أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على التنازل














المزيد.....

النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على التنازل


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 1317 - 2005 / 9 / 14 - 13:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


أقدم بن علي في الأيام الأخيرة على حل الهياكل الشرعية لجمعية القضاة استعدادا لاستبدالها بهياكل في مؤتمر صوري. كمـا أقدم على منع مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو بصدد الإعداد لانقلاب على هيئاتها الشرعية. وفي نفس الوقت منع انعقاد مؤتمر نقابة الصحفيين حديثة النشأة والتي ما انفك يعتبرها "غير قانونية". وقد أثارت هذه الهجمة غير المسبوقة على هذه الجمعيات والهيئات المستقلة عديد التساؤلات في الأوساط السياسية والنقابية والثقافية. وتتمحور هذه التساؤلات حول الأسباب التي جعلت بن علي يقدم على هذه الخطوة الخطيرة دون اعتبار لما يمكن أن تكون لها من انعكاسات على صورة نظامه التي يحاول بكل الطرق، تلميعها خصوصا قبل شهرين من انعقاد قمة مجتمع المعلومات؟

وفي الحقيقة فإن الجواب على هذه المسألة سهل. فأسباب هجوم بن علي على الجمعيات والهيئات المستقلة المذكورة بهدف تكسيرها والقضاء عليها، تكمن أولا، في طبيعة نظامه البوليسية الدكتاتورية والقمعية التي جعلته ينزع دائما إلى التعاطي مع القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية تعاطيا أمنيا ضيقا. وثانيا: في خصوصية المرحلة الحالية التي تشهد اتساع دائرة الاحتجاج مما يؤشر لمرحلة جديدة من النضال والتعبئة. لذلك يحاول استباق الأحداث وتشديد قبضته على المجتمع لقطع الطريق أمام الوصول لهذه المرحلة، كما أنه يحاول بصورة مباشرة خنق كافة الأصوات الحرة حتى تنعقد قمة مجتمع المعلومات "دون ضجيج".

هذه هي الأسباب التي تفسر سلوك بن علي ونظامه لذلك يكون من السذاجة التفكير في إمكانية تعاطيه تعاطيا آخر مع الجمعيات والهيئات المستقلة المذكورة. إن الأنظمة التي تتمتع بقدر من المدنية والتمثيلية هي التي تتعامل مع مواطناتها ومواطنيها تعاملا سياسيا يكون فيه للتفاوض والحوار مكانة هامة. أما الأنظمة الدكتاتورية البوليسية على غرار نظام بن علي فهي لا تعوّل إلا على القوة الغاشمة لأنها تدرك أن بقاءها مرتهن بإبقاء المجتمع خاضعا لسيطرتها. كما تدرك أن أي شرخ يفتح في ركن من أركانها يمكن أن يسرّع بسقوط البناية كلها.

ومما لا شك فيه أن بن علي يحاول وهو يسلك مثل هذا السلوك الأرعن استغلال تواطؤ الحكومات الغربية معه. فهي التي تجد فيه خير خادم لسياستها في المنطقة التي تتمحور حاليا حول ما يسمى بـ"الحرب على الإرهاب" التي يندرج ضنها مساندة السياسة الأمريكية الاستعمارية في العراق والتطبيع مع الكيان الصهيوني. كما تجد فيه خير ضامن لمصالح شركاتها في تونس على حساب قوت الكادحين ومصلحة الوطن. لذلك يعوّل بن علي على صمتها إزاء القمع الذي يمارسه نظامه على الشعب التونسي. كما يحاول بن علي استغلال ضعف المعارضة الديمقراطية وكذلك الحركة الاجتماعية. فهو يدرك أن الأولى لا تزال مشتتة وعلاقتها بالشعب منحسرة. كما يدرك أن الثانية لا تزال في حالة جزر وهي لا تحظى بالتأطير الذي يرتقي بدرجة وعيها وتنظيمها. وطالما بقي الوضع على هذه الحال يعرف بن علي أن ردود الفعل على الأعمال الفاشستية التي يرتكبها ستكون ضعيفة، ومحدودة الجدوى وهذا ما يهمــه بصورة مباشرة.

