أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - السياق الإيديولوجي للعقل الحديث واختلاف البنية الثقافية














المزيد.....

السياق الإيديولوجي للعقل الحديث واختلاف البنية الثقافية


رواء محمود حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 16:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



يؤكد تورين أن من المستحيل أن نطلق كلمة ( حديث ) على أي مجتمع يسعى إلى أن ينظم نفسه طبقاً لجوهر قومي أو ديني. والحداثة أيضاً ليست مجرد تتابع أو تغيير للأحداث، إنها عملية إنتشار لمنتجات النشاط العقلاني التكنولوجية، والعلمية، والإدارية، فهي تتضمن عملية التمييز المتنامي بين العديد من القطاعات في الحياة الإجتماعية: الإقتصادية والسياسية والحياة العائلية والدين والفن خصوصاً، لأن العقلانية الأداتية تمارس دورها في مجال النشاط الإقتصادي نفسه. وهي بذلك تستبعد أن ينظم أي نشاط من الخارج لأن الحداثة تستبعد أي غائية. إن إزالة السحر والعلمنة بحسب فيبر تحددان الحداثة باعتبارها عقلنة، ومن خلالهما يتم تبرير قطع العلاقة مع الغائية الدينية التي تنادي بنهاية للتاريخ، سواء عن طريق مشروع ديني أو تلاشي الإنسانية المنحرفة. وفكرة الحداثة لا تستبعد فكرة نهاية التاريخ، كما ينظر لها كبار فلاسفة التاريخية مثل كومت وهيجل وماركس، ولكن نهاية التاريخ هنا هي نهاية ما قبل ما قبل التاريخ وهي أيضاً بداية لتطور يدفعه التقدم التقني وتحرير الحاجات وإنتصار العقل ( تورين: " نقد الحداثة "، ترجمة أنور مغيث، المجلس الأعلى للثقافة، مصر، 1997 م، ص 29).
والسؤال هنا: في أي سياق يفكر فيه تورين حين يحدد مفهوم ( عقل حديث)؟
نجد الإجابة عند راندال حين يحدد ما يسميه ( الحل الوسط للإصلاح الديني ) فالإهتمامات الجديدة في حياة الإنسان الطبيعية وفي محيطه، والعالم الجديد المدهش للمستكشفين الكبار، مما أحدث تأثيراً بالغاً على المنظمة الدينية التي تغلغل نفوذها في كل ناحية من نواحي الحياة في القرون الوسطى. حتى لقد ادعت أنها تنظم كل فعل من أفعال الفرد. ويرى راندال أيضاً أن السبب الرئيس للثورة الدينية الكبرى على المؤسسة الدينية في القرون الوسطى في أوربا تعود إلى النمو الاقتصادي الكبير الذي حققه المجتمع الأوربي وما رافقه من نشوء الطبقة الوسطى. وإننا لنجد وراء كل من الحركتين، ولكن بأشكال مختلفة، نفس الفردية والرأسمالية والقومية، وكل ذلك إنتهى إلى مذهب التطهير والإصلاح ( البيوريتانزم ). إن العقل الحديث للنهضة أو الإصلاح الديني الأوربي يعود إلى حركة علمية متأخرة نشأت في القرنين السابع والثامن عشر. لكن قسماً كبيراً من مثله العليا والأغلبية من المؤسسات التي تبلور فيها تعود إلى ذلك الدور الكبير. وقد حطم العالم الذي أخذ في الاتساع قيود الحياة القديمة في جميع أشكالها ( جون هرمان راندال: " تكوين العقل الحديث "، ترجمة الدكتور جورج طعمة، مراجعة الأستاذ برهان الدين الدجاني، مقدمة تحليلية بقلم الدكتور محمد حسين هيكل، دار الثقافة، بيروت، بدون تاريخ، ص 224 – 225 ).
نخلص من ذلك إلى أن العقلانية الحداثية التي يحددها تورين بالتحديدات المتقدمة تقع في سياق إيديولوجي يقع حصراً في مجال الحيز الجغرافي الأوربي بكل ملابسات الإنتقال من نظام التفكير في العصور الوسطى إلى قطيعة معرفية معه تبدأ مع بدايات عصر الإصلاح الديني والنهضة الأوربية. الأمر الذي يحول هذه القطيعة إلى سياق آيديولوجي محض يقع في بيئة جغرافية وزمانية محددة ويفتح الباب أمام مناقشة واسعة حول التباين الحاصل بينها وبين البيئات المعرفية في أماكن أخرى من العالم.



#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المفهوم الدقيق للحداثة؟
- لآن تورين ونقد الحداثة: بداية نقدية
- التواضع بوصفه حلاً من احترام الذات إلى الاستقرار العاطفي ومع ...
- في الإلحاح الناتج عن القلق
- في المشاعر والقلق الشعوري
- مقاربة في السلوكيات
- تاريخ المشقة ومعالجة الفشل
- روبرت ليهي من (أسلوب تعطيل الفكر) إلى ( طريقة التمكين الشخصي ...
- مقدمة في العلاج المعرفي للقلق عند روبرت ليهي
- كارل بوبر قراءة أولى على طريق الإستكشاف الفلسفي
- إعادة اكتشاف تراث ابن رشد د. حسن مجيد العبيدي والإستمداد الم ...
- جوزيف سايفرت ومنهاجية الحوار الديني في الفينومينولوجيا الواق ...
- إميل بوترو عن الدين وعلاقته بالعلم في الفلسفة المعاصرة
- ما وراء الغرب الانتحار والعدمية والتدهور
- اكتشاف سعيد النورسي مدخل مفاهيمي الى (سيرة ذاتية) ‏
- في نقد العقل المتفرد
- مناقشة د. حسام الآلوسي: التطور والنسبية في الاخلاق يلغي الاخ ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - السياق الإيديولوجي للعقل الحديث واختلاف البنية الثقافية