جاسم هداد
الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 07:50
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
عند تشكيل الحكومة العراقية قبل اكثر من اربعة اشهر , استبشر المخلصون لهذا الوطن قيام الحكومة بتخصيص مقعد وزاري لشؤون السياحة والآثار , وهي بادرة جيدة تدل على اهتمام الحكومة بآثار بلد يمتد تاريخه لأكثر من سبعة آلاف سنة , وبلد تعرضت آثاره للتخريب والنهب , ولم تسلم حتى المواقع الأثرية من السرقة والنهب , حيث تعرضت لعمليات سرقة منظمة من قبل مافيات الآثار.
تقدر الآثار المنهوبة بـ " 30 ألف " قطعة اثرية نادرة, اما قيمتها فأنها لا تقدر بثمن لقيمتها التاريخية واهميتها , واغلب هذه الآثار المنهوبة تم تهريبها خارج الحدود , ومن خلال المنافذ الحدودية , وتكاد تكون الأردن الدولة المجاورة الوحيدة التي ساهمت في استعادت بعض الآثار المنهوبة حيث تحتفظ بحوالي " 1615 " قطعة اثرية , سوف يتم استرجاعها وفق القنوات والطرق الدبلوماسية .
اما الجارة المسلمة ايران , فلقد مر من خلال حدودها غالبية ما تم نهبه , ولعبت مع الأسف دورا رئيسيا في تنظيم نهب وسرقة الآثار , وان العراق لم يسترجع أي قطعة اثرية مهربة الى ايران , لابل انها اعتذرت عن تقديم المساعدة للسلطات العراقية في استعادة الآثار المسروقة والتي قسم منها معروض في المتاحف الأيرانية , والقسم الآخر معروض للبيع في الأسواق الأيرانية , مبررين ذلك بتشابه حضارة غرب ايران مع الحضارة العراقية .
ولا زالت عمليات نهب الآثار مستمرة , لابل تم تطويرها , حيث يتم مقايضتها بالأفيون والحشيشة والترياك , وفق ما اكده مدير شرطة كربلاء لجريدة الحياة , حيث يقوم بذلك التجار الأيرانيون والباكستانيون والأفغان القادمون من ايران بتسهيل من " الجمهورية الأسلامية الأيرانية "
ونشرت جريدة الرأي العام الكويتية خبرا عن نية الحكومة العراقية , القيام بإجراءات لأستعادة الآثار المنهوبة , وانها اجرت اتصالات مع الشرطة الدولية " الأنتربول " , ونعتقد ان من واجب وزارة السياحة والأثار , مطالبة البوليس الدولي بتكثيف جهوده مع ايران لأستعادة آثارنا المسروقة , فغالبيتها كما اسلفنا موجودة هناك , وكذلك يجب ان يعي المسؤلون الحكوميون ان مصلحة العراق فوق كل مصلحة , وعلى الوزارة اقامة الدعوة على كل من يرفض اعادة ماتم سرقته من وطننا .
ان ما يشيع الفرح ان الحكومة اكدت قدرتها على حماية الآثار في المرحلة القادمة , متمنين من القلب ان تكون حكومتنا الحالية والقادمة قادرة على حماية المواطن ايضا , وقادرة على حماية حدود وطننا من تسلل الأرهابيين وتجار المخدرات .
#جاسم_هداد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