لذلك فإن مواجهة الوضع اليوم تقتضي من كل القوى المعنية بالتغيير الديمقراطي العمل بجدية على تجاوز الحالة التي هي عليها إذا كانت تريد فعلا تحقيق هذا التغيير ووضع حد للدكتاتورية بأسرع وقت ممكن. ويقتضي هذا التجاوز توفر عدة شروط منها: أولا: التخلص، بعد كل ما حصل من تجارب، من أي وهم حول إمكانية تحقيق الديمقراطية بواسطة نظام بن علي أو بالتعاون معه، وهو ما يتطلب القطيعة معه بصورة واضحة وجلية. وثانيا: العمل في صفوف الشعب للارتقاء بوعيه ودرجة تنظيمه من أجل خلق ميزان قوى يمكن من منازلة الدكتاتورية فـ"الرطل ما يغلبو كان الكيلو" كما يقول المثل الشعبي، والدكتاتورية لا تفهم سوى لغة ميزان القوى، ولا يمكن قلب هذا الميزان إلا بانخراط الشعب في النضال السياسي. ثالثا: توحيد صفوف كافة القوى المعنية بالتغيير الديمقراطي على قاعدة مطالب دنيا وخطة عملية لتحقيقها حتى تكون هذه القوى أقدر على لف الشعب حولها.

لقد سبق لحزب العمال الشيوعي التونسي أن توجه في أعقاب مهزلة أكتوبر 2004 الرئاسية والتشريعية برسالة مفتوحة إلى القوى الديمقراطية قدّم فيها مقترحاته لمجابهة الأوضاع الحالية. ونحن نعتقد أن هذه الرسالة لا تزال تحافظ على راهنيتها. كما أن حزب العمال منفتح على كافة المقترحات الأخرى التي يمكن أن تقدمها باقي القوى الديمقراطية من أجل نقاشها بكل جدية. إن ما يهمنا هو الخروج من ليل العبودية الذي نحن فيه والالتحاق بركب الشعوب التي حازت على حريتها.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة النسيج تشتد ونضالات العمال تتصاعد
- لا مستقبل لشباب تونس في ظل الدكتاتورية
- رائحة أزمة نقابية!
- كلمة الرفيق حمه الهمامي في ندوة بروكسيل حول -الشراكة الأوروم ...
- بيان مشترك حول تفجيرات لندن
- مرة أخرى:لا خلاص للعمال إلا بالوحدة والنضال
- في اليوم الوطني لمقاومة التعذيب والذكرى 18 لاستشهاد نبيل الب ...
- طبقة عاملة، منزوعة السلاح، مهدورة الحقوق !
- بمناسبة الانتخابات البلدية: حزب العمال يدعو إلى مقاطعة المهز ...
- من المستفيد من المفاوضات الاجتماعية؟
- حزب العمال يدعو إلى مقاطعة المهزلة الجديدة
- أجل مغرب عربي بلا مساجين سياسيين: كلمة الرفيق حمه الهمامي
- من أجل مغرب بلا مساجين سياسيين: البيان الختامي
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة :مناضلات في البال
- الأحزاب الديمقراطية تنعى زهير اليحياوي
- ميزانية الدولة وقانون المالية لسنة 2005: استمرا في نفس الاخت ...
- اشتداد الهجوم على حقوق العمّال والحل في الوحدة والنضال
- الندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية تدين اح ...
- لنتوحد من أجل فرض حقوقنا & أسبوع من النضال والاحتجاجات
- حالة من الطوارئ غير المعلنة بالعاصمة واعتداءات وحشية لترويع ...


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - النضال هو الوسيلة الوحيدة لمجابهة الدكتاتورية وإرغامها على التنازل