أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القاعدة الفكرية والأجتماعية















المزيد.....

القاعدة الفكرية والأجتماعية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4728 - 2015 / 2 / 22 - 23:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعرف القاعدة الفكرية والأجتماعية بأنها مجموعة القيم والمعارف والمحددات التي صاغها المجتمع بعد التجربة وأتخذ منها ضوابط ملزمة ومعايير قياسية في تحديد نظرته للمناسب والمتناسب مع وضع المجتمع ورؤاها العامة والخاصة ,وتكون عادة هذه القاعدة عرضة للتغيير والتطور والتحديد بضغط عوامل الزمن والأرتقاء الفكري الكامن غي أساس ما يختزن من أفكار , أذن القاعدة هذه تتميز يالشمولية والعمومية والقياسية والنسبية وقدرة على التجدد والتحديث من خلال العامل الذاتي الكامن فيها .
قد تكون هذه القاعدة في جزء منها أتفاقية في الأنتاج والتمسك وقد تكون في جزء أخر تسليمية طبيعية وقد تكون أيضا عبارة عن التأثر والتفاعل مع محددات خارجية لها قدرة على أن تكون مقنعة في القبول بها , فهي بالأول والأخر مجموع متعدد من رؤى وأفكار ومعتقدات ونتاج تجارب أمن بها المجتمع أو السواد الأعظم منه وتعاقد بموجب رضا واقعي أو ضمني أن تكون خط مشترك وجماعي ملزم ولو أدبيا أو أخلاقيا للسلوكيات البينية بين أفراده أولا وبين أفراده والأخر.
اذن القواعد الفكرية والاجتماعية هي التي تصوغ أو تصيغ صورة ودور ورسم حركة رأس المال وترسم أيضا المدارات الفلكية التي سيسير عليها في سعيه لتثمير ذاته معززا بالأمكانيات البشرية التي تقوده ,ليعود ويمارس دوره في عكس هذه القيم ويظهر مقدرتها أو عجزها أن تكون فاعلة أو متفاعلة مع رغبة المجتمع بالنطور والتحديث ومن ثم الإصلاح الشمولي للواقع الوجودي , هذه القواعد من جهة نقود رأس المال لتنفيذ فكرتها في الحرية المطلقة في العمل وحق الإنسان المطلق فيه بشرط أن لا يدخل ولا يقترب من الأقلي المحرم كي لا يصاب رأس المال في مشروعيته التي سوف تتناقص قيمته المعصومة بالحفظ بالقدر الذي ينتهك في المحذور والمحظور .
هذه القواعد تصون حقين معا الأول حق العمل وحق الأستثمار وحق التطور والتجدد من جهة مالك رأس المال ومن جهة ثانية تحفظ للمال السلطانية والمعصوميو والحفظ في مواجهة الأعتداء الغيري ,فهي تعمل على جماية المجتمع من خلال التنظيم وترتيب العلاقات والارتباطات المجتمعية على تسير وفق نمطية متفق عليها أو متواقث عليها ومن ثم تأمين للأستقرار الأجتماعي الذي هو أساس مهم من أسس العملية الأقتصادية الأجتماعية الناجحة .
نعود لنتعرف عن قرب عن هذه القواعد ومنطقها ومنطلقها التكوينية وكيف لها أن تفرض شروطها ومستلزماتها على رأس المال ,من المعروف في الفكر الأجتماعي إن القيم والمعارف والثقافة الأجتماعية ليست خيارا يمكن طرحة في وقت ما ليتم التوافق عليه بالشكل الذي يطرح به مثلا مشروع قانون أو أتفاقية ما للتصويت الشعبي أو الأستفتاء ,بل هو تراكم طبيعي مرهون بعوامل التكوين الطبيعية ,تبدأ الافكار بتأمل وملاحظات ثم تجربة ثم اثرار ثم شيوع بالتعامل إلى أن تترسخ في ضمير المجتمع ,فهي خيار طبيعي لكنه بحاجة إلى الزمن .
في قسم من هذه القواعد قد تنشأ نتيجة تدخل خارجي أو من خلال فرض محدد نتيجة تبدلات وتحولات ثورية أو إنقلابية قد تطيح بالقواعد السابقة لها وتنشا قواعد جديدة على ركام الماضي , الدين واحد من الأمثلة التي تجدد في تأسيس القواعد , وأحيانا الإنقلابات الفكرية والأجتماعية العنيفة شكل أخر مثل أثار الثورة الفرنسية , أو قد تنشأ مرافقة لتطور مفاهيم مادية تهز أسس القواعد القديمة لأنها لم تعد تصلح للمواكبة فترض عليه موت للقواعد القديمة كما حصل نتيجة التغيرات الدراماتيكية المرافقة للثورة الصناعية في شمال غرب أوربا .
