|
بيان المجلس الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في دورته الخامسة بالرباط يوم 11 شتنبر 2005
حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي
الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 12:06
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
إن المجلس الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المنعقد في دورته الخامسة بتاريخ 11 شتنبر 2005 بالمقر المركزي للحزب بالرباط، وبعد وقوفه دقيقة صمت ترحما على روح المناضل الطليعي التيجاني السلموني، الذي لقي مصرعه في حادثة شغل بمحطة القطارات بالقنيطرة، وبعد استماعه للتقرير السياسي الذي قدمه الأخ أحمد بنجلون الكاتب العام للحزب وما تضمنه من تحليلات ومواقف تتعلق بالوضع السياسي دوليا ووطنيا؛ وبعد وقوفه على الأوضاع التنظيمية للحزب، فإنه يسجل ما يلي: - دوليا إن الوضع على الصعيد العالمي، لا زال مطبوعا باستمرار الإمبريالية العالمية في نهجها لسياسة العولمة والليبرالية المتوحشة، وما تمثله من نهب لخيرات شعوب العالم الثالث، وتفكيكها لاقتصاديات هذه البلدان وإعادة تركيبها ودمجها في الاقتصاد العالمي وفق ما يخدم مصالح الرأسمال ضدا على المصالح الحيوية للشعوب. إن هذه السياسة أصبحت تشكل تهديدا حقيقيا على مستقبل الشعوب وعلى السلم العالمي، وذلك بسبب ما تخلفه من أزمات اقتصادية واجتماعية.. تعتبر التربة الخصبة لاندلاع الحروب الأهلية وانتعاش التطرف بمختلف أشكاله. كما أن الهدر التي أصبحت تتعرض له الثروات الطبيعية نتيجة لهذه السياسة الهادفة إلى الرفع من إنتاجية الاقتصاد العالمي، بحثا عن المزيد من الأرباح، دون مراعاة للمصالح الحيوية للشعوب والفئات الكادحة. وقد كشف إعصار "كاترينا" عن الوجه الحقيقي لليبرالية المتوحشة وأظهر للعالم الهوة العميقة التي تفصل فقراء أمريكا عن أغنيائها. إنما نشهده اليوم من أزمات اقتصادية وآفات اجتماعية كالبطالة والفقر وانتشار الأوبئة في مختلف مناطق العالم، ومن تراجع للقيم الديمقراطية، ولمختلف أشكال التضامن الأممي، يشكل دليلا على أن استمرار سياسة العولمة والليبرالية المتوحشة لن يقود العالم إلا نحو المزيد من الأزمات والحروب والويلات لشعوب العالم. - إقليميا إن التعثر الذي يعرفه المشروع الأمريكي في العراق المحتل يؤكد على أن سياسة القطب الوحيد التي تنهجها الامبريالية الأمريكية، رغم قوتها العسكرية لا يمكن أن تنجح في التحكم بمصير الشعوب كما أن سياسة التقتيل والإبادة التي يتعرض لها الشعب العراقي يوميا قد أكدت للعالم أجمع زيف الإدعاءات الأمريكية في محاربتها " للإرهاب" ونشرها للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم العربي. وفي فلسطين، إذا كان الكيان الصهيوني قد اضطر إلى الانسحاب من قطاع غزة الذي كان يحتله منذ 38 سنة، وذلك بفضل نضال وصمود الشعب الفلسطيني؛ فإن هذا الانسحاب لا يمكن أن يغطي على الطبيعة التوسعية والعنصرية للسياسة الصهيونية والتي تتأكد على أرض الواقع في استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات وتشييد جدار الفصل العنصري ورفض عودة اللاجئين...