أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - لا خلاص للعراق وشعبه إلا ب














المزيد.....

لا خلاص للعراق وشعبه إلا ب


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 20:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن خطر الطائفية التي تجذَّرت وتعمقت في العراق لا يقل عن بقية المخاطر التي يواجهها حاضرا ومستقبلا بل هي الخطر الأكبر و مصدر كل الأخطار والدمار ، لأنها تسعى إلى إعادة كتابة تاريخ الوطن والمجتمع بطريقة تقوم على أساس الفكر والخطاب الطائفي الانفعالي ، واستنفار الصراعات ، وإشعال الفتن ، وتغليب المصالح الطائفية على مصلحة الوطن ، وتفتيت النسيج المجتمعي ، وتقطيع أواصر الوحدة والتماسك والمحبة ، وإشاعة الفوضى والأزمات التي تتغذى وتعتاش عليها ، وتغييب الهوية الجامعة التي تنعم بأبوتها كل مكونات المجتمع ، وتسمح بحرية التفكير والتعبير ، على عكس الهوية الطائفية التي هي عبارة عن "دوغماتية" مغلقة وتشدد وتعصب وتحجر فكري وسلوكي تحيط نفسها بسور يدفع بها نحو الانغلاق والتقوقع فتشعر واهمة بأنها الحقيقة المطلقة التي يبغي أن يذعن إليها الجميع ولو قسرا مما يدعوها إلى ممارسة العنف والقمع والتكفير وإلغاء الآخر ، ولذلك نجد أن مَن يتبنى الطائفية (فكر ومنهجا وسلوكا) لا يملك إلا قناعات وأفكار ورؤى جامدة لا تنطلق به نحو آفاق الحياة الواسعة وثقافة التعايش السلمي واحترام الآخر ، فهو دائما يعيش حالة الخوف من الآخر ولهذا يعمد الطائفيون دائما إلى تغذية قواعدهم بثقافة مضطربة تقوم على أساس الغلبة وتقديم المصالح الفئوية على المصالح العامة ، وكما أن للطائفية آثار وخيمة وكارثية على المجتمع عموما إلا أنها سرطان ينخر بجسد وعقل من يتبناها فهي تلغي العقل والفكر والنظر والتدبر بل تقلب الموازين والحقائق ، وتلتف حتى على معتقداتها لأن ما يرتبط بالطائفة والطائفية ما هو إلا شماعة يمرر من خلالها الطائفيون مخططاتهم وأجنداتهم ومصالحهم الشخصية فيصبح الصادق كاذب والفاسد صالح ، والقتل والتهجير والتكفير انتصارا للمذهب.
ما مر ويمر به بلاد الرافدين من أزمات واحتقانات وفتن وقتل وتهجير وفساد وانعدام الأمن والأمان وتردى في الجوانب الخدمية والسياسية وغيرها ومحرقة لا تبقي ولا تذر هي من إفرازات التوجه والتحكم الطائفي الذي يسيطر على المواقف والقرارات والتوجهات، وهذا ما أشار إليه السيد الصرخي الحسني بقوله :
((عندما تكون الطائفية هي الحاكمة لما تكون الطائفية والمذهبية وشيطان الطائفية وشيطان المذهب هو الحاكم وهو المسير للأمور وهو المؤصل للقتل والتقتيل والإجرام والتكفير ، ماذا يحصل ؟ يلغى العقل لا يوجد فكر يكون المعروف منكراً ويكون المنكر معروفاً ، يرون المعروف منكراً المنكر معروفاً فيعمل المنكر يعمل القبائح يقتل الأبرياء ، يسحل الجثث يحرق الجثث يعتدي على الأعراض يفجر الناس))، فقد أثبتت التجربة أن المشروع الطائفي فاشل مدمر مهلك محرق قاد ويقود البلد من نار إلى نار ومن محرقة إلى محرقة فلا أهل هذه الطائفة منعمون ولا أهل تلك الطائفة منعمون، الجميع احترق ويحترق بنارها، فإلى متى يبقى العراق وشعبه حطب نار الطائفية التي يؤججها الرموز الدينية والسياسية من هذا الطرف أو ذاك للحفاظ على وجودهم ومصالحهم الشخصية الضيقة، ليعلم العراقيين أن أقطاب الطائفية جوازتهم حاضرة، وقصورهم التي بنوها في الخارج مكتملة، فهم قد اعدوا العدة للهروب فيما لو اقترب الخطر من بيوتهم، ويتركونكم تواجهون الموت...
إذا ما أراد العراقيون الخلاص عليهم، أن ينفضوا عنهم غبار الطائفية النتنة، ويتقيَّؤا سمومها التي تجرعوها خلال هذه الفترة، وينزعوا جلبابها، ويكسروا قيدوها،ويذبحوا الطائفية النتنة بسكين الهوية الوطنية الحقيقية الصادقة وليس الوطنية المصطنعة الإعلامية الفارغة، فلا خلاص إلا يرفع لواء "أنا ضد الطائفية" بالقول والعمل الصادق...
قال المرجع الصرخي :
لنحكي لنقول لنهتف لنكتب لننقش لنرسم جميعاً
أنا عراقي ........ أحب العراق وشعب العراق
أنا عراقي ........ أحب أرض الأنبياء وشعب الأوصياء
أنا عراقي ........ أوالي العراق ... أوالي العراق ... أوالي العراق



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين منهج علي...، وجحيم الطائفيين.
- إستراتيجية القضاء على المليشيات.
- رمتني بدائها وانسلت، داعش أنموذجا
- مَنْ جاء ب-داعش-؟!!!.
- ارض السواد صارت حمراء...أوقفوا سفك الدماء.
- نازحون مُعَذَّبون، وزعماء صامتون.
- رسالةُ نازحٍ.


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - لا خلاص للعراق وشعبه إلا ب