أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد سليمان - لكن لماذا لا يكون - عراق جديد- في كُردستان














المزيد.....

لكن لماذا لا يكون - عراق جديد- في كُردستان


خالد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:39
المحور: القضية الكردية
    


الغالبية العربية، وفي مقدمتها نخب السياسة والثقافة ، تتفق على نحو غير ملتبس بأن وضع كردستان العراق هو "تعرفة " إسرائيلية ضد العراق " العربي " .وترى في تأصيل العنف الدموي باسم المقاومة ،الوطنية والأصالة ، لكنها لاترى في تطوير الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في كردستان إلاّ بوادر أولية لسيطرة إسرائيل على العراق . بعد زيارة وفد من السنة إلى كُردستان للتشاور مع القيادة الكردية حول التعديلات المفترضة على الدستور العراقي قال السيد صالح المطلك رئيس " مجلس الحوار الوطني " :
( القادة العراقيين والرئيس جلال طالباني، الذين اتخذوا من الدول العربية مركزاً لتنسيق الجهود مع الاميركيين لإسقاط نظام صدام حسين «وتآمروا على العراق يدخلون الآن في سجال سياسي مع العرب». وزاد: «العرب السنّة والشيعة يؤيدون اقامة أوثق العلاقات مع العالم العربي ونحن نؤمن بأن العرب هم العمق الاستراتيجي المصيري، أما الاكراد والشيعة الصفوية، فهما ضد العرب وانتماء العراقيين الى العروبة». وحذر من تحول اقليم كردستان الى اسرائيل ثانية في المنطقة. وقال: «الصهيونية تتغلغل في كردستان اقتصادياً واستخباراتياً في الوقت الحاضر والكل يتفرج». وزاد ان «الخطة الاسرائيلية - الاميركية في العراق اتضح القليل من معالمها الآن، لكن المستقبل يحمل ما هو خطير وفي المقدمة دخول اسرائيل شريكاً قوياً للدول الاقليمية». واعتبر ان «التآمر على الحكم المركزي في البلاد هدفه تمكين هذه الخطة الاسرائيلية - الاميركية على الارض" ) باسل محمد الحياة 07/09/05
لقد عبر السيد " المطلك " عن رأي الغالبية ونفض الغبار عن مشروع الوطنية المفترض لعراق ما بعد صدام ، ذلك ان اتهام الكُرد وعلاقتهم بإسرائيل بعدما كان سجالاً في الأوساط العربية القومية ، تحول الآن إلى الأوساط العراقية " السنية " واصبحت فكرة صَهيَنةُ الكُرد مقولة عربية عامة ولها رواجها السياسي . وهذا الإستحواذ القومي على الحياة السياسية في البلاد ، والذي يريد تخوين الجميع ، إنما يراد به " تعريب " المشكلة العراقية من خلال شعارات تستعير مصادرها الآيديولوجية من تراث شعبوي . فالتجربة الكردية في الإدارة والحكم خلال هذه الفترة الأخيرة ، والتي ، رغم إنتكاستها الداخلية في العقد الماضي ، انها التجربة الأكثر تقدماً في المنطقة ، ذلك باعتمادها مبدأ التحديث الإقتصادي والإجتماعي وإعادة إعمار البلاد بامكانات ذاتية وإبعاد شبح الأُصولية ، ناهيك عن هامش واسع من حرية التعبير والرأي والصحافة المستقلة . كل هذه الأُمور التي يفتقد لها العالم العربي باستثناء " لبنان المتهم " أيضاً ، لا تشكل أية أهمية بالنسبة للأوساط القومية العربية . وقد أضاف السيد المطلك هذه المرة مصطلحاً جديداً إلى القاموس السياسي القومي وهو التغلغل الإسرائيلي في كردستان " إقتصادياً " . حتى الأمس كان "القصد