أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - دين الحب














المزيد.....

دين الحب


أحمد سعده
(أيمï آïم)


الحوار المتمدن-العدد: 4721 - 2015 / 2 / 15 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"أجمل نساء الدنيا" إهداء جميل في "عيد الحب".. صابر الرباعي صوته حلو، بس كلمات الأغنية تقليدية أوي.. صابر ببساطة معرفش كل نساء الدنيا علشان يقول لحبيبته إنتي أجمل نساء الدنيا!.. مبالغة وأوفر شوية..

علاقات الحب في هذا العصر تحولت لكلمات، وصابر بيجاري العصر.. أما أنا فرجل الماضي بامتياز..

نزار قباني قد يكون ملائما لرجل مثلي استحال نصف شعره إلى اللون الأبيض.. بين يدي كتاب أقرأ فيه "القصيدة المتوحشة" فيها يقول نزار:

"أحبيني، بكل توحش التتر.. بكل حرارة الأدغال، بكل شراسة المطر.. ولا تبقي.. ولا تذري..
أحبيني، وخلي نهدك المعجون بالكبريت والشرر، يهاجمني.. كذئب جائع، خطر.. وينهشني.. ويضربني، كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..
أحبيني، بلا شكوى.. أيشكو الغمد إذ يستقبل السيفا..!
أحبيني، بعيدا عن مدينتنا، التي من يوم أن كانت.. إليها الحب لا يأتي.. إليها الله.. لا يأتي.."


الجنس طاقة جسدية وجزء من كيان أي إنسان.. أما الحب ارتقاء وسمو وعلو.. الحب هو كيان الإنسان ذاته.. لو انعدم الحب، ينعدم الإحساس والإبداع، و تصبح الحياة ممات..

بدون الحب، ستحيا الملل، بلا نبض أو روح.. ولن يكون الموت سوى المنقذ لك مما أنت فيه.. ومجرد أن تتوقف حياتك عند الجنس لن ترتقي أبدا ولن تكون سوى ماكينة لإنجاب الأطفال.. ويذهب إحساسك، ويتقلص كل شيء فيك وبداخلك..

وأنت إن حاولت امتلاك من تحب، فأنت تقتل روح الحياة فيه، وتجعل منه سلعة وشيء ككل الأشياء التي تمتلكها.. والحب الحقيقي لا يعرف امتلاك أو غيرة.. فكل الغيرة مرضية إن كنت تدري..

ستزورك أيام تشعر معها أنك إنسان جديد.. ستتغير كليا، أسلوبك يرتقي، وجهك يتجمل، مشيتك ستصبح واثقة، ملابسك ستزداد أناقة.. تلك هي أيام الحب..

لكنك سريعا وبعد أسابيع تعود من حيث أتيت، إلى الشكوى والملل، وتغادرك الدهشة والابتهاج..

أنت ببساطة واحد من ملايين، لا تستطيع ملاحظة أن هناك ورودا تتفتح لكنك لا ترى جمالها، ولست قادرا حتى على أن ترفع عينيك للسماء لترى النجوم أشبه باللؤلؤ المتوهج.. وكأنك اعتدت النظر أسفل قدميك خوفا من أن تمطر الدنيا..

أنا واحد من القلة التي تعشق النوم تحت السماء دون غطاء، لأراقب النجوم والملائكة والكواكب والمجرات..

حين تعجبك إمرأة، فأنت تراها من الخارج.. ترى شكل جسدها وطولها ولون عينها، و تتعرف على اسمها وعنوانها ومؤهلاتها العلمية. لكنك لم تعرفها.. تماما كما لم تعرف الله بعد.

أما لو وقعت في حبها، ستعرفها، وتعرف روحها، وتعرف جمالها، ويلفحك نسيم الحياة.. لو أحببتها لن يبق هنالك شيء إسمه "أنت"، أو "هي" بل ستتوحدان في وجودكما المشترك..

كل ما عليك هو أن تسقط أقنعتك، وتظهر بوجهك الحقيقي مهما كانت النتيجة.. ولا تبالغ في انفعالاتك أو مشاعرك.. كن صادقا مع نفسك، ثم كن صادقا مع من تحب. ودائما جازف كي تكون أنت دون خوف أو ادعاء.. ولا تظهر عكس ما تبطن، حتى لا تصاب بانفصام داخلي يدمر ثقتك بنفسك
تدريجيا، فكل الوقت الذي تعيشه مزيفا هو انتحار بطيء تمارسه على نفسك التي لن تعرف معنى للهدوء والاستقرار الداخلي..

وهكذا قلوب بلا حب، إليها الله لا يأتي.. فالله، لن تستطيع أن تراه كجمال وحب مقدس إلا لو كنت محبا، فالحب يجعلك حساسا وشاعرا وينعكس على علاقاتك وتعاملاتك بالأشخاص والأشياء. والله هو اللطيف، ولن تستطيع البحث عنه بفظاظتك. فكن لطيفا وشاعرا ورقيقا وعاشقا، بدلا من أن تكون شكاكا جامدا..

لن ترى الله كشخص ماثل أمامك، لكنك ستتحد معه بروحك التي ظهرت في اتحادك مع حبيبتك.. سيحيطك الله، ويملأ قلبك وكيانك..

لا يرى الله إلا العشاق والمحبين. فمن لا يحب، لا يعرف الله. فإن كنت لا تستطيع أن تحب أشخاصا تراهم في حياتك، فكيف لك أن تحب الله وأنت لا تراه.. "فالله محبة" كما يقول القديس يوحنا، والمحبة هي الله كما أقول أنا..

الحب ليس مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو بوذيا..

الحب دين بحد ذاته، أو كما يقول عنه ابن عربي "الحب ديني وإيماني"



#أحمد_سعده (هاشتاغ)       أيمï_آïم#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب آخر ما تبقى من أمل
- عم سعيد ليس سعيدا.
- الحل الأمني لا يكفي للقضاء على التطرف!
- الأشياء ليست دائما كما تبدو!
- طفلة وشيكولاتة
- الرسول وشارلي إيبدو.
- قصة رواية غيرت التاريخ
- صديقتي الألمانية والدين والسياسة.
- الإسلام يضطهد المرأة!
- عنصرية النشيد الوطني الجزائري
- إمرأة غيرت التاريخ
- دفاعا عن الإسلام
- تياترو مصر
- المرأة والجنس والرجل الشرقي
- الكريسماس ومتعة السفر
- بائعة الجزر
- بائعة الذرة، والبيتزا
- حضن ووداع 2
- إقفل تليفونك
- بائعة الجبنة


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سعده - دين الحب