أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سالم - العرب في مرآة ملوك الطوائف في الأندلس















المزيد.....

العرب في مرآة ملوك الطوائف في الأندلس


خالد سالم
أستاذ جامعي

(Khaled Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"لكنها تدور"

العرب في مرآة ملوك الطوائف في الأندلس
د.خالد سالم
من المفزع اليوم أن نرى حالة التوازي بين حكام عرب اليوم وأمراء ممالك الطوائف في الأندلس، انطلاقًا من التساوي في عدد تلك الممالك ودول اليوم، وصولاً إلى التمزق إلى فرق ونحل ومذاهب وعرقيات يتوجها الاستقواء بالخارج وتنفيذ مخططاته، ما يجعل المراقب يتوقف أمام هذه العقلية المنحرفة، العقلية التي ترى الشر وتندفع وراءه كالفراش في سعيه نحو النار ليحترق فيها. ظل هكذا وضع ملوك الطوائف في الأندلس حوالي أربعة قرون، أي ما يقرب من نصف فترة التواجد العربي الإسلامي في شبه جزيرة أيبيريا، التي امتدت من سقوط عاصمة الخلافة في قرطبة، مطلع القرن الثامن، حتى سقوط أخر معقل عربي إسلامي في الأندلس، غرناطة، منتصف الخامس عشر.
إن أحداثًا جسامًا تقع اليوم تجدها نسخة لأخريات قام بها جهابذة العرب والمسلمين في الأندلس استرضاء للحكام الأجانب وحفاظًا على سُدَد حكم يأتي عليها الزمن والبشر مهما طال أمدهم فيها، بطريقة مخزية يعتليها العار. ولعل ما حدث لبعضهم في ثورات الربيع العربي الموؤدة خير مثال. كلٌّ كان له مبره الشخصي والجمعي، إلى درجة أن بعض ملوك الطوائف بعث بابنته إلى أحد ملوك الممالك المسيحية في الشمال لدرء خطر غزو مملكته البائسة وبالتالي الاطاحة به من سدة حكم يخيم عليها العار من الجهات الأربعة.
اليوم لا تفتقر مواقف الحكام العرب، الذين تسمروا في كراسيهم ببراغٍ طويلة نافذة، إلى وجاهة شخصية وجمعية من وجهة نظرهم، وذلك في استقوائهم بالعواصم الغربية وأجهزتها الاستخبارية. الكل يريد أن يقضي على الكل لمجرد هفوة أو زلة لسان في بيان أو تصريح أوتسريب.
تأملوا ما حدث لمصر في الأيام الأخيرة منذ وفاة عاهل السعودية، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتوارد تسريبات من مكتب وزير دفاع مصر حينها ورئيسها الحالي ، والآن التسريب المزعوم الأخير حول دول مصر في ليبيا. الكل تكالب على مصر لمجرد أن قامت بدك مواقع تنظيم داعش في ليبيا وطلبها من مجلس الأمن الدولي أن يتخذ موقفًا مما يحدث في هذا البلد بعد مقتل واحد وعشرين مصريًا على يد هذا التنظيم في ليبيا الأسبوع الماضي، وكيف تجاسرت القاهرة على انتقاد الدوحة لموقفها من الهجوم المصري على داعش في ليبيا. وسواء اتفقت أو اختلفت مع ما حدث فمصر لا تتحمل هذا ترف التآمر من الأشقاء.
قامت الدنيا ولم تقعد من الكثير من دول الجوار العربية وانهالت تصريحات خنق مصر اقتصاديًا للتسريبات التي طالت دول الخليج، وكأننا أمام تطبيق عملي للمثل الشعبي المصري "العجل وقع كثرت سكاكينه"، أو الخليجي " إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه"، بلا رحمة ولا هوادة، وكأن مصير شعب عربي يحدده تسريب أو عملية عسكرية ضد فرقة ضالة. ربما كان لمصر أن تسلك مسلكًا آخر لكن داعش بقتله للشباب الأقباط صب مزيدًا من الزيت على نار الوضع الصعب في مصر. مصر لا تتحمل هذه المؤامرات الخسيسة، فيكفيها مشكلاتها الداخلية التي تجرجر بعهضها جراء سخائها تجاه القضايا القومية العربية.
هذا الداء، داء التآمر، تفشى في قصور الحكم العربية منذ أن قام العراق بغزو الكويت واستقوت دول الخليج بالغرب لتحرير الكويت. سنتئذ، وكالعادة، لم يفتقر موقف دول الخليج العربية إلى الوجاهة. كان من الأفضل الاستقواء بالداخل بتفعيل المعاهدات العربية وقصر عملية التحرير على قوات عربية أو اعطاء بغداد الفرصة للتراجع عن الغزو، وهو ما كانت تنتويه إلا أن أوامر واشنطن كانت قد أعدت بيان جامعة الدولة العربية الشهير بينما كان الملك حسين وأبو عمار يقومان بمساعيهما لدى بغداد من أجل انسحاب العراق.
وعلى ضوء استقواء ملوك الطوائف الجدد بالمارينز الأمريكان أتذكر مقولة لوزير خارجية إسبانيا سنتئذ، فرنانديث أوردونيث، في لقاء معه عندما دعا المراسلين العرب في مدريد لتناول قهوة الصباح. قالها لنا فحُفرت في أعماقي ومفادها أن حماقة بغداد بالغزو وبلاهة قصور الحكم العربية بالاستنجاد بالقوات الأمريكية سيكلف العرب كثيرًا ولعقود طويلة، فإذا "كنتم يا معشر العرب تتصورون أن القوات الأمريكية ستخرج من المنطقة فور تحرير الكويت فأنتم مخطئون. ستظل هذه القوات الأمريكية في المنطقة العربية عقودًا طويلة". لم يخطئ هذا الدبلوماسي والسياسي الإسباني المحنك، فقد مُزق العراق ونهشته الذئاب الفارسية، واللون الأحمر القاني يغطي سورية، بينما نستعد للنزال الأكبر بين مذهبي الإسلام في الخليج العربي الفارسي بدماء وأموال عربية ومسلمة.
كان هدف الغرب الأسمى في المنطقة العربية الحفاظ على أمن إسرائيل، وهو ما كان له منذ معاهدة سلام كامب ديفيد وأخواتها، والآن يجني ثمار خلق عدو جديد حل محل الاتحاد السوفيتي، الإسلام السياسي، تنفيذًا لما أقره صامويل هاننغتون وفوكوياما في التسعينات. لقد خلق الغرب لنا داعشًا وصدقناه، وسرنا خلفه نشارك دك العراق وسورية بطلعات طيران غربية وعربية وبأموال ودماء عربية. هل يُعقل أن يقيم تنظيم الدولة الإسلامية دولة داخل دولة ولا يستطيع أحد أن يقضي عليها؟! هل تستطيع مقاومة جيش نظامي ومعه قوات البيشمركة وقوات أجنبية؟! ألا تحتاج هذه الدولة إلى لوجستية للبقاء؟ من أين لها سلاحها وسبل الحياة اليومية؟! الاجابة في واشنطن.
لا شك أننا في طريق هلاك رسمه لنا الغرب، نسير فيه على هديه، كأننا أمام مصير محتوم نناقش فيه الفرضية الدينية حول ما إذا كنا مسيرين أم مخيرين. أمام ما سبق وذكرته مسبقًا، في مقال آخر، حول طريقنا الحتمي نحو التحول إلى هنود حمر جدد في القرن الحادي والعشرين. لقد اخترنا التمسك بغيبيتات وترهات استمددناها من الدين ومن الجاهلية: اقرأ عن حرب داحس والغبراء، فالدين ليس وحده سبب ما نحن نهيم في ملكوته اليوم.
الغرب عازم على افساح المجال أمام بقاء إسرائيل بعد انهاك المنطقة كلها وتمزيقها، فقد بدأ بالعراق واليوم مد أذرعه شمالي وجنوبي الجزيرة العربية، اليمن وسورية، وفي شمال إفريقيا، ليبيا، وقبلها في السودان والصومال. إنه يعد للنزال الأكبر في الخليج، وقد لا يطول انتظاره كثيرًا. كل هذا بينما قصور الحكم العربية تتضرع إلى سماء واشنطن كل صباح على أنها تركتها في موقعها تنهش لحم مواطنيها وترسل بالإتاوة إلى المصارف الغربية.
ألم يفكر جهابذة العرب وهم في قصورهم في الكلمة السحرية التي تخلصهم وتخلص المنطقة من الهوان والتخلف، أعني الديمقراطية؟ ألم يحن الوقت ليكفوا عن نهب ثروات بلدانهم وايداعها في حسابات مصرفية غربية أصابتها التخمة؟ ألم يتعظوا ممن سبقوهم وأطاحت بهم ثورات الربيع العربي؟ لا شك أن قصر النظر وضعفه لا يجعلهم يرون لا الحرية ولا الديمقراطية، لكنهم لا يعرفون أن الحرية تؤخذ عنوة وكاملة -حسب كلمات نيسلون مانديلا- ولم تأت بقطارة ولا هدية من قصور الحكم.



