|
حول تداعيات إستشهاد مواطنون مصريون على يد داعش فى ليبيا - حقيقة داعش
محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 17:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إذا كانت داعش احد الروافد الوهابية – الإخوانية فهنا لابد ان نرجع للوراء لمعرفة الصانع لكل من الحركة الوهابية والجماعة الإخوانية . فالحركة الوهابية والتى أقيمت فى قلب صحراء نجد فى منطقة الدرعية بالإتفاق بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب قد قامت بمساعدة ودعم المستعمر الإنجليزى والكائن على شواطئ الخليج العربى حينها وقد إعتمدت هذه الحركة فكرها من خلال رموز التطرف الدينى فى التاريخ الإسلامى فكانت مصادرهم المعلنة هى ابن تيمية وابن القيم الجوزية وقد أنشاها الإستعمار الإنجليزى حين ذلك لتكون خنجراً فى ظهر الشيعة الذين يناصبونه العداء فى الهند الكبرى والتى كانت تشمل الهند الحالية وباكستان وبنجلاديش ولما كانت هناك حركات تحررية يقوم بها سيعة الهند الكبرى سواء فى الهند الطائفة الإسماعيلية والحكم الإسلامى ماقبل الإستعمار الإنجليزى أو الحركات الشيعية فى كل من باكستان وافغانستان إضافة إلى إيران . ولما قامت هذه الحركة الوهابية فى قلب صحراء نجد قامت بمهاجمة الأضرحة ونسفها وتوجهت إلى العراق وهاجمت كل من كربلاء والنجف واستولت على كل ماهو موجود فيها من تبرعات الشيعة للمراقد الشيعية وربما يكون من حق العراق الآن المطالبة بكل هذه الخيرات الغنية التى تم الإستيلاء عليها ولما قويت شوكة هذه الحركة بقيادة محمدبن سعود كملك ومحمدبن عبد الوهاب كإمام دينى أرسل الخليفة العثمانى لمحمد على يستنجدبه وينصره من تغول هذه الحركة فما كان من محمد على إلا أن ياخذ جيشه من الجنود الفلاحين المصريين ويذهب الى ارض شبه الجزيرة العربية ليحارب الحركة الوهابية حتى انتصر عليها وقضى عليها بواسطة ابنه إبراهيم باشا . لقد انتهت الحركة الوهابية الأولى فى بداية العقد الثانى من القرن التاسع عشر بما يعنى بعد 1810 م بقليل وكانت هذه بداية فرض نفوز محمد على على شبه الجزيرة العربية مرورا بالشام . فإذا كانت هذه النشاة الأولى وانتهى وميضها فمتى كانت النشاة الثانية ؟ . أيضاً النشأة الثانية كانت فى بداية القرن العشرين وأيضاً من نفس المكان فى صحراء نجد ومن دعم نفس المستعمر وهذه المرة مع حفيد محمد بن سعود عبد العزيز آل سعود والذى احيا التحالف السعودى الوهابى على نفس أسس الأجداد وبنفس الداعم والساند الإستعمار الإنجليزى وما كان من عبد العزيز آل سعود إلا أن ربط نفسه بعلاقات المصاهرة بمعظم القبائل السعودية حتى يضمن دعمها ومساندتها وقام بالإستيلاء على الحجاز وإنهاء حكم الشريف حسين وإرضاء أولاده فيصل بن الحسين بمملكة العراق وعبد الله بن الحسين بمملكة الأردن الحالية بعد خلق هذه المملكة كدولة من اجزاء من الشام والجزيرة العربية . ولما كانت النشاة الثانية والمستمرة إلى الآن بحكم أولاد الملك عبد العزيز آل سعود بعد إعلانه الدولة السعودية كمملكةعربية سعودية تقوم على نفس الأسس والقيم القديمة الصحراوية الوهابية وبنفس المرجعية كانت أيضاً هذه المملكة على عداء مستمر مع المسلمين الشيعة ولكن هذه المرة لايستطيع الوهابيون بمهاجمة المراقد الشريفة الشيعية لسيطرة المحتل الإنجليزى