أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سعده - عن الإنتحار














المزيد.....

عن الإنتحار


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 11:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا عارف كويس إنك يائسة من حياتك، وإنك فقدتي الأمل..
لكن إنتي هترتكبي أقبح حاجة ممكن يقوم بها إنسان.. إنتحارك كفر بقيمة الحياة والوجود، وكفر بالروح اللي ربنا أودعها أمانة معاكي.. إنتحارك نكران للجميل..
إنتحارك إستهتار بالفرصة اللي معاكي علشان تتعلمي، إنتحارك استهتار بقيمة دورك في الحياة..
جسمك الجميل ملهوش ذنب، ليه عايزة تدمريه؟
كل البؤس اللي إنتي فيه سببه "عقلك".. عقلك سبب كل الحزن واليأس والإحباط.. عقلك سبب مللك وأنينك.. عقلك هو جحيمك الحقيقي.. عقلك هو أقبح مافيكي.
جسدك جميل، فبلاش تدمريه.. وروحك نقية وطاهرة، فبلاش تأذيها.. لكن مابين الجسد والروح هناك عدو متربص.. ذاك هو العقل اللعين.!!
تفكيرك في الانتحار مش لأنك ضد الحياة، بالعكس. انتحارك سببه رغبتك في الحياة.. بس انتي زهقتي منها علشان مش قادرة تحققلك أحلامك وأمنياتك.. ومفيش حياة بتحقق أحلام ورغبات أي حد..

أي إنسان هتلاقيه مفتقد في حياته حاجة.. ممكن يبقى معاه فلوس لكن يفتقد الصحة.. وممكن يكون جميل لكن يفتقد الذكاء.. وهكذا يحيا الإنسان بلا كمال وبلا اكتفاء..

رغبتك عظيمة في الحياة عكس ما انتي فاكرة، كل ما في الأمر إنك عايشة لحظة إحباط لان الحياة محققتش توقعاتك، ومن الاحباط يأتي الغضب.. ومن الغضب يضعف الإنسان ويكفر بالحياة..

بلاش تنتقمي من جسمك، لأنه هدية غالية أوي من الله.. لكن "العقل" مش هدية ولا حاجة.. العقل مجرد آداة تشويش، مجرد قرص صلب مليان فيروسات إجتماعية..

إنما الروح هدية، والجسم هدية... وذاك العقل هو مصنع كل أنواع الأمراض والعنف والمنافسة والغيرة والحسد والتربص والوشاية.. لكن تركنيه تخليه على جنب..

بكتبلك الرسالة دي وعلى مسئوليتي بقولك إنك تقدري تركني عقلك وتراجعي كل حاجة وتعملي إعادة نظر في أسلوب حياتك، وفهمك واعتقادك.. تعيدي النظر في إزاي اتحولتي لآلة بتتحرك بأوامر.. عارف إنه هياخد منك وقت طويل.. لكن طبعا مش الإنتحار..

لو قررتي تنتحري، يبقى قررتي تموتي في رعب وخوف وقلق، لأن الإنتحار هو الاختيار الأقبح في الحياة، والعمل الشاذ في الوجود..

عمرك سمعتي عن حيوان بينتحر.. وحده الإنسان اللي بيوصل للحد ده من الجنون.. الطبيعة ضد الإنتحار.. وانتحارك عمل قبيح في حق نفسك، علشان كده متتوقعيش إن الوجود يديكي حياة أفضل بعد انتحارك، بالعكس. هتاخدي على أد مستوى قباحتك..

تفكيرك في الانتحار لأنك عشتي الحياة بطريقة غلط، عشتيها بغباء وحماقة، ومعرفتيش معنى الإحتفال.. معرفتيش معنى الرقص مع الأشجار والأنهار والأمطار والرياح.. لأنك عشتي بأفكار وموروثات اتفرضت عليكي من ناس للأسف قريبين منك..

كل ما أطلبه منك، إعادة النظر في كل حاجة عشتيها في حياتك لحد دلوقت، وقتها هتلاقي ذكاء جديد بيتولد جواكي..

فكري بدماغك مش بعقلك.. لأن الدماغ مختلف تماما عن العقل.. عقلك منحك إياه المجتمع، أما دماغك فجزء من جسدك..

الدماغ مش مسيحي ولا مسلم ولا يهودي.. لكن العقل مسيحي ومسلم ويهودي.. الدماغ كمبيوتر حيوي جميل بيكون أكتر تفاعل وذكاء حينما يسقط العقل.. لأن الدماغ بسقوط العقل يتحرر من حمولة ثقيلة ملهاش لزمة..

ورغم إن دماغك دلوقت مليان نفايات، إلا إنه لسة شغال.. كل ما في الأمر إنه فقد قدرته على العمل بشكل تام، وبمجرد إسقاط العقل، بيسترد الدماغ عافيته ويرجع لعمله التام..

المجتمع هو من يخلق الغباء والبؤس والشقاء.. والإنسان يولد في منتهى البراءة والذكاء لكنه سريعا يقع في المطبات.. مطب رجال الحكومات ورجال السياسة ورجال الدين، وكلهم رجال عصابات وإجرام.. شغلتهم تعطيل الذكاء عن العمل..

عايزة تنتحري؟ إنتي مجنونة ولا معتوهة؟

الكون بيغني، والأشجار والأزهار والأنهار والطيور بتغني.. الكون مش مكان للإنتحار، لكنه مكان للغناء والرقص والاحتفال، مكان للحب والمحبة والعطاء..

لو اتعلمتي لغة الإحتفال، سينتحر عقلك معنويا وسيفقد أمله في السيطرة عليكي.. وهيفتحلك الوجود أبوابه وهيرحب بيكي.. وهتكتشفي سر الحياة، وستثقي في نفسك..

ومن الثقة في نفسك إلى الثقة في الوجود.. ومن الثقة في الوجود إلى الثقة في الله.. وهذا هو الإيمان.. وذاك أول الطريق إلى الله..



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين الحب
- الحب آخر ما تبقى من أمل
- عم سعيد ليس سعيدا.
- الحل الأمني لا يكفي للقضاء على التطرف!
- الأشياء ليست دائما كما تبدو!
- طفلة وشيكولاتة
- الرسول وشارلي إيبدو.
- قصة رواية غيرت التاريخ
- صديقتي الألمانية والدين والسياسة.
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ
- دفاعا عن الإسلام
- تياترو مصر
- المرأة والجنس والرجل الشرقي
- الكريسماس ومتعة السفر
- بائعة الجزر
- بائعة الذرة، والبيتزا
- حضن ووداع 2
- إقفل تليفونك


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد سعده - عن الإنتحار