الخ إن نضال الشعب الفلسطيني سيستمر ويستمر معه التضامن الذي أصبحت تتمتع به الثورة الفلسطينية عالميا... وتحرير غزة هو الخطوة الأولى على درب تحرير كل فلسطين وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. - وطنيا إن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي باعتباره استمرارا لحركة التحرير الشعبية وفي ظل التطورات التي تعرفها قضية وحدتنا الترابية، يؤكد مرة أخرى على أن الاستفتاء حول مغربية الصحراء، أصبح غير ذي موضوع لأن قضية الصحراء هي قضية كل الشعب المغربي الذي قدم من أجلها العديد من الشهداء والتضحيات ولا يمكنه تحت أي مبرر كان أن يفرط فيها أم أن يقبل بأية مساومة حول سيادة بلادنا على أراضيها. إن الدفاع عن الوحدة الترابية لبلادنا لا يمكن أن ينجح إلا بإشراك كل جماهير شعبنا وحتى حل الجهوية لا يمكن أن ينجح إلا في إطار بناء دولة ديمقراطية يتمتع فيها الشعب المغربي بكامل سيادته. إن الطبقة الحاكمة في بلادنا لا زالت مستمرة في نهجها لسياسة لا تحترم الإرادة الشعبية سواء تعلق الأمر بقضية وحدتنا الترابية أو بالسياسة الداخلية، وهكذا ورغم الخطابات المبشرة بالعهد الجديد ورغم الرتوشات التي تعمل جاهدة على إحداثها في نظامها المخزني التقليدي، فكل الوقائع تؤكد زيف شعارات الانتقال الديمقراطي ودولة الحق والقانون وحقوق الإنسان... إن استبداد الطبقة الحاكمة بالسلطة لا زال مستمرا، فكل القرارات والاختيارات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تتم دائما بشكل فوقي ودون أي اعتبار لحق الشعب المغربي في ممارسة سيادته. إن استمرارية هذا النهج السياسي المخزني لا تعمل سوى على إدارة الأزمة، فلا مجال للحديث عن الانتقال الديمقراطي إلا في إطار إصلاح دستوري شامل، وفصل حقيقي للسلط واستقلال للقضاء... ولا مجال للحديث عن طي الصفحة الماضي، إلا بالكشف عن الحقيقة كاملة ومحاسبة ومحاكمة كل المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجبر أضـرار الضحايا ووضع كل الضمانـات والتشريعات حتى لا تتكرر مثل هذه الانتهاكـات، كما أن إصـلاح الحياة السياسية، لن يتم بإصدار قانون جديد للأحزاب تم إعداده في دهاليز الدولة؛ لأن الهدف الحقيقي من ورائه هو مخزنة الحياة الأحزاب، والتضييق على الأحزاب الديمقراطية الحقيقية، ومن ضمنها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. إن الوجه الحقيقي للمخزن في بلادنا – ورغم الشعارات التي يرفعها- يظهر واضحا في استمرار الاعتقالات والمحاكمات الصورية، كما حدث للمناضل الطليعي محمد العاجي، الذي حكم عليه بسنة سجنا نافدا، لمشاركته في مظاهرة سلمية بمدينة تازة، وكما حدث للمواطنين الذين تظاهروا بمدينة العرائش دفاعا عن الوعاء العقاري المستهدف من طرف لصوص المال العام. أما على الصعيد الاقتصادي، فإن سياسة الطبقة الحاكمة ببلادنا، لا زالت تخضع لتوجيهات المؤسسات المالية العالمية والتي تأتي دائما لخدمة مصالح الرأسمال العالمي ضدا على المصالح الحيوية للشعب المغربي. كما أن غياب سياسة اقتصادية واجتماعية تنموية حقيقية لدى الطبقة الحاكمة، تجعل دائما الاقتصاد المغربي يعيش رهينة إما للظروف المناخية المتمثلة، في تعاقب سنوات الجفاف خاصة وأن المنتوج الزراعي يمثل نسبة كبيرة من الناتج الداخلي الخام، أو للتحولات والأزمات التي يعرفها الاقتصاد العالمي. وهذا ما أكدته الزيادات المتتالية في أثمنة المحروقات مما يبين هشاشة البنيات الاقتصادية لبلادنا. وبخصوص الوضع الاجتماعي في بلادنا، فإن استفحال ظاهرة البطالة وارتفاع نسبة الفقر والأمية خاصة في هوامش المدن وفي البوادي، وكدا في تدني مستوى الخدمات الاجتماعية، من تعليم وصحة وسكن... والتي أصبحت في معظمها مهددة بشبح الخوصصة. إن هذا الوضع أصبح يشكل تهديدا خطيرا على التلاحم الاجتماعي، ويهدد بانفجار اجتماعي لا يمكن التنبؤ بانعكاساته السلبية على مجتمعنا. وأمام هذا الواقع، وكعادتها لجأت الطبقة الحاكمة إلى سياسة الترقيع. حيث ثم إطلاق ما يسمى " بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية" التي تحكمها أساسا أهداف أمنية وسياسية، تجعلها بعيدة عن تحقيق تنمية حقيقية تهدف إلى الرفع من مستوى عيش الجماهير، ومحاربة الفقر والبطالة والقضاء عليهما.