عليها من ناحية كوقوع العراق تحت إنتدابه فى اتفاقية سايكس بيكو وضعفه أمام الحركات الثورية فى الهند الكبرى والتى كان يقودها المهاتما غاندى برفقاء السلاح من المسلمين الهنود وكان من اعز رفاقه محمد على جناح والذى قام بفصل باكستان المسلمة بعد التحرير من من الإستعمار وربما هذا ما أدى غلى إغتيال غاندى بواسطة السيخ الهنود . لقد اسس محمد على جناح دولة باكستان شرقية وغربية وهو المسلم الشيعى وقد قام محمد على جناح بالقبض على ابو العلى المودودى وحبسه لتماهى افكاره مع الفكر الوهابى ورجوع ابو الأعلى المودودى إلى نفس المصادر التاريخية التى اعتمدتها الحركة الوهابية وهى افكار ابن تيمية وابن القيم الجوزية وتماهى مع هذه الحركات التحررية أيضا قيام امبروطورية الشهنشاه فى بلاد فارس او إيران وأصبح المد الشيعى الإسلامى يسيطر على إيران وباكستان الغربية باكستان الحالية وأجزاء من افغانستان فى شمالها وجنوبها وكان يمثلها فى الصراع الأخير احمد شاه مسعود الذى تم إغتياله بواسطة حركة طالبان وحكمت يارد فى الجنوب الأفغانى والذى يعيش فى إيران حاليا مع وجود مسلمى الطائفة الإسماعيلية فى الهند والتى كان يتزعمها أغا خان المدفون فى مدينة اسوان بمصر هذا مرورا بشيعة العراق والشام سواء فى بعض المناطق السورية او فى الجنوب اللبنانى والبقاع اللبنانى . لم تستطع الحركة الوهابية التكشير عن أنيابها وخاصة بعد ظهور البترول فى المناطق الشيعية من المملكة العربية السعودية ضد الشيعة ذلك لقوة وارتباط شاه ايران واعتبار جيشه الإيرانى حارساً من ناحية الغرب لشرق المملكة العربلية السعودية و لآبار البترول فى منطقة الظهران الشيعية علماً بأن إيران أيضاً أصبحت كالسعودية دولة بترولية فى مقابل الحارس على الحدود الشمالية الشرقية والذى يعتبر حارساً للحدود الغربية للمملكة وهو الحارس المزروع من الإمبريالية العالمية وهو الكيان الصهيونى ويبقى هنا أن نشير أن كل ماقامت بإنجازه الحركة الوهابية فى السعودية بأن مكنت الطائفة السنية من حكم العراق ذات الأغلبية الشيعية والذى يحوى المراقد المقدسة الشيعية مرقد سيدنا على رضى الله عنه فى النجف ومرقد سيدنا الحسين رضى الله عنه فى كربلاء وقد استمر الحكم السنى فى العراق حتى الإطاحة بصدام حسين السنى ودخول الإحتلال الأمريكى فى ربيع2003 م . قبل ذلك وفى عام 1978 م قامت الثورة الإسلامية فى إيران حتى تم عزله وإعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية فى عام 1979 م الأمر الذى تم فيه إعتماد الحوزة الدينية فى قم الإيرانية كمرجعية للفكر الشيعى الإيرانى وجعلها المقر السامى للحكم فى إيران وهى كانت مقر الخمينى القائد الروحى للثورة الإيرانية وحاليا المقر للخامينئ الأب الروحى للجمهورية افسلامية فى إيران . بعد إختفاء شاه إيران من على المسرح الإيرانى بالثورة قامت الدول الخليجية بعد تحرر دول الخليج العربى فى بداية السبعينيات قطر والبحرين والإمارات وتكوين مجلس التعاون الخليجى من هذه الدول الثلاث إضافة غلى عمان الشيعية الأباضية والكويت والسعودية الأم وقامت دول مجلس التعاون الخليجى بدفع العراق لمهاجمة إيران بدعوى استرداد ماسلمه صدام حسين طواعية لشاه إيران من أراض عربية فى شط العرب حتى تستطيع بعض الدول الخليجية الأخرى كالإمارات بالمطالبة بجزر إمارتية استولت عليها إيران قبل الثورة الإسلامية ,وهذا مايعنى أن المملكة السعودية والتى كان يرعبها شاه إيران الحليف للمستعمر ويمنعها من التطاول على الشيعة قد أصبحت فى حل من هذا الرعب خاصة ان الثورة الإسلامية فى إيران قد أصبحت فى حالة عداء مع النظام الإمبريالى العالمى بقيادة أمريكا وهذا ماجعل السعودية ومجلسها للتعاون تقف خلف العراق صدام فى حرب تستنزف القدرات التسليحية لإيران والموروثة من عهد الشاه واستمرت الحرب ما يقرب من ثمان سنوات بدعم خليجى أمريكى للعراق ضد إيران والتى أصبحت فى حالة عداء مع امريكا . فى المقابل كان هناك السادات فى مصر والذى ناصب الدولة الإيرانية العداء لدرجة إستضافته لشاه إيران للإقامة فى القاهرة بعدما لفظته أمريكا . وفى محاولة من السادات لضرب الدولة المدنية المصرية قام بإستدعاء جماعة الإخوان المسلمين من خارج مصر بعدما هجروا مصر فى عهد عبد الناصر منذ منتصف الستينيات ثم قام السادات ومن خلال هذه العودة للإخوان الذين عادوا من السعودية بتكوين جماعتى الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد بقاعدة فكرية مزدوجة بين الفكر الوهابى وفكر جماعة الإخوان وفى اثناء الحرب فى أفغانستان فى منتصف سبعينيات القرن الماضى قامت كل من السعودية ومصر بإرسال المجاهدين لتحرير افغانستان المسلمة من الحكم الشيوعى الأفغانى نتيجة الدفع والدعم الأمريكى بعد وقوع مصر فى براثن التبعية الأمريكية وكان نتيجة ذلك ظهور القاعدة على التراب الأفغانى من مجموع المجاهدين العرب والذى أطلق عليهم بعد ذلك الأفغان العرب بزعامة أسامة بن لادن فالقاعدة إذن هى صناعة أمريكية بإمتياز منذ تولى المخابرات المريكية تشكيلها كمحور فى محاربة الإتحاد السوفيتى فى افغانستان والمخابرات المركزية الأمريكية هى التى تولت تدريب رجالها وتسليحهم باسلحة أمريكية وبأموال عربية خليجية ولهذا كانت القاعدة هى التطبيق المادى للفكر الوهابى السعودى على الرض كاول جماعة تكفيرية او هى الجماعة الأم لكل فكر تكفيرى . بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية وتنامى القدرات العراقية المسلحة اراد صدام حسين بشوفينيته المعهودة أن يوجه القدرات العسكرية العراقية ضد الكيان الصهيونى لتحرير القدس الأمر الذى جعل تدمير هذه القدرات أمراً حتمياً فكانت الحرب على العراق بعد إحتلاله للكويت وتهديد دول مجلس التعاون الخليجى وتدمير جزء من القدرات العسكرية العراقية والتى إنتهت أخيرا بإحتلال العراق بواسطة أمريكا والإطاحة بصدام حسين ووضع نهاية للحكم السنى فى العراق حيث تم التلويح بالديموقراطية الزائفة فما كان من نتاج هذا التلويح إلاحكم الأغلبية الشيعية للعراق . لقد تسبب الموقف الإيرانى طبقاً لإستراتيجية الثورة الإيرانية من إعلان العداء للكيان الصهيونى وتوجيه النظر نحو تحرير القدس والتحالف مع سوريا البلد العربى الوحيد من دول الطوق مع الكيان الصهيونى الذى لم يقم بعمل إتفاقية ذل وعار مع العدو الصهيونى ووقف ممانعاً ومقاوماً وداعماً للمقومة فى لبنان بعد الإجتياح الصهيونى لها وداعماً ومسانداً لحزب الله الشيعى اللبنانى التى تولى القيام بمقاومة العدو الصهيونى بعد تحرير لبنان وخروج العدو الصهيونى مزعوراً من كثافة نيران المقاومة عليه فى