العربي " من الإشارة إلى الدور الإسرائيلي في كردستان يركز على الجانب الإستخباراتي وكان تقرير الصحفي الأمريكي " سيمون هيرش " في مجلة نيووركر في العام الماضي (2004) قد حرّض الأوساط العربية مجدداً حول الموضوع ذاته . لكن المسألة تتجاوز ذلك هذه المرة وتأخذ طابعاً إقتصادياً حسبما يذهب إليها رئيس " مجلس الحوار الوطني " ، فالمشهد الإقتصادي المتمثل بعمليات إعادة الأعمار وتنشيط الحركة السياحية والعقارية في كردستان ما هو إلاّ "خراب " تمليه إسرائيل على البلاد برأيه . أيعقل تحليل كهذا ، هل يريد السيد المطلك ومعه اصحاب نظريات المقاومة تحويل المدن الكردية إلى " الخرابة " كي تثبت حضورها على خارطة " الوطنية " ، ما هي الأشياء الملزمة على الكُرد في " العراق الجديد " ؟
وحتى داخل البرلمان العراقي وبرنامج حكومته السياسي ، دافع النواب الكرد عن حقوق المواطنة العراقية وهوية الدولة العصرية أكثر من أي هدف آخر .لقد حاولت الكتلة الكردستانية في الجمعية الوطنية خلال جميع مداولاتها إبقاء العراق كدولة علمانية والوقوف ضد محاولات كتلة الإئتلاف العراقي " الشيعي " لتغيير قانون الأحوال المدنية وحقوق الطفولة والأُمومة . والحال هذه ، فإن القيادة الكردية هي التي دعت للمصالحة الوطنية بين فئات المجتمع العراقي وإعفاء البعثيين الذين لم يرتكبو الجرائم بحق لشعب العراقي من تاريخهم السياسي .ألا تخدم هذه الأهداف البلد اكثر من تطئيفه وفق شعارات قروسطية تحرض الجميع ضد الجميع .
كثيرة جداً تلك الدلائل التي تعزز الرغبة الكُردية لإصلاح العراق ، كما تم إصلاح كردستان . لكن التُهم كثيرة أيضاً وصفة الصَهيَنَة أصبحت لصيقة بالوعي العروبي اليومي تجاه اي مشروع لا يناسب العصبية القومية . فسؤال مثل مَن يسيطر على العراق ، " المقاومة البعثية " أم " الزرقاوية " أم شيوخ هيئة العلماء أم الأئمة ، ليست له أهمية تذكر أمام عروبة العراق .
في كردستان أمن المواطن قبل كل شيء ، وهذا ما يحتاجه العراق قبل كل شيء أيضاً . فلماذا لا يكون هناك " عراق جديد " في كردستان ، بدل " إسرائيل جديدة " فيها ، ذلك أن هوية البلاد يقررها أمن المواطن وأوضاعه وليست الشعارات .



#خالد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخطاء ، عندما ترتكب باسم القومية
- صَهيَنَةُ الكُرد ...لماذا؟
- لماذا لا يصدّق المثقفون العرب ماساة الجارالكردي؟
- ليلة دفنوا الأكراد...إعترافات حفّار
- مقبرة الفوانيس لشيركو بيكه س : عندما تشترط المأساة على اللغة ...
- بورتريه خلفي لمدينة مونتريال...العالم الثالث الكندي الذي لاي ...
- فرهاد شاكلي :خرج من كردستان غاضباً من المؤتلف الشعري واسترد ...
- أي أدب يُصور الكارثة ...آسيا بطلاً جغرافياً لحزن مطلق
- التقليم المُراد في الثقافة - الاخوانية - ومبدأ تخوين الشيعة
- المثقف الكردي ... الموقف من الذات أولاً
- الهروب من الحرية
- الأنفال …مصيرالانسان في يوميات القتل البعثي وإحتفالات الكتما ...
- بورتريه تركي في حرب الكوة الصغيرة في العراق
- أدب كردي جديد يظهر في العراق


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - خالد سليمان - لكن لماذا لا يكون - عراق جديد- في كُردستان