أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين نور عبدالله - الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة














المزيد.....


الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة


حسين نور عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 09:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت المدرسة الرواقية مع مؤسسها زينون الأيلي يتجهون الى وضع اجابات محددة لتساؤلات الحياة , حيث أن أثينا في ذلك الوقت كانت تمر بأزمة ثقة بعد فقدانها الحكم الذاتي وسيطرة المقدونيين عليهم ومن ثم اسبارطة ما جعل الأثينيين يتسائلون عن مغزى الحياة فكانت الاجابات الفلسفية مختلفة وأنتجت لنا مدارس مختلفة كالكلبية والقورونائية والابقورية والرواقية .
ولكن المذهب الرواقي كان قد قطع شوطا أطول من المذاهب الأخرى فبدأ يتحول الى مذهب مغلق حيث الحياة أصبحت في معرفة مراد الاله والحكيم هو من يعرف مراده ويجب علينا استكشاف ما يريده الاله والذي يكون خيرا في كل الأحوال فالاله لا يصدر منه الا كل خير .
وهذه النقطة هي التي أنتجت لنا حجة الشر الشهيرة لابيقور حيث تسائل عن وجود الشرور ان كان الاله لا يريد الا خيرا , أهو عاجز ؟ أم مستمتع بهذا الشر ولا يريد تغييره ؟ أم لا يعرف عنه ؟ وفي كل الأحوال لا حاجة لنا به , وكان رد الرواقيين أنه يتعين علينا تحديد ماهية الشر الذي نعنيه , حيث أن المسميات من حيث هي نسبية فالكذب قد ينجي من الموت وقد يكون المرض خيرا عند شخص لم يلتحق بجيش قد هلك وهكذا .
وهنا أنا لا أريد الدخول فيما شجر بين الرواقيين والأبقوريين بقدر ما أريد أن أوضح أن شمولية الرواقية أنتجت شكا ابقوريا وأيضا مشككين أمثال أرقاسيلاس وقرنيادس وأرسطون ومن قبلهم بيرون .
فمن المحال أن ترى شمولية بلا مشككين , حيث أن البشر يختلفون وينفرون من الشمولية الدينية وان حاولت هذه الشمولية استخدام جميع أنواع القمع .
فحرق جيوردانو برونو من قبل الكنيسة أمام جمع من الناس لم يثر الهلع في نفوسهم بقدر ما أثار الكره لشمولية الدينية اللذي كان اساسا للنزعة الفردية للعصر الرومنسي الفلسفي من أمثال شيلنج وغيرهم .
فالشمولية تعني توقف لعجلة الحياة وهذا ما حصل لأوروبا في القرون الوسطى حيث توقفت عجلة الحياة لشمولية الكنيسة حتى ثار عليها القديس لوثر كينج وزعزع كيانها ومن ثم حدثت المصادمات والتفاعلات فعادت روح الحياة لأوروبا .
فيما الأسلام في بداياته لم يعرف نزعة فكرية شمولية حيث كانت الأتجاهات مختلفة وفي المسألة الواحدة كانت الأراء مختلفة وقد ترجح عند شخص دون الأخر .
ولكن مع الاسلام الأصولي اليوم لا مجال الا لشمولية دينية بشقييها السني والشيعي , حيث يمنع الخلاف منعا بات بل يكفر صاحبه وهذه الجماعات هي نتاج بذرة الاصولية الغير عاقلة والتي أيضا تبشر بقرون من الشك وبانهيار كامل لهذا الصرح الأصولي .
فكما أن الشيوعية فشلت فشلا تاما في محاولتها الشمولية لازاحة الفرد والابقاء على المجموع مع أن هذا يتنافى بشكل كامل مع مبادئ ماركس , نرى أيضا اليوم الصرح الاصولي الأسلامي يأسس الى هوية لا تليق بالانسان وتسحق الفرد في سبيل يوتبياه كاذبة .
" كل يوتوبياه صادرة عن فرد واحد مصيرها الفشل " فمدينة أفلاطون لم تكن فاضلة كونها فصلت من قبل شخص واحد وهذه شمولية تنافي الانسان ولو طبقت لوجد من يقاومها ويشكك فيها فالشك الوجه الثاني للحياة .
أعظم سلاح يتم به مواجهة الأصولية الدينية هو الشك , الشك في مصادرها وفي تشريعاتها وفي كل شيء كما فعل ديفيد هيوم , على أن الشك شيء والألحاد شيء أحر , حيث الشك يفيد البحث فيما الألحاد مجرد هروب من التفكير ووجه من الجهل كون الالحاد من المفترض أن يكون نتيجة لا حجر أساس وأسألوا أنتوني فلو عن هذا.
أعتقد أن العالم العربي يحتاج لحملة شعارها " هيا بنا نشك " ....



#حسين_نور_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنسان والأديان
- حب الجمال .. برهان على وجود الاله
- - فمن خلق الله ؟ - ( 1)
- بديانة الاسلام الحق .. غاندي أقرب الى محمد من ابن تيمية
- الوهم( 2 )
- الزواج الشرعي ....زنا باشراف المعبد
- -الا من أتى الله بقلب سليم -


المزيد.....




- الشيخ نعيم قاسم: الثورة الاسلامية في ايران هي انموذج للحياة ...
- الشيخ نعيم قاسم: المشروع الامريكي خطر على الدول العربية والا ...
- إيهود باراك يحذر نتنياهو من العودة للحرب في قطاع غزة
- السيسي يناقش -خطة غزة- مع رئيس الكونغرس اليهودي وولي عهد الأ ...
- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين نور عبدالله - الشك أساس الفكر , والوجه الثاني للحياة