أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2














المزيد.....

نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4720 - 2015 / 2 / 14 - 02:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2

كلما تابعنا الموضوع الديني من مربعه الأول كلما قلت المساحات بين قراءة وقراءة وضاقت على الحضور تباينات القراءة وهذا لا يعني أننا نرجع في كل مرة لنبحث عن موضوع ما من المصدر الأول ونهدر الجهد الإنساني والمعرفي الذي أثبت الكثير منه عبر التاريخ صلاحيته ,ولكن في المواضيع الإختلافية الشديدة الوعورة علينا أن نترك المقدمات التي يستند إليها المتخالفون ونعود للمربع الأول لأن الاختلاف أصلا نتيجة تفاوت المقدرات العقلية والإمكانيات التوصيلية .
في اللحظة التي ينطلق منها شخصان لغرض البلوغ نحو هدف واحد كل منهم يتخذ نفس المسار المحدد لا يمكن أن يفترقا حتى يصلا معا للهدف بنفس الخط دون تفاوت ,ولكن لمجرد أن ينحرف أحدهما أو كلاهما بمقدار شعرة لا يمكن أن يصلا لنفس الهدف بنفس الخط وهذا هو سر نتائج الاختلاف بالقراءات وما يتبعها من تفاوت في بلوغ غائية النص ومقصده النهائي , الانحراف قد يبدأ بحرف أو بحركة حرف واحد .
في محاولتنا لتعزيز ماهية الدين علينا أن ندرك حقيقة مرت كثيرا علينا من أن العقل هو وحده المخول ترتيب العلاقات وشرحها وبسطها واقعا وإن لم يكن صاحب العقل متدينا بالطقوس والتكاليف المادية له ,العقل يمكنه أن يفعل هذا فقيم مثل الصدق وأداء الأمانة والإخلاص والوفاء وحب الغير وغيرها من عشرات القيم الدينية لا تشترط الالتزام الديني ولكن الالتزام الديني الصحيح يشترط توافر هذه القيم لأنها أخلاقية تصحح مسارات الإنسان ,هنا يمكننا أن نقول أن الدين ممكن وممكن جدا أن يقود الحياة نحو الوجه الأحسنية والأخيرية بفعل العقل الذي يتمنطق بقانون الطبيعة والفطرة والضمير الإنساني .
هذه هي ماهية الدين الذي يجب أن نسخر أدواته وآلياته لخدمة الإنسان بدل أن تقصي حالة تراكمت فوقها حقيقتها أوهام عليك أن تمنح الجوهر فرصة للتجلي فرصة للحضور الحقيقي ولو أن هذا ليس من وظيفة المدني ولكن على المدني أن يعاضد من يحاول أن يرجع بروح الدين النيرة للعقل ولا بد لكليهما المدني والديني المتنور أن يمارسا النقد الدائم على طاولة الكشف عن كل المحاور التي تعرقل حركة الإنسان وبدون حدود في فهم الجوهر الديني لأن الدين أساسا بني على المطالبة بالتبيان قبل الإيمان .
هذه الماهية التي يرفض الجميع الأعتراف بها أن الله بعث الدين تهذيبا للعقل وتنظيما نحو الأحسنية بوسيلتين سلوكية ومعرفية وكلاهما يصلحان لذلك لكن تمام الصلاحية وبلوغ الأحسنية الكاملة تكون بأقترانهما معا ,لا المؤمن يقبل أن يجرد من سلاحه الذي يرى فيه القرب من الرب وإنعاشا لمتطلبات النفس ولا اللا مؤمن الذي يرى من الدين عدو لا بد من أقتلاعه كي يسير وفق ما تمليه له الأنا المتضايقة من تحديد الحدود التي لا يمكن لها القبول بها لأنها تحد من سطوة مفاعيلها الحيوية .
وبين الأول والثاني ضاع الكثيرون الذين يسألون ماذا اراد الله منا بالتحديد الأول يخبرهم أشياء متناقضة حسب القراءات والثاني يخبرهم بكذب ما جاء ,وكلاهما حمل السلاح لأجل قضية الله أثباتا ونفيا لكن من دون تكليف , الله تبرع للناس بالدين ليرى خلقه فائزون وقد أهتدوا لأحسن الأسباب والسبل وسخر لهم الأداتين المهمتين العقل والنقل وليرى ما يفعلون ,الله ليس بحاجة إلى محاربين بل بحاجة لعقلاء يبسطون الدين بالمحبة ووفق ما يشير لهم العقل فمن أمن فبها ومن أبى فهو حر بخياره ولو ترك الناس أن يسيروا وفق هذا القانون لما تردد أحد أن يساير العقل الطبيعي في سيرورته نحو أكتشاف الحقيقة .
إن أعتماد آليات الدين في تطوير المنظومة العقلية كما يفعل العلم والمعرفة مترافقا مع تطوير وترقية آليات السلوك الحسي الإنساني وفق هذه الماهية تعد كسبا حقيقيا للإنسان وهو يواجه كم متزايد من المشاكل والتحديات التي تحتاج لأوجه متعددة من الحلول وبمختلق المنطقيات لأن التعدد والتنوع والمسايرة مع عوامل التجديد والتحديث لا تنتقص من الدين ولا الدين الحقيقي يقف بالضد منها بشرط أن نبعد تأثيرات الأنا وأستبدالها بمفاهيم نحن الجامعة , نحن التي تعني الإنسانية المجردة من الهوية التنافسية لتجمعها الهوية التشاركية التناظرية .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح1
- فصل الدين أو الانفصال عنه ح2
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح1
- حاكمية الإنسان وحاكمية الرب ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح2
- شيطنة الصراع ... ومحاولة الهروب للأمام ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح1
- الإنسان والبحث عن الطوطم الفريد ح2
- الإسلام والدولة والسياسة
- حروف مجنونة
- أحلام راحلة وأحلام تتهيأ للرحيل
- بوح وأنين وحلم .
- الكأس الأخيرة
- أموات غير أحياء
- ضرورة الكتابة
- ثورة المؤمنين ح2
- ثورة المؤمنين ح1
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة
- عوالم الوجود ونظرية الأنماط الخمسة ح2
- متى نسترد الله ح1


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - نحو رؤية أخرى لحقيقة الدين ج2