أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1














المزيد.....

نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 16:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1

الدين هذه الكلمة التي تختصر أوسع علاقات وأقدمها وأمتنها وأصدقها بين السماء والأرض لكنها مع قدمها وتعمقها الوجودي في حياة الإنسان وتشعبها وتنوعها بقت مفردة شبه مفتقدة للمعنى الكلي الجوهري الذي لا يختلف عليه اثنان ,ليس لأنها تحتمل تعدد المفاهيم أو تعدد الأوجه التي يمكن بها أن نقرأ حقيقة الدين ولكن لما عانته من تأثيرات سيئة على الإنسان من جهة وتأثيرات غاية في السذاجة والتسليم من قبل آخرين ,هنا أصبح من غير المتيقن لدى الكل نتيجة التجربة أن هناك جامع للمعاني يحتوي هذه اللفظة وهذا المفهوم .
الدين بشكل عام ببساطة هو مجموعة القيم والأحكام والمرادات التي تفصح عن تصور الرب عن شكل الحياة ومنهجها المرسوم على قاعدة الأحسن والأكمل تطبيقا لمفهوم التعارف والأستعمار والخلافة البشرية في الأرض. أو بمفهوم أكثر بساطة هو كيف نستجيب للرب في تنفيذ أشاءته الخاصة لتحسين واقع الإنسان نحو الأفضلية ,طبعا هذا التعريف يمكن حصره في مفهوم الدين السماوي أما لو قرأنا الدين ككل وكمفهوم مجرد هو تصوير لواقع العلاقة بين الإنسان والقوة المتحكمة بغيابها بكافة حيثياتها وما تفرضه من نمط يجسد نيل رضاها .
إذن نحن أمام صور مختلفة لتصورنا عن الدين لكن الجامع المشترك بينها يتعلق بالنقاط التالية :.
• هناك طرفان في المعادلة أمر ومأمور سماء وأرض , مسطر ومستجيب .
• هناك علاقة تفاعلية نتيجة للنقطة أعلاه يترجمها الإنسان بالتدين .
• افتراض جاد أن هناك فعل ورد فعل من الطرفين طاعة مقابل فوز وعصيان مقابل خسارة .
• الإنسان هو من يعطي حدود لفعل المسطر توسعا وتضيقا بناء على ما يتناسب مع ما يفهم من الدين .
هذه النقاط الأربعة هي التي ترسم ماهية الدين ومنها تتفرع كل العناوين والتفاصيل من علاقات تبادلية مع السماء أو مع الأرض مع الكل ومع الفرد وبالتالي إذا أردنا أن نفهم أي أصرة من أواصر العلاقات الدينية علينا أن نرجع فيها إلى النقاط أعلاه ومنها مثلا علاقة الدين بالدولة التي هي في الأول والأخر علاقة تنظيمية اجتماعية محكومة بالإلزام والالتزام المتبادل , طبعا نحن نتكلم عن الدولة الحديثة وليست الدولة القديمة التي كان فيها الحاكم على رأس الهرم مالك غير مسئول .
حتى نفهم كيف يمكن للدين أن يكون عنصر فاعل في الحياة العامة ومنها إدارة الدولة والسياسة الإدارية لها لا بد أن نراجع ماهية الدين في كيفية فعل هذا ,الدين من خلال النقاط الأربع هو علاقة مباشرة متصلة من السماء إلى الأرض ولكن من خلال وسيط قابل بالقوة أن يفهم هذه الإرادة ويترجمها ,هذا الوسيط لا بد أن يكون على قدر من الوعي بمراد السماء ليس فقط واعيا وقادرا لا وممكن له أن يتطور مع الفهم , أي أن الوسيط وهنا العقل وحده من خلال مصادر التعقل عليه أن يترجم ما تلقى من السماء وما تعلم أن يحول الدين إلى مصفوفات من المفاهيم أو مصفوفة مفاهيم مقسمة ومتدرجة ومحددة لكل حالة على حده .
العقل الوسيط مجال الدين ومرتعه ومحل الخطاب ومنه ينزل للواقع العملي والعلمي ولا يمكن أن نتصور أن الدين سواء أكان أرضيا أم سماويا قادرا على بسط إرادته مباشرة على الواقع ما لم يكن هناك ترجمة له ترجمة عقلية واعية والدليل ألدليل أن فاقد الوعي والشعور والتعقل لا يمكن أن يكون من له أهلية التعامل الديني إلا بمقدار ما يعني منه ,العقل وحده هو الذي يتعامل مع الدين كمصدر له في فهم كل ما يجري بين الإنسان والإنسان وبينه وبين المجموع من غير أن يعود إلى الرب في كل مرة لأن الدين كمجموع قد تكاملت خطوطه في الواقع .
العلماني مثلا المتدين والملحد في كل الحالات يبقى ينظر للدين أولا كواقع حقيقي في المجتمع وأن هذا الواقع تأريخي تراكمي وأيضا له أمتدادات داخل الشخصية الإنسانية بعمقها الوجودي الذي لا يمكن القفز فوق حقائقه ومستحقاته وبالتالي مسألة التعامل مع الدين تبدو أكثرا حساسية من مجرد أن ننكره أو ننكر عليه تأثيره في الحياة دون أن نقنع العقل أن ينسلخ من جزءه الابتدائي الفكري المصنوع فطريا .
لا المؤمن بإمكانه أن يبسط الدين في الواقع إلا من خلال العقل ونتاجه المنطقي المتناسب مع البيئة والظرف ,ولا الند المعاكس له يستطيع أن يمنع الدين أن يكون حاضرا في الحياة الإنسانية لمجرد أنه لا يوافق قرائه الخاصة , هذه النتيجة تقود حتما ولزاما إلى حقيقة أن الدين ركن من أركان الحياة ورافدا معرفيا أضافة لوظيفته السلوكية والأخلاقية ,وبالتالي أن التطرف في إشغاله وإنشغاله فيها مساويا تماما لمحاولة تجريد الحياة منه أو عزله في الزوايا الضيقة والمحدودة .
يبقى السؤال الأهم الذي يتبع هذه الحقيقة أليس تنظيم وجود الدين كمقوم للحياة البشرية وضابط للإيقاع الدائم لها بحاجة لتقويم حتى نبعد التصادم بين بعض المخرجات الدينية والكثير من الممارسات البشرية التي قد تبدو نتيجة الفهم اللا متوازن لواقع الدين أو لواقع الحياة من أن هناك تصادم مانع من المواصلة .
هنا علينا أن نرجع أيضا للمرتكزات الأربع التي أهم ما فيها أن نعود لأصل الدين للمربع الأول فيه وليس للنتائج من تجربة البشر مع الدين , صحيح أن التجربة تكشف لنا مصاديق الدين ولكن لأن التجارب متعددة وفق قراءات متعددة ولدت لنا مصاديق تقرب وتبتعد عن بعضها مما شكل نسيجا غير متوافق مع بعضه أطل بظلاله على الواقع الإنساني بنوع من عدم الإنسجام .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2
- ثورة المؤمنين ح1
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة ح2


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج1