا اعتبار موقف الفيلسوف الإغريقي الكبير سقراط، عندما استعد كشخص للموت، و قبوله التاريخي المعروف، بالحكم عليه بالإعدام، من طرف سلطة أثينا، خاصة أنه قدمت له آنذاك، ضمانات مهمة للهروب، و الانفلات بحياته، من سمّ الاعدام، إلا أنه رفض خدمة من أرادوا مساعدته، و استسلم لمصيره المأساوي باختياره، ليضحّي بحياته الآنية، كذات و كإنسان، و كفيلسوف منتج للفكر و القيم، من أجل نيل الحياة الأخرى، ما بعد الموت .
إن الموقف العدمي السقراطي هذا، حسب تحليلنا، يعتبر موقفا ( ارتزاقيا ) بامتياز، لأنه مؤسّس على استدراك غيبي لاهوتي، يقدم فيه سقراط نفسه و حياته، كخدمة أو فعل سلوك إضافي، كان بإمكانه تجنبه، ليبقى شيخ الفلاسفة ( هنا و الآن )، أي في زمن سقراط طبعا، رهن إشارة حياته، كإنسان فيلسوف ينتج الرأي و الحكمة و العلم، قد يكون به عونا إيجابيا، و مساعدا منيرا للآخرين . إذن، تحرر سقراط من حياته الحسية و الجسدية، لينال حياة رمزية في ما بعد الموت . أليست هذه معادلة ( ارتزاقية )، طمع صاحبُها في مكسب زائد، لكنه، هذه المرة مكسب يحركه أساسا المنطق الديني المتواري، خلف الوجه الفلسفي لشيخنا .. حتى قبل ميلاد الديانة المسيحية ؟
لعله هنا، تخلّص من حياته الجسدية، و تخلص أيضا من نفسه المتعبة، كذات تفكر، و كفيلسوف ذكي و حكيم، متيقنا طبعا أن روحه سترحل محلقة إلى السماء، و قدمها كقربان لآلهة الغياب . و بالتالي، يكون شيخ الفلاسفة سقراط، في هذه الحالة، و انسجاما مع طروحات العديد من الباحثين، و الدارسين في مجالنا، قد ساوم اختيارا و طوعا، بين حياته الحسية على الأرض، و حياته الرمزية الأخرى، المرتقبة في ما بعد مماته . إن هذا النوع من التفكير الاعتقادي الإستباقي عند سقراط، أدى بصفة آلية إلى التسريع بوأد حياة التفكير الفلسفي التراجيدي الخالص، حسب نيتشه، و الذي لم يكن في حينه، قد تخطى بعد عتبة بداية المهد الفلسفي التأسيسي، كفعل تأملي عقلاني، وجودي و طبيعي، كما مارسه الفلاسفة الطبيعيين، و الفيتاغوريين وغيرهم . و من تمّ، اعتبر موقف سقراط هذا، المفرط في حساسيته الغيبية ( الارتزاقية )، موقفا مؤسسا لمسار فلسفي ميتافيزيقي مفارِق، في مقابل النظر التفكيري الفلسفي المحايِث، الذي كان سائدا قبله، كما سلفنا، أو حتى في زمنه، مع الفلاسفة السوفسطائيين خاصة .. إذا جاز لنا استعمال عبارات دولوز، في سياق غير سياق فيلسوف الاختلاف .





#محمد_بقوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعشاش لاحمة
- مفهوم الدولة في مادة الفلسفة المقررة بالبرنامج الدراسي للباك ...
- وقفة احتجاجية شعبية ضد تواطؤ لوبي العقار مع الإدارة في أكادا ...
- عودة إلى علاقة السلطة بالحقل التعليمي
- مسألة المثقف في تصور بيير بورديو
- الأصول الفلسفية لمفهوم الهابتوس عند بيير بورديو
- عنف المؤسسة التربوية ضد التلميذ
- السؤال الملتحي ربيعا
- نص إبداعي : الوزير المغربي المحترم و عودة الفيلسوف نيتشه
- حدث إبداعي شعري عالمي بصوت طفولي بمدرسة البساتين أيت ملول ( ...
- أمكنة ناطقة ( 7 ) : راس الما.. عبر الأبواب الزرقاء المعلقة - ...
- أمكنة ناطقة ( 6 ) : مقبرة الأندلس أو شتائل -لاغلاغ- الشجرية
- قراءة في كتاب ( الفكر الجذري - أطروحة موت الواقع - ) لجان بو ...
- قراءة في كتاب : ( مواقع - حوارات ) لجاك ديريدا
- قراءة في كتاب : ( التراث و الهوية ) لعبد السلام بنعبد العالي
- قراءة في كتاب : ( المتن الرشدي ) لجمال الدين العلوي
- قراءة في كتاب ( حوار فلسفي ) لمحمد وقيدي
- فلسفة جيل دولوز عن الوجود والاختلاف ( للكاتب عادل حد جامي )
- أمكنة ناطقة ( 5 ) : تبارين.. أو معوزفة السنونو
- الفلسفة و الابداع : البعد الفلسفي في الكلمة الغنائية لمجموعة ...


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد بقوح - المرتزقة الجدد ، وجهة نظر فلسفية