أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2














المزيد.....


إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين الذي يمتلك رصيدا شعبيا كبيرا في المجتمعات أيضا يحمل الكثير مما يعلق به من أفكار يسقطها الناس على أساسيات الدين ويظن بحسن نيه أنها جزء منه وبالتالي التمسك بهذه الموضوعات المختلفة تزيد من الشقة والخلاف بين المسلمين في حين أن موضوعات الدين بينه وواضحة ومحددة وقادرة على المعالجة الضرورية في الحالات التي يتصدى لها أهل الأختصاص من الذين يؤمنون أن التطور متاح في فهم النص وليس في أستبداله أو تغيره تبعا للمتغيرات الإنسانية .
هنا يأت دور النخب الفكرية والسياسية المتطورة فالمجتمعات التي تتجمد فيها النخب السياسية والفكرية السائدة ، وتتعامل مع مواقفها وقراءاتها ومناصبها وكأنها من الحيازات والأملاك الشخصية لا يفرقها عنها إلا الموت إنما تتبع في الحقيقة الأنا الطاغية المريضة ،وستعاني هذه المجتمعات الكثير على صعيد تراكم الأخطاء والمصالح الخاصة وما يتبعها من تزاحم وتنازع مرده الحفاظ على حدود الأنا ،والتي تحول دون ممارسة العمل الإداري والسياسي بروح إنسانية وبما ينسجم ومتطلبات العدالة وخدمة الصالح العام الذي هو هدف الدين من وجوده قائدا للمجتمع .
هل يملك أحد اليوم تصورا ما لو أن الإرادة الربانية فعلا ألزمت المسلمين بإقامة نموذج ديني لدولة مميزة ومغلفة بإطارها الشخصي الخاص مقابل مجتمعات يحكم فيها القانون البشري القائم على النفعية الشمولية والعقد الأجتماعي الملزم وهذا يتطلب منها شيئين محددين أولهما أن يكون مصدر تشريعها ديني صرف دون أن يكون للإنسان حق في مناقشة ما يهمه من أمر لأنه بالتالي مصلحته الخاصة والتي يؤمن أن الله أخبره وأمرهم شورى بينهم أي أنه ممنوح أصلا حق الخيار في الأمر العام وهذا يشكل تناقض عندما تمنحه أمر وتحرم عليه من جهة أخرى أستعماله .
ثانيا أن يكون هذا المجتمع على شكلية واحدة في الإيمان دون أن يسمح التنظيم السياسي للدولة أن يكون هناك مخالف لأن الدستور ملزم كقانون عام ومجرد لكافة مواطني الدولة للتقيد به وبالتالي نحن أمام واحد من حلين أما أن المواطن المخالف يخرج من الجماعة لأنه ليس قادرا على التماثل مع بقية أعضاء مجتمع الدولة أو أن يفرد الدستور له وضعية خاصة تمنحه شخصية مختلفة وهنا أصبحنا أمام خرق لقاعدة العمومية والتجريد والمساواة الأساسية في الحقوق والواجبات .
النقطة الجوهرية الأخرى أن إدعاء بعض المسلمين أن الدين صالح لإقامة دولة حسب مدعيات الفكر السياسي الإسلامي سيمنح ذريعة للأديان الأخرى أن تتمسك بهذا الخيار وأن تباشر لإقامة دولها على ذات الفكرة لنجد بعد فترة أن العالم مجموعة من المحميات الدينية التي تتصارع على فكرة وصورة الله وأن شعوبا ستباد وتهجر وتقتل لمجرد أنها تختلف دينيا مع الغالبية وهذا يقود إلى صراع الأديان الصراع الذي يسحق الإنسان ولا يحقق رسالة السماء المعنونة بالسلام والمحبة .
إن فكرة دينية الدولة وأسندها إلى رغبة الله المزعومة ستتعدى بغبائها ولا حقيقية سندها وأنها ليست إلا فكرة أنانية أنطلقت من واقع الأنا الطاغية لتستثمرها في التسلط والاستحواذ على مغانم لا يمكن الوصول لها دون غطاء أيديولوجي يتصل بضمير ووجدان الإنسان وخاصة البسيط والساذج والمؤمن بالتسليم .
فإنها أيضا تكشف عن لا إنسانية الفكرة والقائمين عليها وتتناقض مع روح السلام والمحبة والحرية التي تميز المنهج الإسلامي في التعاطي البيني مع الله وبالتالي نؤكد على أنها فكرة ورؤية غارقة في الوهم ولا يمكن أن تنجح في مجتمع يتحكم به القانون الطبيعي القائم على الموائمة والتوازن بين حاجات الإنسان الفطرية وبين إرادة السماء التي كونت وكيفت هذه الحجات نحو غائية تستهدف الإصلاح والأستعمار بدل الإقحام والجبر والإلجاء لتسخير ما يمكن أن يكون موافقا ومتوافقا لا طبيعيا ولا عقليا منطقيا .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح1
- التعايش في ظل أزمة الدولة ح2
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح1
- الإنسان ومهمة الإسلام في تكوين الدولة ح2
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح1
- الجريمة التاريخية بحق الدين ح2
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح1
- الإنسان بين حكم الدولة وطاعة الحد الديني ح2
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة


المزيد.....




- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - إشكالية نشوء الدولة الإسلامية ح2