إن حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي
يعتبر أن إخراج البلاد من واقع الأزمة التي تتخبط فيها لا يمكن أن يتم إلا باعتماد اختيارات سياسية واقتصادية واجتماعية، تخدم أولا وأخيرا مصالح الشعب المغربي. لذا فإنه - يطالب بإصلاحات دستورية شاملة تسمح للشعب المغربي بممارسة سيادته كاملة بواسطة ممثلين منتخبين انتخابا حرا ونزيها، وبفصل حقيقي للسلط واستقلا القضاء ونزاهته وإقامة دولة الحق والقانون وتوسيع مجال الحريات وصيانتها. - يعلن لرفضه ما يسمى بقانون الأحزاب ويدعو كل القوى الحية للنضال من أجل مواجهته والمطالبة بوضع تشريعات تضمن وتصون الحقوق والحريات. - يعتبر أن هيئة الإنصاف والمصالحة، قد فشلت في مهمتها المتمثلة في الكشف عن حقيقة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان؛ لأن تركيبتها وطريقة تشكيلها واشتغالها لا تمكنها من ذلك، ولأن طي صفحة الماضي لا يمكن أن يتحقق إلا بالكشف عن الحقيقة كاملة وتحديد مسؤوليات الأجهزة والأفراد ومحاسبة كل المسؤولين عن تلك الانتهاكات ووضع كل التشريعات التي تمنع تكرارها. - يشيد بعمل الهيأة الوطنية للحفاظ على المال العام ويطالب بمساءلة المسؤولين عن نهب أموال الشعب والعمل على إرجاعها إلى خزينة الدولة ووضع كل القوانين الكفيلة بحماية أموال الشعب المغربي. - يعلن عن تضامنه الكامل مع المناضل الطليعي الأخ محمد العاجي الذي صدر في حقه حكم جائر بالسجن وذلك في إطار محاكمة صورية كما يطالب بإطلاق سراحه. - كما يعلن عن تضامنه مع المواطنين الذين اعتقلوا بمدينة العرائش ويطالب بإطلاق سراحهم. - يعبر عن تضامنه المطلق مع الشعب الفلسطيني في كفاحه ضد الاحتلال الصهيوني ويدعو كل القوى التقدمية إلى مواصلة دعمها للثورة الفلسطينية حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. - يعلن عن تضامنه مع الشعب العراقي الشقيق في نضاله ضد الاحتلال الامبريالي لبلاده كما يدين تهديدات الامبريالية لكل من سوريا وإيران وكذا الحصار المضروب منذ سنين على الشعب الكوبي. - يعبر عن تعاطفه مع ضحايا إعصار "كاترينا" الذي ضرب ولاية "نيو أورليانز" الأمريكية. - يدعو كافة مناضلات ومناضلي الحزب إلى المزيد من التعبئة لمواصلة النضال من أجل تحقيق الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها شهداء حزبنا الأبرار.
#حزب_الطليعة_الديموقراطي_الاشتراكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيان مشترك النهج الديمقراطي / حزب الطليعة الديمقراطي الاشترا
...
-
بلاغ إخباري
-
بيان إلى الرأي العام
-
بيان تنديدي
-
كلمة حزب الطليعة في المهرجان النسائي لتجمع اليسار الديمقراطي
...
-
بيان إلى الرأي العام الوطني و الدولي
-
بيان حول أوضاع الجامعة المغربية
-
بيان المجلس الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي
-
من اجل انقاد حياة المناضل محمد خويا المعتقل تعسفا بالسجن الم
...
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|