حسين الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 21:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تجارة الدم، ومعادلة الــ7
حسين الركابي
يبدو أن أسواق الموت العربية، وفي مقدمتها السوق العراقي، لم يغلق أبوابه في الوقت القريب؛ بوجود كبار التجار الذين يمولونه، ويتحكمون بأسعاره، بنظرية" السبعة في سبعة"، لدى بعض الساسة الذين يتاجرون ببضاعة الموت واشلاء الابرياء، واختزلوا مروجين إلى هذه التجارة؛ التي حدد سعرها الراس العراقي، وتحديداً الشيعي، وكلن حسب درجته..
هذه التجارة التي إعتاد عليها هؤلاء المنتفعين منذ القدم، وتحت أعذار واهية، وبأسم يافطة الحكم، والقانون، والحفاظ على المؤسسات، وأمن البلد؛ حسب ما يزعمون، لكن بالنتيجة هؤلاء متعطشين إلى منظر الدم، وقطع الرؤوس، وتناثر الأشلاء، لا يمكن أن يحكمون الشعب إلا بهذه الطريقة، التي هي بعيدة عن القيم الإنسانية، والأخلاقية..
المشروع الذي أستمر أكثر من ثلاثة عقود، والذي تم كبحه عام 2003 ابان سقوط الصنم نجده اليوم ينشط من جديد، وبأسلوب قد يصعب على معظم ابناء الشعب حل طلاسمه، وبحله جديدة؛ تحت شعار الديمقراطية، وحماة المذهب، والمطالبة بحقوق شريحة كبيرة من المظلومين، والمضطهدين، والمساومة على رؤوس ابناء الشعب بسعر بخس..
هذا الإسلوب الذي كنا في السابق نسمع به ولا نراه، أصبح اليوم وسيله لتدرج المسؤول إلى هرم السلطة، والمساومة العلنية في أسواق السياسة، التي بنيت هرمها على رؤوس" ولد الخايبة"؛ حيث أصبح معظم الساسة العراقيين يبيعون، ويشترون بالتصريحات العدائية، والبيانات التي تأجج الطائفية، وتحرك عجلت الموت، وتقطع أواصر التعايش السلمي..
جريمة سبايكر وأحدة من أكبر الجرائم في العالم، التي راح ضحيتها أكثر من 1700 شاب عراقي، أصبح خبر في وكالات الانباء، وتايتل على القنوات الفضائية فقط، وصار مادة دسمة يتناقلها معظم الساسة، الذين يريدون يستدرون مشاعر ذوي الشهداء المغدورين، من أجل الترويج إلى قائمة، أو مجموعة بالأصل هي" متهمة بدمائهم"..
لا نستغرب، ولا نستهجن أي شيء في العراق الجديد، وصاحب الديمقراطية الدموية، وقد سوف نشاهد في الإنتخابات المقبلة؛ ستكون الدعاية الانتخابية، والترويج إلى القائمة بقطع الرؤوس، وبيعها بأسواق الفضائيات، وعلى منابر الفتنه، وإعلان الحرب بين المكونات، والطوائف؛ من أجل حصول ساسة الخردة، وتجار" الرؤوس، ومعادلات الموت" على ماربهم، وتسويق مشروعهم...
#حسين_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