#خالد_سالم (هاشتاغ)       Khaled_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كراهية أوروبا للإسلام نصنعها بأيدينا
- قراءة معاصرة لمسرحية تمرد شعب الإسبانية بمناسبة مهرجان البرا ...
- الموت المجاني في بر مصر
- ذكريات أندلسية مع الشاعر حسن توفيق
- فلسطين بين مظفر النواب وأميركا اللاتينية
- استنهاض عبد الناصر من ثراه
- مهانة العروبة والإسلام
- خالد سالم - كاتب وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح مع القراء وال ...
- الوضع الراهن في العراق من وجهة نظر أوروبية
- شباب إسبانيا يتفوقون على ثوار مصر في تقليد ميدان التحرير
- حمدين صباحي يأبى أن يصير ذَكر نَحل السياسة المصرية
- محطات إسبانية في حياة إميل حبيبي
- ثورة العسكر أم ثورة القرنفل؟!!
- الإعلام المصري وزوج الأم في زمن الفرجة
- رحيل الكاتب الكولمبي غارثيا ماركيث أحد مبدعي الواقعية السحري ...
- بدرو مارتينيث مونابيث شيخ الإستعراب الإسباني المعاصر في عقده ...
- الموت يغيب أدولفو سواريث جسر إسبانيا نحو الوفاق الوطني والدي ...
- المرأة فكريًا وفنيًا في مسرح توفيق الحكيم وغارثيا لوركا
- الحجاب الإسلامي من منظور كاتب أميركي لاتيني
- البربر والبرابرة والعائلة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد سالم - العرب في مرآة ملوك الطوائف في الأندلس