مايو2000 م . لقد اصبح الحلف المكون من إيران الشيعية وسوريا العلمانية وحزب الله المقاوم الشيعى يعلن العداء للكيان الصهيونى ويعمل على مقاومته مما جعل هذا الحلف مناهضاً للهيمنة العالمية الأمريكية الأمر الذى تم فرض عقوبات إقتصادية وحصار إقتصادى على الثورة الإيرانية وكان من الأسباب التى فيها أيدت أمريكا قيام العراق بالحرب على إيران خاصة بعد قرار الجمهورية الإسلامية طرد الكيان الصهيونى من الأراضى الإيرانية وإعلان مبنى السفارة الصهيونية سفارة لدولة فلسطين . لقد اصبح الطريق ممهداً امام هذا الحلف بعد إحتلال العراق وقيام حكومة شيعية فى العراق طبقاً للأغلبية الشيعية الأمر الذى أجج الصراع السنى الوهابى الشيعى خاصة بعد توفر فرص تأجج هذا الصراع نتيجة الظروف المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط او المنطقة العربية الأمر الذى اعلن عن بداية تأجيج هذا الصراع الملك الأردنى كلسان حال الوهابية السعودية من وجود هلال شيعى يحاط بالمناطق السنية . بينما كان هذا المحور المقاوم يظهر إنتصاره بواسطة دعمه للمقاومة الوطنية اللبنانية من تحالف القوى العلمانية ثم بعد ذلك المقاومة الإسلامية اللبنانية والتى تكونت بداية من حركة أمل عن طريق الإمام المغيب موسى الصدر ثم بعد رحيل القوات الفلسطينية من بيروت فى عام 1982 م وتكوين حزب الله اللبنانى الشيعى والذى لعب فى المقاومة دوراً كبيراً فى فرد معادلة إن عدتم عدنا مع المقاومة العلمانية حتى كان الإنسحاب الصهيونى المذل من لبنان فى ربيع عام 2000 م كما أشرنا فى السابق ولكن الذى زاد من تأجج الصراع السنى الوهابى الشيعى هو الإجتياح الصهيونى للبنان عام 2006 م بما يعرف الحرب على لبنان فى 2006 م وفى هذا الوقت كان هناك ترتيباً أمريكياً عربياً مع الحلف التابع للهيمنة الأمريكية السعودية فى لبنان على إنهاء حركة المقاومة اللبنانية المدعومة من سوريا وإيران . لقد عبر عن هذا الحلف بداية التصريحات التى صدرت من السعودية الوهابية ومن مصر التابعة من أن هذه الحرب الإسرائيلية على لبنان قد قامت نتيجة الرعونة الذى يمثلها حزب الله فى طريقة تعامله مع العدو الصهيونى بخطف أسرى إسرائليين . ولكن المفاجاة التى بانت صارخة فى العالم اجمع كانت صمود حزب الله اللبنانى فى الحرب عليه من الكيان الصهيونى بل تحقيقه لإنتصار كبير على العدو الصهيونى الأمر الذى جعل من الشعوب العربية ان ترفع صورة السيد حسن نصرالله زعيم الحزب فى كل الميادين العربية وإحساس الشعوب العربية بأن فئة قليلة مسلمة مؤمنة قد هزمت فئة كبيرة طاغية مدججة بالسلاح وفى هذه الأثناء لاننسى زيارة السيدة كونداليزا رايس للبنان فى أتون الحرب وتحديدا فى حوالى اليوم التاسع من شهر يوليو (تموز) عام 2006 م عندما أطلقت إستراتيجيتها من قلب لبنان وقالت إن ما يحدث فى لبنان الآن ما هو إلا مخاض ولادة لشرق اوسط جديد . لقد ظنت السيدة كونداليزا وزيرة خارجية امريكا أن تحالفها سيهزم تحالف المقاومة ولكن كانت الخيبة الكبرى ان محور المقاومة بقيادة حزب الله اللبنانى وبالدعم السورى الإيرانى قد إنتصر على محور الهيمنة الأمريكية – الصهيونية – الرجعية العربية والتى كانت تقودها لغياب الدور المصرى المملكة العربية السعودية الوهابية . لقد اثارت الهزيمة التى لحقت بالمحور الصهيو