تغيير الطبع؟

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 10:44
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

العبور من الخبرة إلى الادراك والوعي.
التحليل النفسي والماركسية, مأكولان مذمومان, تناهب تركتهما كل من هب ودب(الدعاية الرخيصة والجرائد الصفراء ونظريات المؤامرة). وما تزال النظريتان ,بعد مرور قرن على الأول واثنان للثانية_ بنفس درجة الغموض والنخبوية والتشويش والتشويه, بشدة متزايدة.
بالنسبة لي شخصيا_ بقيت عشر سنين ماركسي العقيدة, ولا اعرف شخصا واحدا قرأ كتاب رأس المال لماركس بما فيهم أنا!
حظ فرويد ليس أقل سوءا, على الصعيد المعرفي, لقد صنع الاعلام والشعبوية صورة كاريكاتورية لمؤسس التحليل النفسي_ تختلف عنه بالفعل أكثر مما تشبهه.
* * *
لمقاربة فرويد الانسان_ المفكر والعالم, لا يكفي نموذج بسيط ومفرد, بسبب تعقيد شخصه ومنجزه.
حالة الازدواج والتناقض كانت بارزة في مسيرة التحليل النفسي دوما _ وما تزال.
فرويد يشبه كولومبوس والدلاي لاما بنفس الدرجة؟
_ اكتشف قارة كانت حدوس من سبقوه تدرك وجودها منذ قرون.
_ أدرك الميراث الانساني الجوهري والمشترك, وقام بتطبيقه على نفسه وحياته.
* * *
الاسقاط والتمثل والكبت_ بؤرة التحليل النفسي.
آليات لاشعورية تعمل بصورة مستمرة,خارج مجال الوعي والادراك.
هي السبب والتبرير أيضا للنزاعات العاطفية, الموقف الانفعالي ثنائي المشاعر على وجه الخصوص.
آليات تبدأ كضرورة مع بداية السيرورة خلال الطفولة_ لتنتهي حالة عصاب بعد النضج, ودخول الفرد حلقة مغلقة من نفي مزدوج, للعالم الخارجي ولواقعه النفسي على السواء.
* * *
عقدة أوديب بمعناها الثقافي_ الاجتماعي الواسع, سيطرة الماضي على الحاضر والمستقبل, وتحكمه بالمصير أيضا.
في الجانب الديني تجد تعبيرها المباشر في الوثنية: استبدال المطلق بأداة وتمثال.
في الجانب النفسي_ المعرفي كما تتجسد وتبرز في العصاب العالمي الحالي: عكس اتجاه المزية والخصائص الانسانية الأساسية:
عودة الخيال ونكوصه إلى الماضي وتشتت الذاكرة وضياعها في المستقبل!
مع أننا نولد جميعا(روحيا) أصحاء وقادرين على الفرح؟ اين ننتهي!
عقدة أوديب_ دائرة الراحة: التعلق المبالغ فيه بالأم ورموزها: الأرض والدولة واللغة ...والنتيجة الحرب الدائمة على كل جديد,والويل لمن يخرجون عن الطاعة إلا تحت سلطة أكثر تعصبا وانغلاقا.
* * *
أي سلوك يعكس المستوى المعرفي_ الأخلاقي للشخصية,وإن بنسب متدرجة في الشدة والوضوح.
المثل الملائم: الهوية الفردية, بقيت دلالتها الوحيدة بصمات الأصابع لمئات السنين.مع تطور العلم وأدوات المعرفة والمعايير_ صار يكفي الحصول على جزء صغير (شعرة مثلا) من جسد الفرد لمعرفة هويته بدقة تقارب اليقين, متى توافرت المختبرات الحديثة. على التوازي_ علاقة الانسان بطفولته أو مراحل حياته المتتابعة, ليست متساوية بشدة التأثير كذلك لا توجد لحظة حاسمة محددة مسبقا (زمنيا او اجتماعيا) هي الأهم من سواها.
كل لحظة في الحياة هي بداية ونهاية بنفس الامكانية. على التوازي مع لحظتي الاندماج_ الانفصال: الموت والولادة.
* * *
الوعي _ توسيع الشعور,عبارة تصل الفلسفة بالعلم بالأخلاق, ثم تدمجها في الشعر غبطة الوجود....يا سوزان

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات