أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياسي ؟















المزيد.....

حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياسي ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 349 - 2002 / 12 / 26 - 14:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                        

 

لاتختلف الصورة الحالية القائمة في المنطقة كثيرا عما كان سائدا من أجواء سياسية خلال أزمة غزو وإحتلال الكويت ! ، وحيث لجأ النظام العراقي وإعلامه التضليلي الفاشل وقتها لخلط الأوراق ومحاولة ( تجييش ) الشعوب ضد حكامها ؟ والإعتماد المبالغ فيه حد المرض والسادية على ما أسموه بموقف الجماهير العربية التي ستثور وتدمر المواقع والموانع وتنقذ النظام العراقي من الحشرة والمأزق الذي وضع نفسه به وأضحى عصيا على الحل ؟؟ وقتها أي في عام 1990 كانت عناصر كبيرة مختلفة عن الموقف الحالي ، فلم تكن هنالك فضائيات ممولة وتعمل بحس إستخباري وتدليسي مثل قناة ( الجزيرة ) وتوابعها من الصحف ووسائل الإعلام المعروفة ؟ كما لم تكن قد تبلورت بعد إستراتيجية ( البراميل النفطية ) وكوبونات النفط مقابل الغذاء ومثقفو الحصار الذين يتمنون عدم رفع الحصار لأن عملهم سينتهي وتنتهي بالتالي خدماتهم المعلومة وهي النحيب والبكاء على الأطلال وهبش مايمكن هبشه من كعكة النفط مقابل الغذاء الدسمة الشهية ! ، وقتها ومنذ أيام الحرب العراقية / الإيرانية كانت للنظام العراقي صحفه الممولة ووسائل إعلامه المشتراة ، ورجاله في عالم الإعلام العربي خارجيا وداخليا ورغم كل ذلك الحشد الإعلامي الإستراتيجي فإنه لم يستطع المقاومة بعد الإنهيار الذي أصاب إعلام السلطة العراقية على إثر تخلي أقرب حلفائه عنه لجفاف التمويل وشحة المورد ؟ بعض الإعلاميين العرب كان ذكيا ولوذعيا وشاطرا إستطاع نقل البندقية من الكتف الأيسر للأيمن بخفة ورشاقة !! فيما إختفى البعض الآخر بينما لجأ فريق آخر لتوديع الدعم الحكومي العراقي بعد أن أغلق المطبوعة بعبارة ( قلب القضية النابض ) !! ويقصد بذلك الرئيس العراقي ، وبعد أن هبت رياح عاصفة الصحراء التي إقتلعت الناس والحجارة وأبقت على النظام المهزوم كرمز شاخص من رموز الهزيمة الحضارية العربية ، عاد الهدوء للساحة وإختفت التهديدات التي كانت تهدد بضرب المصالح الأميركية في حال ضرب النظام العراقي !! ودخل العراق والمنطقة والعالم في ترتيبات النظام العالمي الجديد وألإهتمام بأوسلو ومتفرعاتها وجوائز نوبل ثم اللعبة الداخلية الإسرائيلية ومتابعة سياسة الإحتواء المزدوج الأميركية التي عزلت النظام العراقي طويلا في قفص الحصار المحكم الذي أضر الشعب العراقي أكثر من النظام ، وحصل التطور الأكير وتحريك الموقف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 والتي نبهت أهل القرار في واشنطن بخطل سياساتهم التهميشية لمشاكل المنطقة الشرق أوسطية وأزماتها المقيمة ، وعادت القضية العراقية لتكون قطب الرحى في الإستراتيجية الأميركية والتي أعلنت بشكل صريح لالبس فيه عزمها على إسقاط النظام العراقي ونزع فتيل التوتر والأزمات وإكمال المهمة الناقصة التي لم تنهها ( عاصفة الصحراء ) ولا ( ثعلب الصحراء ) ولاجرذانها ؟؟!.

ومع إقتراب ساعة المواجهة وعجز النظام العراقي الواضح عن التعامل مع الموقف بعد أن فشلت سياسة التنازلات عن السيادة والكرامة في أن تعطي ضمانا للحكم العراقي بالإستمرارية عادت السياسة العراقية للمراهنة على الأحلام وعلى ماأسموه بتحريك الشارع العربي والدولي  وإستجلاب لغة التعاطف السياسي وتجميع ضد الجماعات المناهضة للسياسة الأميركيةفي بوتقة واحدة للتخفي من ورائها من اليوم المحسوم! وإلتقط تجار ( الهمبكة ) في الشارع السياسي العربي الفرصة المهيأة سلفا عبر سياسة الأنابيب البترولية والكوبونات النفطية وتحرك تجار القضايا القومية في صورة بائسة لخلط الأوراق والمواقف و(نصرة ) الشعب العراقي كما يزعمون في الحين الذي صمتوا فيه عقودا طويلة عن الإرهاب السلطوي المنظم ضد العراقيين ؟ ولم يتحركوا قيد شعرة وهم يشاهدون المجازر والإنتهاكات وعمليات التطهير العرقية وإستعمال الأسلحة المحرمة دوليا وتوريط العراقيين في حروب عدوانية وعبثية فاشلة لاناقة لهم فيها ولاجمل ؟؟ ثم يتحركون اليوم للدفاع عن نظام بائس وصل لنهاية مطافه وباتت قضية تغييره من القضايا المقدسة عند العراقيين حسبما هو معلوم وواضح لكل ذي بصيرة ؟

لذلك لم يجد النظام العراقي بدا ولاضيرا في ضرورة الإستعانة بخدمات تجار القضايا السياسية المعلبة لتنظيم تظاهرات بائسة وإعلان مواقف صبيانية ، وتشكيلهم لدروع بشرية للحفاظ على السلطة العراقية المهزومة والمفرطة في السيادة الوطنية والقومية ؟

وهنا أتساءل أين كانت دروعهم البشرية والقوات الصهيونية تجتاح رام الله وجنين مخلفة الموت والدمار ؟

وأين توارت شجاعتهم قبل أعوام وهم يرون الحكم العراقي يبطش بالكويتيين ويروع الآمنين ويحتجز حتى اليوم المئات من الشباب الكويتي والعربي في معتقلاته السرية الرهيبة ؟

أين كان أبطال الدروع البشرية العربية حينما كان النظام العراقي يغتصب شرف النساء العربيات في إقليم الأهواز العربي في إيران وصواريخه تدك بيوت الآمنين ؟

بل أين توارى من يدعي الحرص على سلامة العراقيين والنظام يحصد مئات الإلاف في أحداث إنتفاضة آذار / مارس الشعبية العراقية عام 1991 ؟

الدروع البشرية العربية لن تصل ؟ وحتى لو وصلت فلن تنفع نظام يعيش ساعات الإحتضار ؟

والقضية من أولها لآخرها لاتعدو أن تكون سوى فقاعة هوائية لفرسان بلا جواد ولمقاتلين بلا قضية ؟

بعد أن أضحت ( الهمبكة ) سيدة الموقف ! .

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو عقد عراقي جديد ... بالأمس شاوسيسكو .. وغدا صدام ؟
- دعوات الحوار مع نظام صدام ... اللعب في الوقت الضائع ؟
- قمة الدوحة الخليجية ... هل هي قمة الحرب التغييرية ؟
- فضائية الجزيرة ... والنظام العراقي ... زواج المتعة السياسي و ...
- عبد الأمير الركابي ... وحكاية المؤتمرات البديلة ؟
- عبد الأمير الركابي ... والمعارضة العراقية ... ونداء الجزيرة ...
- الجزيرة و ( الإتجاه المعاكس ) ... والتوازن المفقود
- حول مؤتمر المعارضة العراقية ظواهر طائفية .. ومعالجات سقيمة ...
- المؤتمر القادم للمعارضة العراقية ! الجنازة حامية والميت ... ...
- بغل قريش ... يتدحرج ... ويعتذر للكويتيين ؟
- الخليجيون والمعارضة العراقية .. علاقة محرمة أم مصالح مشتركة ...
- البعثيون .. والناصريون .. و ( خشم ) جمال عبد الناصر / ذكري ...
- برزان التكريتي .... رحلة التيه المغربية ؟
- الفارس المهزوم .. والجواد السقيم ؟ عودة لمسلسل محمد صبحي ؟
- جبار الكبيسي في الشوط الثاني ...! فارس بلا حمار ؟
- الكبيسي ... والركابي ... ومن غير ليه ؟
- أيها الباريسيون ..... إكشفوا كل أوراق التفاوض مع النظام ؟
- الكبيسيون الجدد ... حوار الخرفان ... وصمت الحملان ... وصفعات ...
- مصالحة وهمية وفرسان مزيفون ... حزب الجمهورية وآخرون ؟
- أيام دمشقية عبد الجبار الكبيسي ... نغم في حياتي ؟


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - حكاية الدروع البشرية العربية ... ( الهمبكة ) في العمل السياسي ؟