أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي














المزيد.....

استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



درجت السلطة العراقية على اتخاذ نهج تصالحي لتوطيد العلاقات مع جميع دول العالم حتى التي تعمل على إيذاء الشعب العراقي، إن كان تلك الدول تقوم بالتحريض على إسقاط السلطة عبر عملية سياسية أو الدفع لاستشراء وتصاعد عمليات الإرهاب من خلال تمويل المنظمات الإرهابية وتسهيل عمليات الالتحاق بها لمن يرغب بالقتال داخل العراق. ودائما ما مثلت محاولات تحسين وتوطيد العلاقات التي تقوم بها السلطة العراقية، باب واسع لتقديم تنازلات سخية، سياسية كانت أم اقتصادية، أرضاء لتلك الدول وحكامها، ولكن الملاحظ إن جميع تلك المحاولات لم تؤتي اكولها حتى اليوم ،ولنا في العلاقة مع السعودية مثال لا تحسد عليه حكومتنا.
واحدة من تلك الإجراءات التي تلجأ أليها تلك البلدان وتستغل بها رغبة السلطات العراقية بإعادة العلاقات أو توطيدها هو الضغط في موضوعة رعاياها الملقى القبض عليهم والمودعين في السجون العراقية. حيث تطالب العديد من تلك البلدان ، وبالذات العربية منها،بتسليم رعاياها والسماح بعودتهم لأوطانهم مهما بلغت درجة الأحكام الصادرة بحقهم وبغض النظر عن الأسباب التي تم بموجبها إيداعهم السجون .بالرغم من عدم وجود معاهدات واتفاقيات مع الجانب العراقي لتبادل السجناء.
يوجد في السجون العراقية عدد ليس بالقليل من مختلف الجنسيات، ولم تنفذ الأحكام الصادرة بحقهم لحد الآن ومنهم أعداد من الأردنيين المتهمين بالإرهاب، صدرت بحقهم أحكام ثقيلة منها الإعدام، على خلفية مشاركتهم في تنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها العشرات من العراقيين، ورغم صدور تلك الأحكام بعد تدوين الاعترافات والتحقيق الذي استغرق فترة طويلة وتم خلاله كشف الدلالة. فان السلطات الأردنية لا تعترف بهذه النتائج وبقرارات القضاء والقانون العراقي، ولا تقبل بما يصدر عنه. وبشكل مستمر حالها حال باقي الدول العربية. وتصر على وجوب إطلاق سراح هؤلاء وتسليمهم للحكومة الأردنية، التي تدعي أنها فقط وليس غيرها من يمتلك سلطة القرار على أبناء بلدها، حتى وهم يتواجدون خارج بلدهم، وان واجب الحكومة العراقية الاعتراف بهذا الحق.
الحكومة العراقية تفتقد مثل هذه الأعراف وليس في وارد مؤسساتها الدبلوماسية العمل بذات المنطق الذي يجعلها قادرة على مواجهة مثل هذا الموقف من قبل الأردن أو غيره ، ليس فقط في مسألة المطالبة بالسجناء أو الرعايا، وإنما بما يتخذه من إجراءات أخرى غير معنية بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية وحسن الجوار. فالتعامل الأردني دائما ما يتعدى حدود اللياقة ويتجاوز بالمطلق أية أعراف للتعامل والتعاون بين بلدين يجمعهما الكثير من المتشابهات. والشعب الأردني مثل حكوماته غير راضي عن ما يقدم له من مساعدات ومنح وهبات يغدقها العراق عليهم مثل السعر التفضيلي للنفط وتنشيط التجارة عبر ميناء العقبة واستيراد البضائع وتشغيل رؤوس الأموال، لا بل يعد كل ذلك نوعا من ضرائب واستحقاقات توجب العراقي على دفع فواتيرها، ودون ذلك فسوف يقوم الأردن بفتح أبواب جهنم عليه. ودائما ما واجه العراق إصرار، وتعمد على إنكار تلك الهبات والعطايا، ومواجهة الكرم العراقي باحتضان جميع ومختلف أعداء العراق، وتقديم التسهيلات لهم للعمل على تقويض العملية السياسية والإضرار بعموم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وكأن هذا الموقف يبنى على حقد تاريخي متأصل وردة فعل راكدة في العقل الأردني تشكلت على خلفية الإطاحة بالنظام الملكي في العراق عام 58 ومن ثم إعدام عراب وراعي السلطة والنقابات ووسائل الإعلام والعشائر الأردنية المقبور صدام حسين.
في مقابل المطالبات الأردنية برعاياه في السجون العراقية رغم تلطخ أياديهم بالدم العراقي، لم نجد من السلطات العراقية ما يواكب الأحداث ويتعامل بذات النهج ويطالب بالرعايا العراقيين القابعين في السجون الأردنية، وخير مثال ما حدث لساجدة الريشاوي وزياد الكربولي. فبالرغم من كونهما استحقا الإعدام، كان المفترض أن يقوم العراق بالمطالبة بهما لينالا عقابهما فيه كونهما من رعاياه، ولكن لم يكن للعراق وحكومته أي تدخل أو محل للإعراب في مشهد محاكمتهما وأخيرا إعدامهما، فهل يا ترى تستطيع الحكومة العراقية معاملة السجناء الأردنيين من المحكومين بالإعدام بمثل ما عومل ويعامل السجين العراقي في الأردن. وبعد الجريمة البشعة التي ارتكبها رجال داعش بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة فهل يتغير إيقاع التعامل الأردني مع العراق، ويكون هناك أيضا عدم ممانعة من إعدام المجرمين القابعين في السجون العراقية وجلهم من حثالة منظمات القاعدة وداعش .



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة المساعدات الأمريكية لمنظمة داعش
- في النجف هناك من يبغض الحب
- الاستثمار ودواعش مدن وسط وجنوب العراق
- شخصية المالكي لا تسمح له قبول الهزيمة
- ما الذي تستطيع فعله لجنة التحقيق في سقوط محافظة الموصل
- هلموا نتقاسم وطن
- مشهد أخر في نشوة القتامة وردع الأمل
- مقترح مشروع المنظمة العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
- عواصم للثقافة، مشهد في نشوة القتامة و ردع الأمل
- الغاية من رواية طائرات سوخوي الداعشية
- هل يستطيع السيد العبادي تنفيذ برنامجه الوزاري
- داعش وأفلام الأكشن
- الدواعش في إدارات الجيش العراقي
- نحو مجزرة سبايكر جديدة
- العراق، خيار التوافقية بديلا عن صناديق الاقتراع
- تركة ثقيلة عافها المالكي للعبادي وجميع العراقيين
- سليم الجبوري خيار خائب لتصعيد حالة الاستعصاء
- الولايات المتحدة الأمريكية وتفكيك عقد العراق المستعصية
- من يحال إلى المحاكم بعد الهزيمة
- الترشح لرئاسة الوزراء بين هواة السياسة ورجال التكنوقراط


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي