أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلامة كيلة - عن اليسار الغائب والأصولية الناشطة















المزيد.....

عن اليسار الغائب والأصولية الناشطة


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 7 - 2001 / 12 / 15 - 17:41
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



أظهرت الحرب الاميركية الاخيرة، المسماة الحرب ضد الارهاب بأن تحوّلاً عميقاً قد حدث في جبهة القوى التي تناهض الرأسمالية، وتسعى للتحرر والاستقلال. حيث بدت القوى الاسلامية الاصولية وكأنها ((المحارب الجادّ)) ضد الولايات المتحدة، والمتصدي لكل مخططاتها، لكن في اطار ايديولوجي مختلف، لتبدو الحرب وكأنها حرب دينية (او حرب صليبية حسب التعبير المفضل لكل من بوش الابن، وبن لادن)، وليبدو الصراع العالمي وكأنه ((صدام حضارات)) حسب التعبير المفضل لصاموئيل هنغتنتون. فقد تحول هدف الصراع الى صراع ضد الشر (وهذا تعبير مُستلهم من الدين المسيحي) الذي هو الارهاب، حسب تعبير بوش الابن، وصراع ضد الالحاد حسب بن لادن. لنغرق في معمعة تصورات لا تمت بأية صلة لما كان يطرح منذ زمن قريب، وبالاساس لا تمت بأية صلة لطبيعة الصراع الواقعي، بل انها تموه عليه، وتضلل فيه، وبالتالي لا تسمح له بان يتحول الى صراع حقيقي، صراع يقود الى نتائج واضحة تخدم الشعوب وتسمح في تحقيق تقدمها.
لقد توضّح الصراع اذن وكأنه صراع بين ((الخير والشر)) حسب تعبير بوش الابن، او بين ((الايمان والالحاد)) حسب تعبير بن لادن، ولا شك في ان كلاً منهما يفضي الى الآخر، وبدا وكأن القوى الاسلامية هي قوة المواجهة والرأسمالية، وأنها المعنية بتحقيق الانتصار مع الولايات المتحدة. بينها بدا وكأن اليسار تعبير لا يعني شيئا، ربما سوى التكيف والسيطرة الاميركية (العولمة)، او انه تعبير بات من الماضي، لهذا حلت صورة بن لادن محل صورة غيفارا، لكن ايضا محل صورة ماركس وانجلز ولينين...
لهذا بات السؤال المطروح هو: هل انتهى اليسار؟ او هل يمكن ان يعود اليسار كقوة مواجهة؟ ان قوة اليسار نبعت من كونه قوة المواجهة الاولى للرأسمالية، وحين فقد الاساس الذي كان يجعله كذلك تلاشى.
ان ربع قرن من الانهيارات افضى الى تلاشي قوى اليسار تقريبا، حيث انهارت حركات التحرر القومي بعدما حققت انجازات محدودة، وانهارت انظمتها بفعل تفككها الداخلي وكما انهارت المنظومة الاشتراكية بعدما اسهمت الاشتراكية في انتقال المجتمعات التي انتصرت فيها الى مصاف الدول الرأسمالية المتقدمة، لتبدو كأنها حققت ما حققته الرأسمالية في المراكز، وما عجزت الرأسمالية المحلية عن تحقيقه في بلدانها. واقصد التصنيع والتحديث. ولقد انعكست هذه الانهيارات على مجمل الحركة المناهضة للرأسمالية، فانهارت معظم قوى اليسار وتلاشت، او هزُلت.
هذا التلاشي كان هو المدخل لتصاعد ((الموجة الاصولية)) وتحوّلها الى قوة فاعلة، مدعومة من الرأسمالية العالمية والرأسمالية المحلية التابعة. فكان هذا الصعود جزءاً من عملية التصفية التي بدأت لحركات التحرر القومي وللاشتراكية. لقد دعمت هذه الموجة من قبل القوى المحافظة في الداخل، لكن ايضا من قبل الدولة الاميركية، التي كانت تسعى لتصفية اليسار كونه يسعى لتحقيق اهداف تتناقض ومصالحها (مثل الاستقلال وفك الارتباط، والتصنيع ودور الدولة في المجال الاقتصادي...)، وينطلق في صراعه من الاساس الحقيقي (الصراع الاقتصادي والصراع الطبقي). لهذا سعت كذلك لتحويل اشكال الصراع من ذاك الذي يطرحه اليسار وطرحته حركات التحرر القومي، الى شكل آخر يغرق في التمييز الديني والطائفي والاثني، ويؤسس لمفهوم (صدام الحضارات))، لكنه يفضي بالاساس الى تهميش قوى الحداثة، ويدمر مواقعها.