أمريكى رجعى عربى عسكريا بواسطة حزب الله اللبنانى الشيعى فى لبنان على الكيان الصهيونى وكذا الهزيمة الأمريكيةلإستراتيجة الشرق الأوسط الجديد المعتمدة والقائمة على الفوضى الخلاقة ببث الفتن بين الطوائف لإثارة الصراع بينها كالصراع الإسلامى المسيحى وكذا بين المذاهب كالصراع السنى الشيعى وهوالأكثر تفعيلاً وكذلك بين الإثنيات كالصراع العربى – الكردى فى العراق وهذه هى الإستراتيجيى الأمريكية التى خرجت بها أمريكا من العراق بعد إحتلالها ومحاولة تقسيم العراق إلى ثلاثة دويلات دويلة كردية فى الشمال ودويلة سنية فى الوسط ودويلة شيعية فى الجنوب حتى يمتد التقسيم إلى سوريا ثم إلى لبنان بعد هزيمة حزب الله اللبنانى الشيعى ولكن إرادة الله عز وجل ثم إرادة محور المقاومة إيران – سوريا – حزب الله والتى إنتصرت وأفشلت هذا التقسيم واسقطت هذه الإستراتيجية . بعد هذا الإنتصار التاريخى لمحور المقاومة والذى يتبنى فاعلية الطرف التحررى من الصراع العربى – الإسرائيلى أطلقت المملكة العربية السعودية معادلة تاريخية فى تأجيج الصراع السنى – الشيعى وقامت الجماعات السلفية الوهابية بترويج هذه المعادلة الشد قبحاً فى حركة الصراع وهذه المعادلة التى تقول أن الشيعة هم أشد خطراً وكفراً من اليهود الصهاينة ومعنى هذا ان المسلم السنى عليه واجب محاربة المسلم الشيعى حتى ولو تحالف السنى مع الصهيونى . بعد الحرب على لبنان فى 2006 م وإنتصار حزب الله اللبنانى وغنتشار معادلة الشيعى اشد خطرا وكفرا من اليهودى الصهيونى قامت أمريكا بواسطة سفيرها فى لبنان آنذاك جيفرى فلتمان منسق العمليات فى الحرب الصهيونية الأمريكية على لبنان وضد حزب الله وبندر بن سلطان رئيس المخابرات السعودية والسفير السابق للسعودية فى واشنطن بإعداد خطة تدمير سوريا حتى يتم قطع حركة الوصل بين سوريا العلمانية وبين إيران الشيعية وحزب الله الشيعى وفى هذا الصدد لابد من ذكر حقيقة صارخة وهى على درجة كبيرة من الأهمية وهى أن محور المقاومة المتمثل فى لإيران – سوريا – حزب الله لم يتبن الترويج للمذهب الشيعى فى صراعه مع الكيان الصهيونى بل قام هذا المحور بتزويد المقاومة الفلسطينية وخاصة الإسلامية منها حركة الجهاد الإسلامى وهى حركة إسلامية سنية وحركة حماس الإسلامية الإ خوانية وهى أيضاً حركة إسلامية سنية بالعتاد والسلاح والمال والتدريب بواسطة هذا المحور فى حين تخلى عنها كافة الأنظمة السنية العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية . وهنا يكمن حقيقة الصراع وفى اى طرف تقف الأنظمة العربية التابعة وفى اى طرف يقف المحور المقاوم والمدعوم من كافة أحرار العالم سواء من روسيا والصين والهند وكافة القوى الإشتراكية فى القارة اللاتينية وعلى راسهم فنزويلا والبرازيل والأرجنتين وشيلى والكافة بينما يقف فى المحور المهيمن الغتصب لأرض فلسطين والمحتل لما بقى منها من ارض المهيمن الأمريكى مع قاعدته العسكرية المدججة بالسلاح والحليف الإستراتيجى الكيان الصهيونى والذى فى هذا الشان تمسينا أمريكا وتصبحنا بتصريح حتى لاننسى انها حافظة لأمن إسرائيل يقف معهما كل من يخضع للهيمنة سواء بالشراكة كأوربا او بالتبعية كالرجعية العربية فى الخليج والرجعية الإسلامية كتركيا الإخوانية وإذا كان هذا المحور تاريخيا والذى يمثل الراسمالية العالمية المتوحشة يعمل على إستلاب وإستغلال الأمم فى محيطه فقد أضافت له الرجعية العربية ذات الفكر الوهابى السلفى التكفيرى معادلة جديدة وهى ان الشيعة أشد خطراً وكفراً من اليهود الصهاينة هذه المعادلة الجدية التى أحيت من جديد هذه الإستراتيجية الأمريكية للشرق الأوسط الجديد وفوضته الخلاقة لزرع بذور الفتنة السنية الشيعية وولادة قوى مادية تعمل على هذه المعادلة إضافة إلى قوة تنظيم القاعدة السلفى الوهابى التكفيرى . ولابد لنا ان نذكر انه فى أتون هذه الحرب الطائفية قام تنظيم القاعدة بعملية عسكرية داخل النطاق الأمريكى فى 11 سبتمبر ( أيلول ) 2001 م ضد مبنيى التجارة العالمى فى نيويورك ومن بعدها اعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب فكان إحتلالها لأفغانستان ثم العراق ثم ولادة اكثر من قاعدة فى العراق وسوريا فولدت داعش فى العراق وولدت النصرة فى سوريا وولد أكثر من رافد فى سوريا كما ولدت أنصار بيت المقدس الداعشية فى سيناء المصرية وانصار الشريعة الداعشية فى ليبيا . حتى نعود إلى السياق وبعد وضع خطة تدمير سوريا كان الوقت المناسب لها هو قيام الثورات العربية ضد الأنظمة الإستبدادية الجمهورية فى كل من تونس ومصر ثم إختطاف هذه الثورات بفضل هذا المحور المهيمن لينصب فصيل إسلامى دينى وهو فصيل جماعة الإخوان فى كل من مصر وتونس ثم تعمل الالة الإعلامية لتنقل الثورة إلى ليبيا لتقع فى براثن هذا الفصيل ثم اليمن على نفس الطريق ثم سوريا والتى هىالمحور الرئيسى فى الصراع والتى أعدت لها العدة سلفاً منذ العام 2008 م حتى يمكن تمكين جماعة الإخوان الإرهابية لقلب النظام السورى المقاوم بالمثل لماحدث فى المحيط العربى فى كل من مصر وتونس وليبيا واليمن . هذه الولادة الجديدة لأنظمة جديدة تقف فى النهاية فى خانة التبعية المقيتة والعمالة للمحور الصهيوأمريكى رجعى عربى والى تم إحلاله محل أنظمة إستبدادية تابعة وعميلة ايضاً فكان الإستبدال فى نفس الخامة بل أشد قسوة لأ الأنظمة الجديدة هىأنظمة فاشية دينية أكثر خطراً فما كان من الشعب الذى ثار ضد الإستبداد مطالبا بالحرية والكرامة والعدتالة الإجتماعية أن ثار مرة اخرى ليعزل هذه الطغمة الحاكمة بإسم الدين والتى تصب فى محور الصراع السنى -الشيعى والتحررى – الإستعمارى فكان التغيير فى مصر بثورة الثلاثين من يونيو ( حزيران ) والتى قامت بعزل هذه الطغمة والتى كادت مع حليفها التركى العثمانى وسيطرتها على كل من مصر وليبيا وتونس واليمن ومعهما قطر ثم تركيا العثمانية أن تعلن دولة الخلافة الإسلامية مما شعرت فى هذا الحين الحكم الوهابى السعودى بالخطر من إستفحال هذه الجماعة فى كل من السعودية والإمارات والتى كانت الجماعة تغلغلت فيه واصبحت قاب قوسين او ادنى من الإطاحة بحكم أمراء الإمارات فكان التحالف السعودى الإماراتى مع القاهرة ضد هذه الجماعة الإرهابية والتى افلت بعد ذلك فى تونس . هذا التغيير إنعكس على الحرب الدائرة فى سوريا منذ مارس 2011 م حتى الآن حرب شنتها الهيمنة العالمية بحلفها الصهيونى الرجعى عربى بدا بتمكين جماعة الإخوان الإرهابية ثم تم الإنتقال من الجماعة الإرهابية غلى الجماعات السلفية الوهابية فبدا الجيش الحر الذى تم تكوينه بواسطة القوى الرجعية بالإشتراك مع أمريكا من قيادات إخوانية تم