|
الدور التوفيقي للتحريفية و الاصلاحية في محاولة اقبار حركة 20 فبراير
محسين الشهباني
الحوار المتمدن-العدد: 4727 - 2015 / 2 / 21 - 11:25
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق انتفاضة 20 فبراير المجيدة - حتى لاننسى - في غمرة انطلاق حركة 20 فبراير 2011 كمبادرة شعبية وبرزت بوادرها الثورية التي كانت في مرحلتها الجنينية خارج أي توجه سياسي او حزبي او جمعوي انفجارا للحقد المتراكم خلال عقود من الاستعباد والقمع والحكرة واستنزاف الثروات والتشريد و التفقير واتساع الهوة بين الطبقات كما كانت مبادرة للقطع مع كل التنظيمات التقليدية المتواجدة في الساحة السياسية المنتهية صلاحيتها بعد لعب دورها الطلائعي للتنفيس عن الازمة البنيوية للنظام اللاوطني اللاديقراطي اللا شعبي مع تكريسها للواقع المتعفن كامر لا مناص منه دون أي اضافة نوعية . وابان حراك 20 فبراير ساهمت في محاولة اجهاضها حفنة من الاجهزة القمعية التي تفننت عبر مختلف اجهزتها لتلجيم الحراك عبر المتابعات والحصار والاعتقالات والاغتيالات واكملت هذه المهمة الحقيرة مجموعة من العسافين والنهابين ومغتصبي الحركات الاحتجاجية الشعبية وتكالبهم عبر اقحام القوى الرجعية لخلق التناقض وتفجيرها فيما بعد من الداخل والزعيق ضد الشرفاء والمطالبة بالتخفيف من حدة الشعارات الرادكالية مع نهج خطة التشويه بوصفهم ثوريين غير عاقلين بل محبين للفتنة كان الغرض الاساسي من ادعاءاتهم العزل الاجتماعي للمناضلين الشرفاء وترك الساحة فارغة وما الى ذلك خدمة للاجندة النظام القائم وهو ما نجحوا فيه بميزة حسن جدا واجهازهم على اسم الحركة واتخادها ورقة ضغط على النظام في المساومات والتفاوضات من اجل اقتسام الكعكة على حساب الشهداء والمعتقلين السياسيين الذين قضوا زهرة شبابهم في سجون الذل والعار واخرون مازالوا معتقلين لا لسبب لانهم امنوا بالثورة وبالتغيير وكانو الى جنب من باعوا القضية دون الاعتبار لرفاقهم في الساحة فالتاريخ يعيد نفسه ما فعله كاوتسكيين في الثورة الروسية . اما اهم ما ميز الحركة ونحن نخلد الذكرى الرابعة ان المطالب السياسية تحولت من المطالب التغير والثورة الى مطالب فئوية ليس الا في حين ان الهدف الذي خرج من اجله الشعب المغربي ازاحة السلطة التقليدية واجهزتها بالنضال ضدها لانه بدونها ضذ من يقبضون في ايديهم على ادوات وهيئات السلطة يستحيل انقاد الشعب من مستعملي العنف وناهبي الثروات عبر العنف الثوري اذ لايمكن ازالة السلطة القديمة وتعويضها باخرى جديدة -تنزل من السماء او تطفو على الارض جاهزة- او عبر الاصلاحات الترقيعية من طرف اصحاب الاديولوجيات التافهة غايتها كبح الجماهير بدعوى الالتزام بالقانون وبالاصلاح عبر التدرج وممارسة اوهام المترسبة من البرجوازية الضيقة الافق والتي ساهمت فيما بعد في اقبار الحركة وتطبيق مخططات تصفوية حيكت في الخفاء بعزل الثوريين وانسحاب الاخريين عن قناعة لاجدوى العمل الى جانب الاصلاحية التحريفية والرجعية الانتهازية وهيمن عليها التافهيين وضيقي الافق المذعوريين والمسحقوين اخلاقيا اللامبالون بهموم الجماهير والقادرين على التنحي عن النضال الحاد وتجنبه او حتى الاختباء خوفا من الاذى وهو ما يلاحظ غياب المعتقلين المنتميين للتنظيمات الكارتونية وبعد ذلك انكشفت توجهاتهم الاصلاحية فيما بعد ومطامحهم الشخصية وانتهازيتهم للرقي الطبقي على حساب الاخريين . وانكشفت اللعبة اخيرا بتنازل البعض عن الشعارات التي كان ينادي بها الامس في الشارع من شعارات الدستور الممنوح الى الانخراط في المسلسل الدمقراطي والتطبيل للنظام واخرون يجتهدون في طلب المنح المالية لتنظيماته الموازية واخرون اعلنوا بدون حياء الانخراط في الانتخابات والمطالبة بحصصهم من الحقائب البرلمانية و من الجماعات المحلية انهم يقولون بالماركسية نظرية وممارسة في شعاراتهم الجوفاء باستثناء جانبها