أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - أداء ومهام السياسي السوي














المزيد.....

أداء ومهام السياسي السوي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكيانات الحزبية في الدول المتخلفة عبارة عن نادي ليلي للمقامرين، يجمع أطياف متعددة من فئات المجتمع وغالباً ما تكون فيه السطوة لحثالات المجتمع. والمراهنات فيه ترفع من قدر وشأن حثالات لمصاف النبلاء وتخفض من قدر وشأن النبلاء إلى الحضيض، والجهة الوحيدة التي لاتعنيها خسارات الآخرين هي إدارة النادي الليلي (قيادة الكيان الحزبي) فهي تحصد الأرباح من خسارة الآخرين!.
هذه الأشكال المبتذلة من الأداء السياسي في الكيانات الحزبية أساءت، بشكل كبير للعمل السياسي. وأصبحت مفردة السياسي (خاصة السلطوي منها) ترادف صفات: اللص، الخسيس، النذل، الحثالة، الانتهازي، الأناني، والقاتل.....).
وبخلافه فإن العمل السياسي في الدول المتحضرة، هو امتهان للسياسة من خلال الانضمام لمؤسسات سياسية. والسياسي هو الممتهن للعمل السياسي ويحظى بالتحصيل والدراسة والإدراك والفهم والثقافة لأداء المهام السياسية.
إن من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها السياسي قبل أن امتهانه للسياسية، هو أن يكون إنساناً. أي أن يكون ملتزماً بالقيم الإنسانية في تعامله مع الآخرين، فمن يفتقدها لايصلح للعمل السياسي. وهذا ما يطلق عليه الاحتكام إلى الضمير في التعامل مع الآخرين، فمن كان ضميره ميتاً يفتقد للمشاعر والأحاسيس تجاه الآخرين.
يخاطب ((آلدس هكسلي)) السياسي قائلا:"لا أحد يطلب منك أن تكون شيئاً سوى إنسان (أي لا ملاك ولا شيطان). أي ذاك المخلوق الذي يمشي بمهارة على حبل مشدود عن يمينه العقل والفكر والضمير وكل مفردات العالم الروحي، وعن يساره الجسد والغريزة وكل مفردات العالم الحيواني. التوازن، هو كل ما يطلب منك!. فهل هذا الأمر عسير المنال عليك؟".
إن السياسي السوي يجب أن يكون صادقاً مع نفسه قبل أن يكون صادقاً مع الآخرين. وإن يؤدي الأمانة التي أوكلها المجتمع إليه، بسمو ورفعة ولايساوم عليها من أجل مصالحه الذاتية. إن العمل السياسي يفرض عليك أحياناً مرافقة الأشرار والتعامل معهم لإنجاز بعض المهام السياسية، فمن اللياقة أن لاتساوم على الأمانة التي أوكلها المجتمع إليك. وإن تتصرف من وحي ضميرك وسموك خلال المفاوضات مع الأشرار على إجراء مفاوضات تحقق من خلالها مصالح المجتمع، لا أن تعمد على تقاسم المصالح مع الأشرار وعلى حساب مصالح المجتمع.
إن السياسي السوي، هو من يقاوم موجات الشر الموجهة ضده لأجل الحفاظ على سمعته وكرامته والأمانة التي أوكلها المجتمع إليه. وتلك تحقق أكبر مصلحة ذاتية له، تفوق بمقدارها على ما يحققه من مصالح للمجتمع. فالاحتكام إلى الضمير في أداء المهام السياسية، يعني الاحتكام إلى المصالح المشتركة بينك وبين الآخرين.
يرى ((داج همرشولد))"أنه من اللياقة أن لاتساوم على الأمانة حتى لو تعرضت إلى موجات من الشر".
إن السياسي السوي، هو الذي يخطط لمهامه السياسية بدقة متناهية من أجل تقليل الأخطاء قدر الإمكان. لأن الخطأ السياسي لايكلف مكانة وسمعة السياسي حسب، بل يكلف المجتمع أضرار لاحصر لها. فالتسبب في ضرر النفس لايحاسب عليه القانون، لكن التسبب في إضرار الآخرين (وبغض النظر عن الدوافع والأسباب) لايعفى الشخص من المسائلة القانونية، كما أنه لايعفى من مسائلة الضمير، إن كان له ضمير حي!.
وغالباً ما تأتي الأخطاء في أداء المهام السياسية من حالة الإهمال وعدم المتابعة لتفاصيل العمل السياسي، فالأخطاء في التفاصيل تقلل من نسب نجاح المهام السياسية الموكلة. لأن تحقيق النجاح في مهمة سياسية ما والفشل في مهمة أخرى ضمن العملية السياسية الواحدة، يعني بالمحصلة انخفاض مستوى الأداء في تحقيق النتائج المرجوة. وليس من السهل في أداء المهام السياسية، إصلاح الخطأ السياسي دون أن يترك أثره السلبي على المهمة السياسية بالكامل.
يعتقد ((داج همرشولد))"أن الخطأ الذي يتوجب إصلاحه، هو عبء أثقل من الحقيقة".
فالدقة والمتابعة لإنجاز المهام السياسية، تعد من مواصفات السياسي السوي الذي يسعى للاحتفاظ بمكانته السياسية والاجتماعية. ويدلل من خلال عمله على حرفية أداءه في إنجاز المهام السياسية، لتحقيق مصالح المجتمع.
عليه فإن السياسي السوي، هو من يجيد أداء مهامه بدقة ومهنية عالية تدلل على قدرته وكفاءته وثقافته وحرصه على إنجاز المهام السياسية باعتبارها إحدى الشؤون العامة التي لايجوز التفريط بها من أجل تحقيق مصالح المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأحزاب السياسية في بناء الدولة الحديثة
- نهج وتوجهات الأنظمة والأحزاب الشمولية
- البعد التاريخي والمعاصر للنظريات السياسية والاجتماعية
- دور الفكر في المذهب البرجماتي والوضعي
- صراع الكيانات الحزبية على السلطة
- خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - أداء ومهام السياسي السوي