إزاحة القيادات الإخوانية وإستبدالها بقيادات سلفية جهادية تكفيرية فظهر فى المشهد أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش فى العراق وظهر ايضاً ابو محمد الجولانى زعيم تنظيم النصرة فى سوريا وأصبحت الساحة العراقية – السورية ملعباً لداعش كما أصبحت النصرة تتركز فى سوريا وخاصة فى الجزء الغربى المتاخم للعدو الصهيونى وللحدود اللبنانية وجنوبا للحدود الأردنية بمعنى تمركز جبهة النصرة يبدامن الأردن جنوباً إلى درعا السورية غرباً مع الحدود الفلسطينية الأردنية حتى الحدود الفلسطينية المحتلة مع لبنان فى تماس مع حزب الله حتى تصل إلى إدلب فى الشمال واجزاء من حلب بينما داعش فى تماس مع النصرة فى الشمال وتتخذ من الرقة السورية مقراً لها ثم تمتد إلى العراق فى الأنبار ونينوى حتى إتخذت من عاصمة نينوى الموصل مقراً لها فى العراق وأصبحت كل من النصرة وداعش وبعض روافدهما من بقايا الجيش الحر فى تماس مع الأردن جنوباً ومع تركيا شمالاً. وإذا كان هذا التمدد السلفى الوهابى التكفيرى فى ساحة الشام والعراق ثم اصبح فى سيناء المصرية بواسطة أنصار بيت المقدس الداعشية ثم فى ليبيا عن طريق أنصار الشريعة الداعشية مع وجود قوات فجر الإسلام الإخوانية والتى تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس وكذا الأمر فى تونس لأنصار الشريعة . وهنا لابد من الإشارة فى النهاية لما يحدث فى اليمن فقد قامت حركة أنصار الله اليمنية الحوتية بإزاحة حكم الإخوان المسلمين من اليمن بحزبه التجمع من أجل الإصلاح والإطاحة به بما كان يقدمه من دعم لتنظيم القاعدة المنتشر فى اليمن ولأ هذه الحركة زيدية بمعنى أنها تنتمى إلى الطائفة الشيعية وتعمل فى الأساس ضد جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة فى اليمن فقد ناصبها الخليج العداء إنطلاقاً من الصراع السنى الوهابى – الشيعى . هذه هى حقيقة داعش وحقيقة صراعها والذى يصب فى النهاية فى خانة الصراع العربى – الصهيونى فى خانة الإمبريالية العالمية والصهيونية والرجعية العربية ويناهض ويعادى محور المقاومة التحررى .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول تداعيات إستشهاد مواطنون مصريون على يد داعش فى ليبيا
-
العالم قرية صغيرة - فى التخيل هل تفرض معادلة الكيان الصهيونى
...
-
حول زيارة الرئيس الروسى بوتن لمصر -هل يتلقف الرئيس المصرى ال
...
-
حول تداعيات حكم محكمة الأمور المستعجلة المصرية بان كتائب الق
...
-
رؤية فى الغد بمناسبة الإنتخابات البرلمانية المصرية
-
حول تنمية مصر فى مجال الثروة السمكية
-
عصر تجار الفتوى
-
العنف ضد المرأة - ثقافة التخلف
-
الأقفاص السمكية فى مصر - متهم أم مجنى عليه
-
تطور الأضداد - فى التناقض
-
مصر والعالم والغذاء
-
مصر - سوريا وتركيا بين الخلافة العثمانية والعثمانيون الجدد أ
...
-
حول صراع الهيمنة على المنطقة العربية - رؤية من خلال نصر أكتو
...
-
رئيس مصر2014
-
مصر الدستورية - 6 - يوم الإنتخابات
-
مصر الدستورية - 5 - سباق الرئاسة المصرية
-
مصر الدستورية - 4 - الرئيس القادم
-
مصر الدستورية - 3 - أوراسيا ومصر
-
مصر الدستورية 2 - فى مسالة الإنتخابات الرئاسية
-
ثورة المراة المصرية - طوبى لنساء 8 مارس
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|