الثوري المباشر . لا يعتبرون النضال البرلماني وسيلة من وسائل النضال تصلح على الاخص في مراحل تاريخية معينة كما يروجون له في خطاباتهم الديماغوجية المقيتة بل يعتبرونه الشكل الرئيسي والوحيد تقريبا للنضال وهذا تشويه للماركسية الخسيس التافه الضيق الافق لانها تتطابق مع وضع البرجوازية الصغيرة الطبقي ومع مصالحها باعتبار ان كل طرق النضال متاحة ماعدا ماهو ثوري لان مصالح البرجوازية ان يكون شرط اشراك البروليتاريا في النضال لا يقضي كليا على هيئات السلطة القديمة التقليدية – النظام القائم – الملكية البرلمانية - حتى تبقى قائمة لانها ضرورية ان تبقى للاستعانة بها ضد البروليتاريا لاخضاعها واستنزافها واستغلالها . بعبارة اخرى تم توجيه النضال على اساس الحفاظ على البنيات القائمة للنظام للدخول في النضال البرلماني" دعم ونشر الاوهام الدستورية في صفوف الشعب " والانخراط في باقي المنظمات المعترف بها حتى يتم الاستعانة بها فيما بعد لتقييد وشل كل الحركات الاحتجاجية والانتفاضات التي قد تحدث ضررا بالنظام القائم باعتبارها هي الوصية على الحراك الاجتماعي - كراكيز يتم توجيها وتغليط الراي العام والمساهمة في المشهد السياسي ولكن سيكون بشكل سافر وعلني وهي تنسى او تتناسى ان بذلك وقعت في شراك تذبذبها وانها شرعنت واعترفت بالنظام وبقواعد اللعبة التي رسمها وخطها لها ويمكن استعمالها لصالحه كلما زاغت عن طريقها ضدها انها حالة من كانوا سببا في خيانة الشعب وطموحه في التغيير الجذري للانعتاق من الظلم والقمع الذي كان ومزال يمارس بشكل يومي هذه حقيقتهم : " عندما ينتصر الشعب الثوري يخرج التوفيقي من جحره ويتهندم بتبجح ويثرثر بكل قواه ويصيح حتى النشوة الروحية : كان ذلك الاضراب السياسي مجيدا . وعندما تنتصر الثورة المضادة يبدا التوفيقي يصيب سيولا من المواعظ والنصائح المنافقة على المغلوبين . كان الاضراب الظافر مجيدا . وكانت الاضرابات المقهورين اجرامية وحشية سخيفة فوضوية وكانت الانتفاضة المقهورة جنونا انفلاتا للعواطف بربرية حماقة خلاصة القول ان ذمة التوفيقي السياسية وعقله السياسي يتلخصان في التزلف الى من هم اقوى الان في التعثر بين اقدام المتصارعين في عرقلة هذا الجانب حينا وذاك الجانب حينا اخر في ثلم حدة النضال وتخبيل الوعي الثوري عند الشعب الذي يخوض نضالا مستميتا من اجل الحرية "-1- حتى نكون اكثر واقعية وتكون العلمية سلاحنا في التحليل بعيدا عن السطحية والسفسطة الكلامية وجب فضح كل الاساليب الانتهازية للتحريفية والاصلاحية مع التعلم من دروس التاريخ الذي لايرحم وسيحاكم كل مرتد خائن .
بقلم : محسين الشهباني -1- فلاديمير لينين : المؤلفات الكاملة المجلد 12 ص 288- 289
#محسين_الشهباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بحق الرعشة العظمى لا تتركي القصيدة تموت
-
فلاديمير لينين : بصدد روح المغامرة
-
ترتعش انوثتها بالقبلات دهرا
-
فلاديمير لينين : الفوضوية والاشتراكية
-
مساخيط مالك -مستعدون يا وطني للاغتيال للاعتقال -
-
خربشات على جرحنا
-
بحق الكؤوس وما ارتشفته من خمرة
-
الاحزاب البورجوازية الصغيرة بالمغرب وافق التغيير
-
وتبقى قضية المراة قضية طبقية بامتياز عنوانها الاستغلال
-
كل عام وانتم (ن) ثوار (ثائرات) فالثورة عيد المضطهَدين والمست
...
-
احب في القصيدة عنوانها
-
بيان حزب النهج 44 لتأسيس منظمة -إلى الأمام- در الرماد في الا
...
-
الثوري الحقيقي والمناضل الانتهازي
-
اريدك عارية إلا من الحب
-
وطني المكلومة كرامته
-
حزب النهج الديمقراطي والموقف الرجعي من الصحراء الغربية
-
ازمة الذات بين النظرية والممارسة
-
أهمية النضال النظري : لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
-
اعذروني إذا أعلنت الثورة عنواني
-
الجنس بين الرجل والمراة بين الخاسر و الرابح
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|