لكن معركة الرأسمالية ضد اليسار يجب ان لا تحجب مشكلات اليسار ذاته، وهي المشكلات التي افضت الى ان يتلاشى، ولان تفرض الازمة، التي تعيشها المجتمعات نتيجة النهب الامبريالي، الانسياق وراء قوى ظلامية تشوه طبيعة الصراع وتحوله الى مهزلة. ان ازمة عميقة حكمت قوى اليسار جعلتها تنحدر وتفقد دورها الحقيقي، وهذا ما يفرض البحث في مسار اليسار، وفي تكوينه ومشكلاته. لكن السؤال الضروري هنا، يتحدد في: كيف يمكن ان يعود لليسار دوره؟ كيف يعود لقيادة الصراع ضد الرأسمالية، من اجل التحرر والتقدم؟ وما يفرض ذلك، هو تفاقم الصراعات في اطار النمط الرأسمالي العالمي، وإندفاع الشعوب الى المواجهة.
ان مهادنة الرأسمالية، والتكيف معها كان في اساس انهيار اليسار، عبر فقدانه شعبيته، حيث سيبدو ان مبرر وجوده ومكمن قوته هما الصراع ضد الرأسمالية، والسعي من اجل العدالة والحياة الافضل، وبالتالي فإنه يتلاشى حينما يتخلى عن ذلك، وكان ((التعايش السلمي))، و((دعم الرأسمالية))، ومن ثم الترحيب بالعولمة، مداخل هامة لتلاشيه، لان الرأسمالية لا تني تعمّق من التناقض، وتزيد من إفقار الشعوب، ونهب الامم، وبالتالي تزيد من حدة التناقضات، وتعمّق من رفض الشعوب لهيمنتها، ولن يكون لليسار دور الا اذا اصبح الفاعل في هذا الرفض، والقائد لحركة الشعوب في صراعها والنمط الرأسمالي العالمي. هذا هو موقع اليسار لكي يكون فاعلا، ولكي يفرض نفسه كقوة حاسمة.
ولا شك في ان تشوش المفاهيم حول طبيعة الصراع العالمي، يفرض تأسيس الرؤية الواضحة، حيث ان هذا الصراع ليس صراعا دينيا، ولا من اجل نشر الحضارة، بل انه صراع طبقي ضد الرأسمالية، كما هو صراع من اجل الاستقلال القومي، والتطور المستقل، والتحديث. فالرأسمالية لا تخوض صراعا الا من اجل مصالحها ولا شك في ان هذه الفكرة الماركسية قد غدت واضحة الى حد بعيد وهي (الرأسمالية) تخوضه من اجل الربح الذي هو ((ديونها))، ولهذا فهي تسعى الى النهب، والى امتصاص فائض القيمة من كل المجتمعات، وتصدّرها الى المركز، كما تسعى الى ((فتح الاسواق)) والى السيطرة على المواد الاولية. وهي في كل ذلك تستثير الطبقات والشعوب، وتؤسس لنشوء تناقض عدائي بينها وبين هؤلاء. هذا التناقض العدائي هو ما امسك به اليسار، وما امسكت به الحركة الماركسية، واعتبرت انها القائدة لأحد طرفيه، واقصد الطبقات الفقيرة والشعوب المضطهدة.
لهذا تجب العودة الى المفاهيم الاولية، والى المبادئ التي تجعل اليسار يسارا وبالتالي يجب التخلي عن الاوهام التي قادت الى ((الاستسلام)) لمنطق الرأسمالية، وبالتالي للرأسمالية ذاتها.
ان عودة اليسار تتطلب اولا العودة الى التمسك بالصراع ضد الرأسمالية، وبالتالي تتطلّب ثانياً العودة الى وعي طبيعة الصراع، ووعي آفاقه. فهذا هو الشكل القادر على المواجهة الجادة وعلى تحقيق التطور، والتكافؤ على الصعيد العالمي.
() كاتب فلسطيني مقيم في سوريا.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلامة كيلة - عن اليسار الغائب والأصولية الناشطة