أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - جوهر الأحزاب الكردية في سوريا














المزيد.....

جوهر الأحزاب الكردية في سوريا


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1318 - 2005 / 9 / 15 - 09:49
المحور: القضية الكردية
    


تخبّط في التوجهات واليقين والمؤدى النقدي تعيشه الأحزاب الكردية وهي تحتكم أكثر إلى مواقعها الرئيسة التاريخية المتوقفة عن العمل , حيث يتم بلا حياء تكريس التصورات الكلّوية وتنسيق المجتمع الكردي وترتيبه بناءً على هندسة يوتوبية تقطع جسورها بالمطلق مع القوى المجتمعية والمجال السوسيوثقافي المفترض .
تسعى الأحزاب الكردية التي تمارس الدوران في الفراغات والمدارات التبريرية والسياسويات المضمرة إلى محاولة نسف مفاهيمها الأدلوجوية المبسطة الممسوخة , لكن ليس بمستطاعها ذلك كونها بمنأى عن نقد نظم التفكير والقيام بإخماد جاذبيتها التاريخية ومحاولة نسفها وتقويضها كلياً .
بين الارتجال النظري وأطياف فلسفة النقد التي تحتاجها هذه الأحزاب بالجملة والمفرق تتكرس أكثر فأكثر إيمانوية ضيقة واعتقادات مطلقة تؤمن بالتجريب السياسي وقوانين التطور ولكنها لا تتحرك لتبديده . بذا يكون ميدان التغير الوحيد هو صياغة بعض الجمل الغامضة على صدر الصفحات الأولى من الجرائد الحزبية.
لكل ذلك لن تعرف هذه الأحزاب البائسة سوى القهقرى والتردي والمزيد من التحصن باحباطاتها وهزائمها . فهي غير قادرة في ضوء ظروف وتجليات ما بعد / 12 آذار / على توليد ميكانيزم جوهري سامي يتعالى على حدود وآفاق الممكن السياسي والواقع المتفسخ يوماً إثر يوم .
وتقفز هذه الأحزاب مجتمعة فوق الواقع العنيد وتتعالى على التاريخ والمبادىْ والفكر وتتحاشى المفاهيم السياسية المختلفة , لتمارس الارتزاق السياسي في أنساق ضيقة تقليدوية ومليئة بالخواء الفكري السياسي .
هنالك اشتقاقات إيديولوجية تنفي أي خطاب فكري معرفي , فتتحول الأحزاب الكردية بذا إلى مجرد نفيرٍ قومجي تارة ونفيرٍ إقليمي تارات أخرى .
ومن محصلة الخطاب الماضوي المتعفن المستسلم إلى اليقين الأعظم , نتحصل نحن الأكراد البسطاء على مزيج من التأخر التاريخي والمجاز اللغوي الهائم بين مدارات الامكان والاحتمال .
هنالك هذيان سياسي يتمرغ ويتمسح بمؤخرة الثوابت الإيديولوجية الدوغمائية التي أشاحت بوجهها عن الواقع الكردي والتاريخ الكردي والمستقبل الكردي .
نحن بحاجة إلى إنتاج خطاب سياسي يمارس فعل القراءة النقدية الواعية لكل الحقول الدلالية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية , وذلك من أجل إضفاء طابع قيمي ومعرفي ومفهومي على كل الإشكالات المتعملقة التي تصادر الأشكال البدئية لوجودنا السياسي والاجتصادي والثقافي .
ونحن بذلك لا نطرح بديلاً أو معادلاً موضوعياً لكل تلك الأحزاب , ولا نطرح – قطعاً – معلبات فكرية ليست موجودة سوى على الصعيد الذهني , ولكننا ندعو إلى عملية المساءلة . مساءلة الذات . مساءلة العقل . مساءلة المستويات الذهنية من أجل الوصول إلى الحدود الدنيا من العقلانية والديمقراطية والمجتمع المدني الحق لئلا نطيل بعد كثيراً في دهليز الخطابات العفوية المقهوية الارتجالية وألا نتضاد ونحن لا نعلم لماذا نتضاد . وألا ننهار ونحن لا نعلم مبررات الانهيار الفجائي .
لأن هذه الأحزاب لم تتحول إلى إطار سياسي للوجود الاجتماعي الكردي , ولغياب الفكر السياسي الحق , الموجه والمفضي إلى المزيد من تنمية خطاب العقل وبلورة مناهج عمل تأخذ بيد جميع التشكيلات الثقافية والسياسية للنأي عن المواقف الشعورية التعميمية المميعة .. صارت الحياة الحزبية والتنظيمية في آفاقها الضيقة هي الهاجس وهي مركز الثقل , فتحولت أية ديناميكية فعل مرتقبة إلى مجرد شطحات في إطار النسق المقفل , ما أسهم في تجريد البنى العديدة من كل مواءمة وآليات حراك وتطوير وفاعلية . فصرنا ويا للأسف مجرد شهود على شلل عضال .
ولأن السياسة فن , لا يجب أن تحتكم إلى علاقاتها الداخلية فقط , بل عليها فتح آفاق لانهائية , والا أنتجت مسوخاً ونحن هنا نكرر عبارة لـ / إدغار موران /.
ثمة حالة انقسام بين الأحزاب الكردية والديمقراطية تتأصل وتتسع الهوة يوماً بعد آخر . وتتحول هذه الأحزاب إلىنوّيات بكر خصبة للمزاعم والاستبداد والوثنية الإيديولوجية .
إن الأحزاب الكردية تعيش خارج إطار نظام العقل السياسي , فكيف ستدلف مشترك المجال السياسي للدولة الوطنية الديمقراطية المرتقبة .
تلكم الأحزاب تتحول إلى معابد بسيطة , لأنها تنافي القواعد المعرفية وفلسفة السياسة .
في أحسن الأحوال يمكننا اعتبار هذه الأحزاب شكلاً ما قبل سياسي يمت بصلات وثيقة مع علاقات التابع والمتبوع والولاء الشخصي المرتبط بفرضية المركز والأطراف الإقطاعية . الأمر الذي يطبع سائر الممارسات الحزبية بالتنافر والعمومية والكليانية .
كان من الممكن لهذه الأحزاب عبر تاريخها المديد أن تحقق قفزات هائلة على طريق تكوين الترجمات العملية الجديرة بالاحترام , المتعلقة بتكوين ونشوء الدولة الوطنية , ولكن يبدو أنها تربط نموها وتطورها وتغيير البنية العقائدية لديها بتغييرات الطرف الآخر / السلطة . وهكذا يتم مواجهة اللاديمقراطية بالأساليب اللاديمقراطية . وتتم مواجهة الاستبداد السلطوي باستبداد حزبي أمرّ وأدهى . وهكذا مثل الدولة الشمولية يتم تجاوز مصائر الأفراد بتقديم حلول مضحكة وغير مثمرة



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني وتجديفات الاعلام السوري
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني
- الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية
- الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة
- ملاحظات حول علاقة الأكراد بالدراسات الاستشراقية
- (الثقافة الكردية .. غياب النقد وتفاقم ظاهرة التقديس (التعامل ...
- فيلم الكيلومتر صفر وحصان المؤامرة العربي
- هل الفيدرالية الكردية رعب نووي ؟..
- يوميات الكاهن الكوباني في كنيس الغبار - تمارين ما قبل الرحيل


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - جوهر الأحزاب الكردية في سوريا