أحمد كاطع البهادلي
الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 13:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحية طيبة: للتفضل بالنشر، ولكم الامتنان والتقدير
ماذا تريدون بعد ؟
أحمد كاطع البهادلي
في الأعوام التي تلت سقوط النظام المجرم في بغداد، والمتمثل بصدام و"عربان العوجة" وبعض النفايات من أزلام البعث المجرم, استبشر الفقراء والمعدمون من الغالبية الصامتة من أبناء الشعب العراقي خيراً، وظنوا أن مآسيهم قد انتهت، وأن ويلاتهم ولَّـت الى حيث لا رجعة لكنهم ــ للآسف ــ كانوا متوهمين بل ومخطئين! وتبيَّن بعد ذلك أن ويلاتهم في ازدياد ودماءهم في جريان, فكانت حقبة نفايات البعث هي مجرد صفحة عابرة من سلسلة مؤلفات تأريخ بني أمية الأسْوَد القذر والمبني على جماجم الضعفاء، واستمر المسلسل، ولكن بشخوص أخرى تحمل الفكر والنهج الدموي الغادر نفسه, فكان المنهج في زمن البعث هو منهج المقابر الجماعية والجثث المجهولة التي كانت تزهق فيه الأرواح بصمت؛ لتغادر هذه الدنيا، وهي مكبلة إلى المجهول، ولتعرج هذه الأرواح إلى ملكوت السماوات، وتعلن هناك محكمتها على جلاديها.
وأما الصفحة الجديدة من ذلك الكتاب الأموي المشؤوم الذي فُتِحَ بسجلات السيارات المفخخة ذات التمزيق الجسدي الهائل والصوت المدوي الذي تخرس فيه صرخات المعدمين، ولترحل بصخب البارود و"السي فور" الحارق ومعها جاءت ثقافة الأحزمة الناسفة، وليفرد فيها مؤلف ذلك الكتاب المشؤوم فصلاً أسماه فقه الأحزمة الناسفة ! ولترحل الأرواح وهي في حسينيات الرحمان إلى تخوم السماء بلا صرخات ولا عويل، وهي ممزقة حد النزف, وأيضاً لا ننسى ثقافة جئناكم بالذبح السعودي، وعلى طريقة "بعران" الخليج لتهلل ولتكبر على رأس الضحية المسكين، وقد أفرد في هذا الكتاب فصلين أسماها اتباع ابن تيمية ثقافة جئناكم بالذبح !!! ولتقطع أيضاً الرؤوس بصمت، ولتعرج في سماوات ربّ العالمين لتقدم مع ضحايا صفحات ذلك الكتاب المشؤوم الشكايةَ والظُلامةَ [إلى الله المشتكى] هكذا تقول قبل قبض الأرواح وإزهاق الأنفس على أيدي شذاذ الآفاق الذين لم يرعووا، ولن يرعووا للناس ذمة ولا دين، ولسان حال الناس بعد كل الذي جرى يقول: (ماذا بعد هذا ؟؟؟ ) أي ماذا تريدون بعد الذي جرى، وماهي بغيتكم من بعد صفحاتكم هذه ؟؟؟؟.
#أحمد_كاطع_البهادلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