شوقي سالم جابر
الحوار المتمدن-العدد: 4719 - 2015 / 2 / 13 - 17:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الهجرة لأمريكا
تستقبل أمريكا عشرات آلاف المهاجرين سنوياً, بنظام القرعة العشوائية وأنظمة أخرى.
هؤلاء المهاجرين تمت تربيتهم في دُولهم وانتقلوا مُنتجين للولايات المتحدة, كشجرة مثمرة وزُرعت في بستان أمريكيا لتطرح ثمرها هناك.
هؤلاء يحتاجون للمساكن فينشط بحاجتهم تلك قطاع البناء وجميع الأنشطة المرتبطة به.
هؤلاء يشترون خدمات التأمين والمحاماة والصحة والتعليم والاتصالات والمواصلات من أمريكا فتنتعش تلك القطاعات.
سيأكلون من المطاعم ويشترون السجائر من هناك, سيدفعون الضرائب لأمريكا, وتتعزز المنافسة في سوق العمل والخدمات.
أغلب من يرغبون في الهجرة من بلدانهم -من ناحية نفسية- يكون لهم طموحات معينة وإلا لظلّ المهاجر في بلده الأصلي.
ولو توقفت أمريكا عن استقبال أولئك المهاجرين –وهي لن تفعل- ستصاب بخسائر فادحة بسبب الركود في القطاعات أعلاه, والتي تعمل وتوظف طاقاتها وتنتج وتستثمر وفق معطيات القادمين الجدد.
أمريكيا ترى أن السيارة التي تبيعها لشخص داخل أمريكيا, أفضل من السيارة التي تبيعها لشخص خارج أمريكيا؛ لأن التي تُباع داخل أمريكيا, ستدفع لأمريكا مقابل الوقود والصيانة والترخيص والمرور؛ فتسعى أمريكيا لجلب السائق إليها بدل إرسال السيارة إليه, وطبعاً تكون الأعداد البشرية المُستجلبة مدروسة بعناية وفق الدراسات ومصلحة الاقتصاد, الذي يُمثل العمود الفقري للدولة.
أمريكيا لا تمد أقدامها على طول فراشها؛ بل تُطيل فراشها حيث تصل أقدامها؛ وهي لا تُنتج حسب احتياجاتها, إنما تخلق احتياجات لاستيعاب إنتاجها.
وكذلك نظرتها للحروب, فهي تبحث عن أزمات وحروب لتسويق سلاحها -الدفاعي المضاد, والهجومي- حتى تبقى عملية الإنتاج العسكرية والأبحاث متواصلة.
أمريكيا عبارة عن فسيفساء بشرية, من كل الملل والأجناس؛ ويخرج علينا الرئيس الأمريكي ليقول: الأمة الأمريكية.
• ما المفهوم الجديد الذي تطرحه أمريكا "للأمة" ؟ وهل سيتعولم هذا المفهوم؟
• هل من دولة في العالم تستطيع أن تفعل مثل أمريكا في هذا ؟
• كيف تسمح قوانينها وقدراتها على استيعاب هذا العدد ودمجه بالاقتصاد؟
• لماذا لا يتوقف الناس عن الهجرة لأمريكا لإسقاطها ويفعلون العكس؟
وأخيراً هل القرن القادم أمريكي بامتياز, كما قال الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل؟
شوقي سالم جابر
#شوقي_سالم_جابر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