هذه التطورات مرات تقود إلى تطوير القيم القديمة الصالحة ومحاولة بناء قيم أكثر قدرة على المسايرة مع الفلسفة الحادثة كما في الدين ولكنها لا تلغي كامل المنظومة برمتها والتغيير هنا يتم من خلال أستهداف عوامل الخيرية والأحسنية وتحتكم في التنازع إلى قيم الإنسان الفطرية والطبيعية كمثال , تتخذ مسرى عنفيا قهريا يجبر الناس على التبدل والتحول نحو القيم الجديدة ومحاربة القديمة وأعتبارها شر لا يمكن التسامح معه حتى لو كان في جزء منه يمكن البناء عليه وهذا ما حصل أبان الثورة الفرنسية وغيرها من الأحداث التاريخية التي تميزت بالحولات الجذرية .
هناك النوع الثالث الذي يدع الأفكار لوحدها أن تتخذ طريقا في منح صلاحيتها الذاتية لنفسها عندما تحاصر القديم بالجديد وتترك للناس الحق في التعامل معها بما تفرضه من قوة فعلية تتخلخل أركان الوعي والضمير الإنساني , لكنها أيضا لا تستخدم القوة العتفية ولكن تتخذ من الإلجاء طريق عندما تنتشر في كل المداخل والمخارج لتشرح أحقيتها بالممارسة والتجسيد على أرض الواقع الوجودي .
في كل الحالات لا يمكن لنا أن نتجاوز الإرث الماضوي حتى لو أعتقدنا أننا نريد ذلك وتبقى القيم القديمة ساكنة أو قليلة الفاعلية ليقضي عليه الزمن بأستحقاق التجديد والرغبة في التعامل معه على أنه الأفضل والأحسن , القاعدة الفكرية أذا ولكونها أجتماعية تلزم الإنسان بدرجات متفاوتة على التعامل معها على أنها إرادة مجتمع وتجربته الخاصة وبالتالي حتى يكون متوافقثا معها عليه أن ينصاع كليا أو بدرجة ما معها ليس هو فقط بل كل متعلق به ومنه أحكام المال ورأس المال .
إذا رأس المال هنا ليس حرا بما فيه الكفاية ليكون عامل تحكم في المجتمع نعم ممكن أن يكون عامل مؤثر ومهم وضروري لكن لا يمكن عده متحكما إلا بضعف وعياب القيم الفكرية والأجتماعية , في مجتمع غالبيته يؤمن بالدين ويتعبد بمفاهيمه لا يمكن لرأس المال إلا أن يخضع لهذه القواعد التي هي تصور وترسم له طريق الحركة وفق القواعد التالية :.
• المال ورأس المال محترم ومصان وضروري ومؤمن في ظل التوافق بين المصلحة الشخصية المحترمة وبين حق المجتمع في الحفاظ على كيانه .
• حق الملكية مباح لأقصى حد ممكن وحق العمل ليس بمعنى حق تفضلي بل حق بمستوى والواجب وكلاهما لا حدود لهما إلا ما ينتهك قاعدة الحرام الأقلي .
• على المجتمع أن يقوم بتمكين المالك والعامل من التمتع بحق ما منح لهم من سلطان طالما أنهما ملتزمان بشروط العقد الأجتماعي ,وهذا لايعني أن خلاف ذلك يباح الحق للأعتداء ولكن سوف تقل المعصومية والمسئولية المقابلة بنفس المقدار في التخلف .
• على المجتمع أن يبين بوضوح وبشكل صريح لا تأويل فيه حدود المحرم الأقلي لكي يكون للأكثري المحلل القيمة الباقية من مساحة الحرية وبذلك يضمن للمالك والعامل أن لا يقع في حدجود المسائلة .
• يؤمن المجتمع أن دور المال دور مهم في ترقية القيم الروحية , وأن هذه القيم لا بد أن تنحو منحى ترشيد العمل وتثمير المال لتتوافق النظرة الأجتماعية الكاملة مع هدف وجود المال ورأس المال لضمان أيضا سلاسة وحرية الحركة البينية له .
هذه القواعد والأسس التي على القواعد الأجتماعية أن تفعلها وتتمنهج عليها كي يمارس المال عموما ورأس المال خصوصا دوره الوجودي من غير تعقيد وبالمساحة الكاملة التي يستطيع من خلالها أن يتحرك في عملية التثمير والتجديد والتطوير ويعود ليمارس دوره التعزيزي لقيم المجتمع .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المال ورأس المال ح1
- المال ورأس المال ح2
- المال ورأس المال في النص الديني
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح1
- إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح1
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح2
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح2
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح1
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القاعدة الفكرية والأجتماعية