فخر الدين فياض
كاتب وصحفي سوري
(Fayad Fakheraldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سئلت (مادلين أولبرايت) ذات مرة عن نصف مليون طفل عراقي قتلهم الحصار الأميركي على العراق: هل هذا ثمن عادل لإسقاط نظام صدام حسين؟!
دهش مقدم البرنامج وهو يسمع وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية تجيب بـ: نعم!
ودهشنا جميعاً من هذا الاعتراف العلني بجريمة إنسانية يحاسب عليها القانون الدولي الذي قد يصل حكمه فيها إلى إعدام كل من له يد بهذا الأمر... وإذا كان الإعدام محرم من بعض القوانين الدولية، فمن الطبيعي أن يكون مكان بوش وأولبرايت وجميع أعضاء إدارته المحافظة هو: السجن المؤبد!!
خطر لي هذا وأنا أتابع محاكمة صدام حسين بوصفه طاغية ومجرم حرب وديكتاتور مولع بالقتل.. وقد يكون كل ذلك صحيحاً، لكنه كحد أدنى ما زال يتحدث بوصفه رئيساً شرعياً للبلاد.. وما زال مصراً على عدم الاعتراف بكل الجرائم التي تنسب إليه ويبررها بأنها كانت إجراءات تخضع لمعايير الدولة وشروط استمرارها وهيبتها.
ومع ذلك ينتظر العالم إعدام صدام حسين بجرائم خاضعة للجدل.. إذا قارنا نظامه ببعض الأنظمة العربية والآسيوية والأفريقية!
أما إذا قارناه بجرائم الولايات المتحدة التي اعترفت بها علانية أثناء الغزو وبعده.. وما حصل في غوانتانامو وأبو غريب، وما تقوم به هذه الأيام في (تلعفر) وقبله في الفلوجة والرمادي وسامراء والقائم وغيرها من المدن العراقية المنكوبة، وهي جرائم غير قابلة للجدل فقد يصبح الرجل مظلوماً وبريئاً...!! خصوصاً أن واشنطن هي التي تحاكم صدام... وليس الشعب العراقي.
كل هذا نستطيع (فهمه) ضمن لعبة موازين القوى وقانون السيطرة الذي يعطي الحق للدبابة بمحاكمة الخيمة، وللبندقية حق محاكمة العصفور وللمخرز حق محاكمة العين.. لكن الذي لم نفهمه أن تدافع الخيمة عن الدبابة والعصفور عن البندقية والعين عن المخرز!!
فحين يتحدث الرئيس جلال الطالباني بحماس عن عظمة الدور الأميركي في العراق وإنسانيته! ويشد على يده (إبراهيم الجعفري) مؤكداً أن خلاص العراق أتى مع المارينز الأميركي.. وغيرهم كثر في الماراتون العراقي الذي تنظمه واشنطن.. فإننا آنذاك نفقد التركيز والقدرة على الفهم... ونتوجه نحو القبلة للصلاة والسلام والدعوة أن ينقذنا الله من شر الفصام، وشر (إنسانية) بوش و (الخلاص) الذي يأتي عن طريق المارينز!!.
#فخر_الدين_فياض (هاشتاغ)
Fayad_Fakheraldeen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