خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 15:37
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة (2)
من مفرزات ما يمكن تسميته ب"النفاق السياسي"، الذي أشار إليه فاضل ميراني بصورة غير مباشرة، بروز ظاهرة معارضة الظل.
ما المقصود بمعارضة الظل؟
لكي نوضح معالم مثل هذه المعارضة، نود أن نذكر بأن ظهورها، ونموها، تعتمد على وجود البيئة السقيمة التي تفرضها التناطح والتطاحن السياسي بين أحزاب تتقاسم منافع السلطة، والثروات العامة، وأموالها، في العلن بنسب مئوية تُستخرج من معادلات حسابية تَعتَمد على عدد الأصوات التي تفرزها الإنتخابات شكلياً.
لكنها، في الجوهر، تُعمق وتُرسخ، مصالح، وهيمنة القوى التي كانت لها السبق في الأستحواذ غير الشرعي على معظم مصادر الثروة وإحتكارها من جهة و تُبقي على شدة التنافس بين هذه القوى فيما بينها، على أعلى درجاتها، من جهة، وبينها وبين الشركاء الجدد، التي كانت، في الأصل، ترفع شعارات إصلاحية "جذرية". ولكنها لن تُمانع في أن يصبح شريكاً في الحكم مع جهات كانت تعتبرها منابع الفساد ومصدر البلاء، بالإعتماد على حجة وهمية مُخادعة: المصلحة الوطنية العليا.
في مثل هذا المناخ السياسي يُصيب جميع الأحزاب المشاركة بالحكم بإزدواجية تظهر معالمها في أن يكون حاكماً ومعارضاً في أن واحد.
كيف؟
بممارسة دور المعارض في الظل، عن طريق تكالب قواعد الحزب ومعظم كوادره ضد الدوائر التي تُدار من "الأخرين"، من خلال التظاهر أمامها وإمطارها بالبيض...، وتسخير القنوات الإعلامية التي تدعي الإستقلالية في الظاهر، وتعتمد ديمومتها على تمويل غير مستقل، الأنكى من ذلك الإستغلال البشع والمتخلف لوسائل التواصل الإجتماعي التي تحولت، في الواقع، إلى وسائل لإحتراب "المتحالفين".
هكذا يتراءى لى صحة المثل الفارسي: " السياسي لا أب له ولا أم". ولكن في المجتمعات المريضة بدون شك.
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