أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان














المزيد.....

عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 12:41
المحور: القضية الفلسطينية
    



التقرير الذي نشرته جريد "السفير" اللبنانية بتاريخ 14 فبراير 2015 حول لقاءات عباس مع القادة الأوروبيين وتصوره حول مآلات الأوضاع الفلسطينية في حال فشل التعاون الأمني إسرائيل هو "الإرهاب"، متهماً حماس وحزب الله بإعتبارهما عناصر التفجير القادمة، يحمل دلالات خطيرة وذات مغزى تحريضي يتبناه لأوّل مرة مسؤول فلسطيني ويحمله إلى قادة وزعماء ما زالوا حتى وقت قريب لا يرون في حركة "حماس" و"حزب الله" منظمات إرهابية.

هذا التحريض الخطير على قوى فلسطينية ولبنانية يغفل عن عمد مسؤولية إسرائيل الأولى عن خلق بيئة متطرفة بفعل عدة حروب شنتها على قطاع غزة في أوقات متقاربة، ويعفيها من المسؤولية عن جرائم الحرب التي نفذتها بحق الأبرياء العزّل بحجة أنها كانت تحارب منظمة إرهابية، ويمنحها فرصة مثالية لمواصلة حصارها على قطاع غزة وشن حرب جديدة على غزة أو لبنان وعندها لن يستطيع العالم محاسبتها عن جرائمها المتوقعة بإعتبارها تشارك العالم حملته ضد الإرهاب بشهادة من رئيس فلسطيني سجّل سابقة في العمل السياسي الفلسطيني تعرضه لمحكمة ثورية لو وجدت قوى فلسطينية حيّة ترصد أفعاله وأقواله وتشكّل رادعاً لمسلكياته الشاذة منذ أن توّلى رئاسة السلطة حتى الآن.

الإرهاب يحتاج إلى بيئة ملائمة لكي ينمو ويضرب جذوره في أيّ مجتمع من المجتمعات، إسرائيل وعباس والغرب يعرفون جيداً أن قطاع غزة يعيش الكارثة الإنسانية بكل أبعادها، حيث آلاف الأسر الفلسطينية المشردة بعد الحرب، وآلاف الأسر أخرى فقدت معيلها الأساسي بعد أن فقدت مأواها وتنتظر في المراكز التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين مصيراً مجهولاً بعد أن نفض عباس ووكالة الغوث والمانحين أيديهم من مسؤولية الإعمار، جميعهم يدركون أن الفقر والبطالة والظروف القاسية تؤهل لبيئة من التطرف والكراهية والإرهاب، ولأنهم يعلمون ذلك يقومون بكل التصرفات التي ستؤدي حتماً لولادة قيصيرية لقوى أخطر بكثير من "داعش" وربما عصابات لا تحمل أي أجندات فكرية أو سياسية، لأن المقصود ذبح غزة والإنتقام منها بسبب تمردها المستمر في وجه الإحتلال، كما جرى الإنتقام من العراقيين والسوريين والليبيين ويحاولون مع المصريين واللبنانيين.

إسرائيل تواصل حصارها، وكالة الغوث أعلنت عدم قدرتها على تحمل نفاقات الاعمار وأن موازنتها خاوية لهذا الملف بعد تخلف المانحين عن الإيفاء بإلتزامتهم المالية، وهناك إنشغال دولي بالكامل في مواجهة الإرهاب يغطي على الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، كل ذلك كان يقتضي من "عباس" إنطلاقة فورية للبحث عن مخارج لأزمة الإعمار وإغاثة منكوبين لا يعنيهم حماس أو حزب الله ولا هم أعضاء في المنظمتين، بل هم فلسطينيون أرتكبت بحقهم مجزرة وعمليات تطهير هي الأخطر منذ نشأة القضية الفلسطينية حتى الآن، ويقتضي منه تخصيص موازنات كاملة لسد الثغرات الناجمة عن القصور الدولي بدل أن يقوم بمفاقمة الكارثة الإقتصادية وفصل مئات الموظفين العاملين في السلطة الفلسطينية وعدد من المتقاعدين بعد أن حرم قطاع غزة من الوظيفة العامة على مدار ثماني سنوات متواصلة وعاقبها بجملة من الإجراءات المالية شملت قطاعي الصحة والتعليم الأساسي والجامعي.

نتفق ونختلف مع حماس أو أي حزب سياسي آخر ولكن الخصومة والخلاف له قواعده وأخلاقياته التي يجب أن لا تصل إلى حد إحراق غزة بمن فيها وإسقاط مسؤولية إسرائيل الأولى عن كل ما يجري، والتخلي عن مسؤولياته كرئيس للشعب أينما تواجد حتى لو كان شعباً من "الإرهابيين" !

قطاع غزة بحاجة لخطة إنقاذ وطني تعفيه من تهمة الإرهاب التي ستعطّل عملية الإعمار وتؤهله لمجزرة جديدة، وبحاجة لمبادرة جدّية من حركة حماس تضع حداً لحالات الفلتان شبه المنظم، وتعيد تصويب العلاقة مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية وإعادة بناء علاقاتها العربية والدولية إنطلاقاً من المصلحة الفلسطينية أولاً وأخيراً بدّل حالة الإنتظار والإعتماد على تغيير في سياسات دول تنقذ حماس من ورطتها كما يجري حالياً في سياق أوهام تحسّن علاقتها مع المملكة السعودية، فالدول والحكومات تبني سياساتها وفق حسابات ومعلومات ومصالح يجب أن تقرأها حماس وتقرّ بها قبل فوات الأوان.


[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها
- خمس حقائق تكشفها الحرب على غزة
- السلطة الفلسطينية من رافعة وطنية إلى غطاء على جرائم الإحتلال
- إلى جماعات ال NGO,s وبعض المثقفين الفلسطينيين
- حلقة جديدة من إشغالات عباس للشعب الفلسطيني
- من القاهرة أشرقت شمس العرب
- عباس يستبق نتائج إنتخابات الرئاسة المصرية
- نحو مبادرة عاجلة للإنقاذ الوطني الفلسطيني
- خطيب الفتنة سيرحل موقظها
- رئيس الفرصة الأخيرة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان