سنخترع عيد الكراهية يا اعداء الله لنشوش على عيد الحب

حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اولا لا بد ان اشكر كل من قمعكم وحاول سلب ارادتكم حين احتفلتم بعيد الحب ... وثانيا في العام القادم سنجعلكم تحتفلون داخل سرداب خوفا منا نحن المتدينين المهتمين جدا بشكل المجتمع المتدين وبظاهره . لو كنتم منافقين تتظاهرون امامنا بالتدين خوفا منا لتقبلناكم لكن ان تكونوا كما انتم فهذا امر فضيع لا نتقبله البتة

لا تصدقونا لو قلنا لكم اننا نكره عيد الحب لانه مناسبة غير دينية منبعها الغرب .

نحن نكذب ... فسنتنا يحتفلون في السعودية بمهرجان الجنادرية (مناسبة غير دينية) وشيعتنا يحتفلون باعياد نوروز ( مناسبة غير دينية) .

اوه ... يا ألهي .... يبدو اننا منافقين نسكت هنا ونصرخ هناك !!! (wow) هل نحن منافقين نسكت على عيد نوروز هنا وعلى مهرجان الجنادرية هناك ثم نصرخ الى ان تشق حلوقنا على عيد الحب ؟؟؟ يا رباه يبدو انني منافق .... اتركوا عنكم النفاق فهو هين جدا لانه لا يخل بشكل المجتمع البتة ولنبحث عن السبب الحقيقي لكرهنا لعيد الحب .

ولا تصدقوا حين نقول اننا لا نتقبل مظاهر الفوضى المصاحبة لهذه المناسبة فنحن بدون هذه الفوضى نتحول الى زومبي فور رؤيتنا لدب احمر .... يا رباه دب احمر؟؟؟ّ!!! الا تخشون الله ؟؟؟!!! دب احمر (حتة وحدة)
ما هو السبب اذن؟؟؟

نحن مصابين بعقد متعددة منها مثلا ( عقدة الغرب) فنحن نكره كل بني اشقر وكل ما ياتي منهم ما عدا ( التكنلوجيا) لاننا لا نستطيع النوم بدون سبلت يونت ولا نستطيع التحرك بدون سيارة وووو ألخ من التكنلوجيا التي نستخدمها لكننا نسب مخترعيها .
نحن جند الله وهؤلاء الاجانب الكفرة سخرهم الله ليكونوا خدم لنا لذلك نستخدم مخترعاتهم (عادي جدا)

والعقدة الاخرى الاهم هي اننا غير واثقين من قدرتنا على اقناع الاخرين بافكارنا لذلك تجدنا نفقد تركيزنا واتزاننا حين تظهر ظاهرة جديدة لا تتفق مع مزاجنا لذلك نتحدث بطريقة غريبة وبعصبية لسبب بسيط وهو اننا .... ماذا؟؟؟؟ (اننا خائفين ونشعر بالخطر)وليس بيدنا حيلة سوى تخويف الاخر

وسبب اخر مهم جدا هو اننا ضد كل ما هو جديد ويبدو ان هذه طبيعة بشرية نوعا ما

الان نحن منشغلين جدا في التفكير بحل نواجه به عيد الحب ... خطرت في ذهني فكرة جهنمية ساطرحها على اقراني الناطقين الرسميين باسم الله ومدراء مكتب سكرتاريته

والفكرة هي ان نستحدث عيد نسميه (عيد الكراهية) ونحتفل فيه في نفس يوم عيد الحب ونوزع فيه دببة بوجه عصبي مكفهر وتشير بسبباتها وكأنها تتوعد من يراها بالموت ويفضل ان تكون بلون قاتم اسود او بني ويفضل ان نضع بيد الدببة سيوف او على الاقل قطعة حجارة ونضع معها كارت مكتوب عليه ( نكرهكم ولا نريد الا سلب ارادتكم ) ولو استطعنا ان نضع في الدب شيء مؤذي مثلا صعقة كهربائية سيكون ذلك افضل ومريح للنفس .

سامارس النذالة بكل صورها لاسلب ارادة الاخرين لاني متدين متقي واحب ان يبقى شكل المجتمع مثالي ولا يهمني ان تفشت فيه مظاهر النفاق والدجل ( عادي جدا) فهذه المظاهر لا تغير الشكل الخارجي للمجتمع ... كل همي هو ان تكونوا بمظهر يتوافق مع ميولي لا يهمني ان تكونوا منافقين ... ساديين ...غير مهم البتة ... ما يريحني هو ان تكونوا مثلي من حيث المظهر والسلوك وكل ما دون ذلك غير مهم ولا يعنيني البتة

قد يقوم احدنا بالبكاء حد النحيب على كسر ظلع سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء لكنه قد يذهب الى بيته ويكسر جميع اضلاع زوجته لاتفه الاسباب

وقد يقوم اخر بالبكاء حد النحيب على ام المؤمنين عائشة ثم يرجع الى البيت ويرمي امه في دار العجزة لان زوجته تتضايق منها

هكذا نحن نتظاهر بالفضيلة والتدين ليل نهار ... ارجوكم ارحمونا وخلصونا وادخلونا مستشفى الامراض النفسية والعقلية ...او اذا وجدتم ان ليس لنا حل فيفضل ان تضعونا في الربع الخالي لانه المكان المناسب لنا .

لكن اود طمئنتكم اننا لا نمثل جميع المجتمع فنحن شريحة منه فقط تحولت عقولنا الى احفورية تصلح لغرض واحد فقط وهي ان تكون وسيلة ايضاح لعقل الانسان البدائي

وهناك بوادر تطور تدعو الى التفائل ... اذا اردتم التفائل لا تركزوا علينا نحن فنحن سنجعلكم تكرهون الحياة

ركزوا على هؤلاء الابطال احباء الله واصفيائه الذين يزورون الاطفال المصابين بالسرطان والذين ينظفون شوارعهم ويصبغون ارصفتها ... ركزوا على هؤلاء الذين يجمعون الاموال والملابس للفقراء ... ركزوا على هؤلاء الذين يبنون بيوت الفقراء ويعمرونها بالمجان ... هؤلاء يصنعون المجد اما نحن فليس لنا الا البؤس .

واقول لكم سر لا تقولوه لاحد (بعد اعوام من الان سيحتفل بعض رجال الدين بعيد الحب ويهنؤن المؤمنين عليه ويربطونه بالدين لانه سيتحول حينها الى امر واقع لا مفر منه )

خالص تحياتي وتقديري

#حسنين_السراج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات